دبلوماسي أميركي: إيران تضيِّق الخناق على الميليشيات الشيعية

قائد الجيش الأميركي في العراق: التقدم الذي حققناه ما زال هشاً

TT

فيما قال مسؤول دبلوماسي اميركي كبير أمس ان ايران قررت على ما يبدو احتواء الميليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق، مما قد يفسر التراجع الكبير في الهجمات بالعبوات الناسفة في هذا البلد في الاشهر الاخيرة، رحب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس بالتقدم الامني الذي احرز في العراق، لكنه اعتبر انه لا يزال «هشا». وقال ديفيد ساترفيلد، منسق الشؤون العراقية ومستشار وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لصحيفة «واشنطن بوست»، ان القيادة الايرانية تتحرك «على اعلى مستوى» للتضييق على الميليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق. واعتبر انه اذا لم يكن واضحا تراجع تدفق الاسلحة الآتية من ايران، فان التراجع العام في عدد الهجمات في العراق «ينبغي ان ينسب الى قرار سياسي من الايرانيين».

وقال ساترفيلد «لقد لاحظنا خفضا متواصلا في بعض اشكال العنف من جانب مئات الاشخاص ولا يمكن رده فقط الى «عوامل داخلية في العراق».

واضاف «اذا ما جمعتم كل هذه العوامل، فذلك لا يكفي الا اذا اخذتم بالاعتبار ايضا ان القيادة الايرانية اضطرت لقول او لفعل شيء ما».

واوردت الصحيفة ايضا كلاما لمسؤول اميركي لم تكشف هويته؛ ومفاده ان ايران اجرت «تغييرا ذكيا في تكتيكها» في العراق، في حين ان اعمال العنف تثير الغضب لدى العراقيين بمن فيهم الشيعة.

وتتهم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش باستمرار الحكومة الايرانية بزرع الفوضى في العراق عبر ارسالها الاسلحة الى هذا البلد وتمويلها المجموعات المتطرفة الشيعية العراقية، وهذا ما ينفيه الايرانيون. وبدت وزارة الدفاع الاميركية اكثر حذرا عندما اكد الوزير روبرت غيتس انه يبقى ان نعرف ما اذا كان بالامكان ان ننسب الى ايران تراجع هذه الهجمات.

وفي تقرير فصلي، اعتبر البنتاغون من جهة اخرى ان ايران تواصل تزويد المتمردين الشيعة في العراق بالاسلحة والدعم.

ويأتي التحليل الاميركي في حين ستجري جولة رابعة من المحادثات الايرانية ـ الاميركية حول العراق، في موعد لم يتحدد بعد. وقد ارجئ اجتماع بين خبراء اميركيين وايرانيين كان متوقعا في 18 ديسمبر (كانون الاول) الى موعد لاحق. والهدف من هذه اللقاءات هو دراسة وسائل الاسهام في خفض اعمال العنف في العراق.

من جهته، قال بترايوس في حديث الى شبكة «فوكس نيوز» الاميركية، «طبعا، نريد في اسرع وقت تقليص الضغط الميداني على قواتنا، مع الإقرار بان ما تحقق يظل متواضعا وهشا في مجالات عدة». ولاحظ ان هجمات المسلحين وخسائر الجيش الاميركي تراجعت في شكل ملحوظ في الاشهر الاخيرة، مما يتيح سحب خمس وحدات مقاتلة العام المقبل، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية. لكنه تدارك ان الاتفاق السابق مع وزير الدفاع روبرت غيتس الذي يلحظ انسحابا اضافيا يظل «غير مشروط»، ويتوقف على استمرار تراجع اعمال العنف.

ومع الانسحاب المبرمج لخمس وحدات مقاتلة، ينخفض عدد الجنود الاميركيين في العراق من 160 الى 130 الفا. وتم ارسال نحو 30 الف جندي اضافي منذ بداية العام في اطار خطة الرئيس جورج بوش التي يدعمها بترايوس.

ولم يشأ بترايوس الرد على سؤال عما اذا كانت واشنطن تمارس ضغطا لإعادة نشر قواتها من العراق الى افغانستان حيث الهجمات الانتحارية لطالبان جعلت هذا العام الاكثر دموية منذ 2001. وقال انه يتفهم «نفاد صبر» المنتقدين في واشنطن ومآخذهم على الحكومة العراقية بمعزل عن النجاحات الامنية. واعتبر ان «المسؤولين العراقيين» نفد صبرهم ايضا، «ولا اعتقد انه عند سؤال المسؤولين العراقيين، سيبدي احد منهم رضاه عن التقدم» الذي تحقق. لكن بترايوس لاحظ ان الموازنة العراقية لعام 2008 تلحظ تقاسماً «عادلا جدا» لعائدات البلاد، وخصوصا النفطية منها، بهدف تحقيق المصالحة بين مختلف الطوائف.