أولمرت يقول إن الحرب ستستمر.. وباراك يبقي البابَ مفتوحاً لهدنة غير متفق عليها

الجيش الإسرائيلي يخشى المغامرة بحياة 100 من جنوده في القطاع

TT

في الوقت الذي تشترط فيه حماس وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، من اجل تثبيت الهدنة على الارض. قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس «ان الحرب على النشطاء في غزة ستستمر»، رافضا اجراء اي حوار مع حماس، وهو ما اكد عليه وزير دفاعه ايهود باراك، الذي قال ان «لا اساس لإجراء اي مفاوضات مع حركة حماس» مشددا، على انه يجب اسقاط هذه الحركة وعدم انقاذها. ولكن، رغم ذلك، ترك باراك الباب مفتوحا لهدنة محتملة، اذ أعلن في جلسة الحكومة الاسرائيلية امس انه «اذا توقفت حماس عن اطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الاراضي الاسرائيلية، فان إسرائيل لا تعارض وقف نشاطاتها في استهداف ناشطي الحركة».

أما أولمرت، فقال إن النشاطات التي تقوم بها قوات الجيش والأمن ضد ما سماها العناصر «الارهابية« في قطاع غزة ستستمر، للحد من عمليات اطلاق القذائف الصاروخية على الاراضي الاسرائيلية، قدر الامكان. وقال أولمرت «ان ما يجري في قطاع غزة خلال الاشهر الأخيرة لا يمكن وصفه إلا بحرب حقيقية بين الجيش والتنظيمات». وأكد أن هذه الحرب ستستمر، مع حرص اسرائيل على تجنب نشوء أزمة انسانية في القطاع، والتي من شأنها أن تمس بمدنيين، على حد قوله، موضحا لوزرائه في جلسة حكومته أن هذه السياسة تتطلب الصبر والصمود.

ورد اولمرت على اقتراح حركة حماس بالتوصل الى اتفاق تهدئة مع اسرائيل، قائلا «ان اسرائيل غير معنية باجراء مفاوضات مع جهات لا تقبل بالشروط الاساسية التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، وهكذا الأمر بالنسبة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي وأي جهة أخرى».

وتحتل قضية غزة، وهدنة حماس، وملف الجندي الاسرائيلي المحتجز في القطاع جلعاد شاليت، مساحة واسعة من اهتمام القيادة الاسرائيلية، ووسائل الاعلام، والراي العام. وقالت مصادر اسرائيلية، ان اسرائيل قررت عدم اجتياح قطاع غزة، لان مواطنيها لن يستطيعوا تحمل حقيقة مقتل اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيليين.

وحسب موقع قضايا استراتيجية «العبري»، فان اسرائيل قررت انها لن تجتاح القطاع، والسبب، ليس عدم الجاهزية العسكرية، وليس لأن اسرائيل لن تستطيع ان توقف اطلاق صواريخ القسام، وانما لاسباب سياسية اخرى للغاية. وكشف الموقع انه خلال جلسات خاصة، لتقدير الموقف العسكري وبحضور جنرالات الجيش الاسرائيلي، صارت فكرة اجتياح غزة مستبعدة، وذلك لأن الجمهور الاسرائيلي لن يستطيع ان يتحمل حقيقة مقتل اعداد كبيرة من جنوده هناك.

وفي استطلاعات سرية اجراها الجيش الاسرائيلي، تبين ان الاسرائيليين لن يقبلوا ولا بأي شكل من الاشكال الثمن الباهظ من حياة جنودهم، اذا ما اقدمت حكومة اولمرت على اجتياح غزة.

وحسب التقديرات الاسرائيلية العسكرية، فان اكثر من 100 جندي اسرائيلي قد يقتلون في حال اجتاحت اسرائيل شمال قطاع غزة بشكل كامل وهو ما اجبر اولمرت على رفض الفكرة، كما رفض قادة الجيش ان يتحملوا مسؤولية مصرع اكثر من 100 جندي.

ولم يتردد قادة الجيش في القول، خلال الاجتماع انه وفي حال اجتاح الجيش الاسرائيلي شمال قطاع غزة، فان الجيش سيخسر قتلى اكثر مما خسرته اسرائيل خلال سبع سنوات متواصلة جراء اطلاق الصواريخ من غزة . وان اولمرت وباراك يعرفان انه في حال حدث ذلك فان مستقبلهما السياسي سيكون في خطر. ويرفض قادة الجيش الاسرائيلي فكرة انهم لن يتمكنوا من وقف اطلاق الصواريخ، ويقولون «طبعا نستطيع، ولكن الجمهور الاسرائيلي سيرفض الثمن المنتظر».

وفي جلسة الحكومة الاسرائيلية، ناقش عدد من الوزراء كيفية التعامل مع قطاع غزة، وملف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت. وقال الوزير جدعون عزرا من «كاديما» إنه يجب على إسرائيل وقف سياسة عمليات القتل المستهدف والضغوط الاقتصادية على قطاع غزة إذا ما توقفت حماس بالمقابل عن إطلاق القذائف الصاروخية غير أن عزرا استبعد التفاوض مع حماس، مؤكداً ضرورة استمرار الاتصالات مع السلطة الفلسطينية.

من جهته، اكد رئيس حركة شاس الوزير إيلي يشاي ضرورة مفاوضة حماس بطرق مختلفة، وغير مباشرة، لاستعادة الجندي شاليت، منتقداً في الوقت ذاته بشدة تصريحات السياسيين في وسائل الإعلام بهذا الشأن على اعتبار أنها تمس بالمفاوضات. وبدوره رفض الوزير يتسحاق أهارونوفيتس من كتلة إسرائيل بيتنا مطلقا فكرة محاورة حماس، أو تليين معايير الإفراج عن بعض السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي شاليت.

اما باراك، فقد حمل بشدة على الوزير عامي أيالون بسبب ما قاله من عدم توفر ما يكفي من المعلومات الاستخبارية لدى اسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية بهدف تحرير الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت. وقال باراك «إن مثل هذه التصريحات تنطوي على ضرر، وكان يُحظر على ايالون الادلاء بها». وطلب رئيس الوزراء من أعضاء الحكومة عدم الادلاء بتصريحات حول مواضيع لا تندرج في مجالات اختصاصاتهم.