الصومال: وصول 100 جندي بوروندي.. ومقتل وإصابة 15 في أعمال عنف

مسؤول حكومي يتهم الأمم المتحدة بالانحياز برسم صورة قاتمة مبالغ فيها عن الوضع في البلاد

جنود من بوروندي لدى وصولهم الى مطار مقديشو أمس (رويترز)
TT

وصلت الى العاصمة الصومالية، مقديشو، أول كتيبة من القوات البوروندية التي تتألف من 100 جندي (من أصل 1700 جندي بوروندي) في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال المعروفة اختصارا بـ«أمصوم» لتنضم الى القوات الأوغندية العاملة في الصومال منذ مارس (آذار) الماضي. وجاء وصول القوات البوروندية بعد ساعات قليلة من وقوع اشتباكات عنيفة بين بين القوات الإثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية من جهة وبين المسلحين المعارضين من جهة أخرى حيث لقي 5 أشخاص في الأقل مصرعهم فيما أصيب نحو 10 آخرين بجروح. واستمر قصف المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون حتى الساعات الأولى من صباح امس.

ومكث السكان داخل منازلهم اثناء تبادل اطلاق قذائف المدفعية ونيران البنادق الآلية. وقال أحد السكان، ويُدعى محمد افرح لرويترز في حديث هاتفي «سقطت قذيفة مورتر على منزل في يقشيد، مما اسفر عن مقتل شخصين. وقتل ساكن آخر في تبادل لاطلاق النار». وأضاف ان العديد من قذائف المورتر سقطت في منطقة قريبة ولكنها الحقت اضرارا فقط بمنازل خاوية. وقال طبيب في مستشفى المدينة الرئيسي في مقديشو ان اثنين من ضحايا القتال الليلة قبل الماضية نقلا للمستشفى. وتابع «احدهما صبي عمره 14 عاما وتوفي قبل دقائق.. (ظهر أمس) والآخر في حالة خطيرة». ووصف الاتحاد الافريقي الصراع في الصومال بانه اخطر تحدٍّ للسلام والأمن في القارة لافريقية. وتقول الامم المتحدة ان البلاد تعاني من أسوأ ازمة انسانية في افريقيا. وشهدت الاشتباكات بين الطرفين انخفاضا ملحوظا خلال أيام العيد لكنها عادت بقوة منذ الليلة الماضية، في الوقت الذي لم تفلح فيه العمليات الأمنية التي تنفذها القوات الحكومية والإثيوبية في صد هجمات المسلحين المعارضين. وعلى الرغم من انخفاض المواجهات المفتوحة بين القوات الصومالية التي يدعمها الجيش الإثيوبي وبين عناصر الجماعات المسلحة إلا أن سلسلة من حوادث الاغتيالات المنظمة وقعت في كل من مقديشو وبيداوة، أبرزها اغتيال القاضي محمود أحمد الذي كان يشغل منصبا رفيعا في المحكمة العليا الصومال، واغتاله مسلحون وسط بيداوة ليلة أمس، وادعى تنظيم شباب المجاهدين مسؤوليته عن ذلك. من جهة أخرى، وصلت الي مقديشو أول كتيبة من القوات البوروندية التي تتألف من 100 جندي في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال لتنضم الي القوات الأوغندية العاملة في الصومال منذ مارس الماضي. وأكد المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، النقيب بادي أنكوندا، وصول طلائع القوات البوروندية لكنه لم يكشف عن موعد وصول بقية هذه القوات التي يبلغ عددها 1700 جندي. وكان عدد من الدول الأفريقية؛ من بينها نيجيريا وغانا وملاوي قد وعدت بالمساهمة بجنود في عملية حفظ السلام الأفريقية، لكن وصولها تأخر بسبب ما وصف بنقص التمويل من جانب الاتحاد الأفريقي. ويوجد نحو 1700 جندي أوغندي في مقديشو منذ مارس الماضي ويقتصر دورها في حماية الميناء والمطار في مقديشو وحراسة مقرات المسؤولين الكبار في الحكومة الصومالية الانتقالية. وكان الاتحاد الأفريقي قد خطط لإرسال 8000 جندي لحفظ السلام في الصومال الذي تعتبره المنظمة الإقليمية واحدا من أخطر التحديات التي تواجه السلام والأمن فى القارة الأفريقية.

الى ذلك، اتهم مسؤول صومالي كبير الامم المتحدة امس برسم صورة قاتمة مبالغ فيها عن الوضع في الصومال وبنشر افكار المتمردين الاسلاميين. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الصومالية عثمان محمد آدم لوكالة الصحافة الفرنسية «نحض وكالات الامم المتحدة على اجراء تقييم عادل للوضع الفعلي على الارض وتفادي (اصدار) تقارير غير متوازنة».

وشكا المسؤول الصومالي من ان بعض وكالات المنظمة الدولية تضمن تقاريرها معلومات جمعتها منظمات محلية غير حكومية على علاقة بالمتمردين الاسلاميين الذين يواجهون يوميا تقريبا قوات الامن الصومالية المدعومة من حلفائها الاثيوبيين. واضاف «ان عددا كبيرا من وكالات الامم المتحدة لا تجمع بنفسها المعطيات لكنها تاخذها من تقارير منظمات اخرى». وقال ايضا «ان ما تجمعه لا يشير الى نجاحات الحكومة والتقدم الذي تحققه». وأحد التقارير الذي اثار استياء الحكومة الانتقالية الصومالية بشدة هو بيان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، مفاده ان نحو 600 الف شخص فروا من مقديشو ومعاركها منذ بداية العام، مما رفع الى مليون شخص عدد النازحين في الصومال.