رئيس وزراء المغرب: استدعاء السفير المغربي للتشاور.. ولم يكن بهدف خلق توتر مع دكار

الفاسي قال إن بلاده تربطها بالسنغال روابط متينة وعريقة وتحظى بالاحترام

TT

قال عباس الفاسي، رئيس وزراء المغرب، إن بلاده استدعت سفيرها بدكار لمدة ثلاثة أيام من أجل التشاور، والمساهمة في تحليل ملابسات التغيير الجذري والخطير والمفاجئ في موقف كبار مسؤولي الحزب الاشتراكي السنغالي المعارض بخصوص وحدة تراب المغرب.

وأكد الفاسي في بيان أصدره مساء اول من امس أن استدعاء سفير المغرب من دكار «لم يكن يهدف الى إحداث خلاف أو توتر ذي طابع سياسي بين الدولتين، أو يفهم منه أنه تصرف غير ودي إزاء الشعب السنغالي الشقيق، ولكنه يتعلق بخطوة محددة، وهدف محدد حول موضوع محدد». وأوضح الفاسي ان سلطات بلاده عملت على عدم الخلط بين الاشياء. وحرصت بهذه المناسبة على «الاشادة بما تعرفه العلاقات بين البلدين من تطور، خلال الاعوام الاخيرة برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس عبدو اللاي واد، لما فيه خير الشعبين الشقيقين».

وجاء توضيح الفاسي، بعدما ردت دكار بالمثل، حيث أعربت عن أسفها لاستدعاء السفير المغربي من قبل المغرب، احتجاجا على تصريحات عضو في قيادة الحزب الاشتراكي المعارض، حضر المؤتمر العام لجبهة البوليساريو الداعية لانفصال المحافظات الجنوبية المغربية، في منطقة تفاريتي المنزوعة السلاح، بقرار أممي صادر عقب وقف إطلاق النار عام 1991.

وأضاف الفاسي أن المغرب تربطه بالسنغال روابط متينة وعريقة بين الشعبين، وتحظى بالاحترام المتبادل وتعرف «تميزا عميقا»، مشيرا الى أن بلاده ليس لديها ما تضيفه من شروح، حول فحوى استدعاء سفيرها، سوى ما قدمته في بيان واضح صدر عن وزارة الخارجية المغربية يومي 19 و20 ديسمبر ( كانون الاول) الحالي.

وقال الفاسي «إن خطوة المملكة المغربية والتوضيحات المقدمة، التي لا يشوبها أي غموض، لم يتم تلقيها وفهمها، على ما يبدو، بالشكل اللازم»، معربا بطريقة غير مباشرة عن تفهمه لقرار السنغال التي سحبت سفيرها إيبو ندياي من الرباط، مؤكدا أن «لهذا البلد الشقيق كامل السيادة، في تحديد سياسته الخارجية ذات الطابع الدبلوماسي الذي تراه ملائما».

وكانت حكومة السنغال قد وصفت تصريحات القيادي في الحزب الاشتراكي المعارض، غير ملزمة لحكومتها، مبرزة الجهود التي بذلتها السنغال من اجل دعم وحدة تراب المغرب في قضية الصحراء. وكان جاك بودان، العضو القيادي في الحزب الاشتراكي السنغالي قد أيد ما سماه «كفاح جبهة البوليساريو من أجل استعادة كرامة الصحراويين»، لكنه عاد في تصريحات أخرى للتخفيف من حدة ما قاله، مؤكدا أنه يدعم مسار المفاوضات بين الاطراف المتنازعة برعاية هيئة الامم المتحدة. وكانت جبهة البوليساريو، التي تقيم معسكراتها ومخيماتها بتندوف (جنوب غربي الجزائر)، قد ايدت العودة الى حمل السلاح، في حالة إذا ما فشلت المفاوضات بين الطرفين المزمع عقدها بداية الاسبوع الاول من يناير (كانون الثاني) 2008.