الإمارات: احتفالات الكريسماس ورأس السنة تشعل جدلا حول الهوية الثقافية

150 جنسية مختلفة تعيش في المجتمع الإماراتي

TT

ليس جديدا على الشارع الإماراتي أن تنتشر احتفالات أعياد الميلاد في كافة أرجاء البلاد، فهذا ما تعود عليه الإماراتيون، كما هي دول الخليج الأخرى منذ سنين طويلة، إلا أن احتفالات 2007 بأعياد الميلاد، أشعلت الجدل مجددا حول الهوية الثقافية للبلاد.

ومثل هذه المفارقات تشكل لدى الإماراتيين جدلا لا يتوقف، وتعزز مخاوف لا تنقطع من ذوبان، الهوية الثقافية المحلية، خاصة في ظل تواجد غالبية غير إماراتية، وأكثر من 150 جنسية مختلفة. وبحسب آخر تعداد سكاني رسمي أجري العام الماضي، فإن المواطنين لا يشكلون سوى 20 في المائة من تعداد السكان الإجمالي البالغ عددهم 4.1 مليون نسمة، حيث لا يزيد عدد المواطنين عن 825 ألف نسمة فقط.

والدالف للأماكن العامة في الامارات، خصوصا في العاصمة السياسية أبوظبي وشقيقتها العاصمة الاقتصادية دبي، سيجد طغيان الطابع الغربي على غالبية هذه الأماكن، فالفنادق الكبرى، وأيضا الصغرى، ومراكز التسوق جميعا، وحتى إعلانات الشوارع العامة، تحتفل بـ«الكريسماس» وأشجار عيد الميلاد بكافة أنواعها، وبديكورات مختلفة تتصدر الأماكن العامة، و«بابا نويل» يداعب الصغار والكبار، أينما حللت.

ويؤكد الدكتور سلطان المؤذن عضو المجلس الوطني الإماراتي أن مثل هذا الطغيان في الأعياد الغربية «يساهم للأسف في طمس الهوية الوطنية. لا نبالغ إذا قلنا أن هناك شبه اندثار للثقافة الإماراتية بسبب انصهار الكثير من مكوناتها مع الثقافة الغربية».

والدكتور المؤذن ليس من الفريق الذي يذهب إلى عدم السماح للأجانب بالاحتفال بمناسباتهم «لكن أن تطغى بهذه الصورة، ولا يقابلها ولا حتى 10 بالمائة للأعياد المحلية، فذلك أمر لا بد أن يسهم في التأثير على الجيل القادم من المواطنين الإماراتيين» حسب قوله.

غير أن الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، يعتقد أن ما يحدث من احتفالات بأعياد الميلاد في الامارات «بهرجة لا تطربنا نحن المسلمين ولا نطرب لها»، مؤكدا أن ما يحدث هو موجه للمسيحيين ولا يؤثر على الثقافة المحلية بتاتا.

ولا يخشى الفريق ضاحي من أن يؤثر طغيان استقبال الأعياد الغربية على المجتمع الإماراتي، ويؤكد «الإماراتي أكبر من أن تأخذه عن قيمه أي بهرجة لأي مناسبة لا تناسبه».

المسؤولون الرسميون في الإمارات، دائما ما يفاخرون بالتنوع الثقافي الذي تشهده بلادهم، لكن ذلك لا يمنع من انتقاد بدأ يخرج للعلن بقوة مؤخرا، من فعاليات ثقافية ومجتمعية، لما يصفونه بانصهار المجتمع الإماراتي مع مجتمعات أخرى متعددة.

وتنظم المجمعات التجارية والفنادق الكبرى، إحتفالات في نهاية العام، يحييها كوكبة من أكبر الفنانيين العرب والغربيين.

وتقول الدكتورة أمل القبيسي عضو المجلس الوطني الإماراتي أن هذه الاحتفالات «ليست جديدة ولكنها ظاهرة تجارية أكثر من كونها دينية».

وتعتقد الدكتورة القبيسي، التي تعد أول إماراتية تصل للمجلس الوطني بالانتخاب، أن الإماراتيين في احتفالاتهم الدينية ليسوا في حاجة لاحتفالات ظاهرية «نحن نشعر ونحس باحتفالاتنا الدينية وربما لسنا في حاجة لمثل هذا الزخم من أشجار وهدايا وغيره».

وتحفل البرامج الإذاعية المحلية بمناقشات لا تتوقف عن التأثير الغربي على المجتمع الإماراتي.

شرح الصورة:

احتفالات الكريسماس بدأت مبكرا في الإمارات (تصوير: جاك جبور)