الأحزاب التايلندية تبدأ محادثات تشكيل حكومة ائتلافية

بعد فشل أنصار رئيس الوزراء السابق في الحصول على الأغلبية المطلقة

TT

بانكوك ـ «الشرق الأوسط»: بدأت أحزاب سياسية تايلندية مفاوضات صعبة أمس لتشكيل ائتلاف بعد أن رفض الناخبون الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا. الا أن الناخبين لم يمنحوا أنصار تاكسين في الانتخابات البرلمانية التي جرت أول من أمس الأغلبية المطلقة.

ومن المرجح أن تكون عملية التوصل لاتفاق طويلة ومعقدة ومشحونة بالتوتر بعد أن أوضحت الانتخابات أمس أن البلاد منقسمة بين أنصار تاكسين في حزب سلطة الشعب، والمعارضين الذين يمثلهم في الأغلب الحزب الديمقراطي.

وقالت صحيفة «بانكوك بوست» الناطقة بالانجليزية في مقال افتتاحي «ما زالت الفرصة قائمة للتوتر.. يتحتم على مؤسسات أخرى بما في ذلك الجيش الالتزام بنتيجة الانتخابات». وقال ساماك سوندرافيج، زعيم حزب سلطة الشعب، انه سيصبح بالتأكيد رئيسا للوزراء، ووجه الدعوة لأحزاب صغيرة للانضمام لحزبه الحاصل على 228 مقعدا من مقاعد البرلمان ومجموعها 480 من أجل تشكيل حكومة ائتلافية. وصرح بانهارن سيلبا أرتشا، رئيس الوزراء التايلندي السابق وزعيم حزب الأمة التايلندية، بأن حزبه وحزب الوطن الأم، وهما حزبان صغيران حصلا معا على 65 مقعدا في الانتخابات أمس، سيجتمعان وسيأخذان الوقت اللازم لاتخاذ قرار. ووفقا للنظام التايلندي يجب أن يجتمع البرلمان خلال شهر من انتخابه ثم يكون أمامه شهر آخر لانتخاب رئيس للوزراء. وساماك هو أبرز مرشح لشغل هذا المنصب. ومن ناحية أخرى فان اللجنة الانتخابية التي شكلها الجيش بعد الانقلاب غير الدموي في سبتمبر (أيلول) عام 2006 والذي أطاح بتاكسين يمكنها أن تستبعد بعض المرشحين الفائزين لانتهاكهم القواعد الانتخابية، وتقول انها ستحقق في 160 شكوى جادة.

ويقول محللون ان هناك مخاوف من أن يكون الجيش والمؤسسة الملكية يتخذان كل اجراء ممكن للحيلولة دون عودة تاكسين للحكم بالوكالة بما في ذلك الضغط على اللجنة الانتخابية لخفض عدد أعضاء حزب سلطة الشعب الفائزين بمقاعد برلمانية.

وقالت صحيفة بانكوك بوست «يجب أن تتخذ اللجنة الانتخابية في كل خطوة تخطوها خلال الأيام والأسابيع المقبلة القرار الصحيح». ويخشى وقوع اضطرابات في شوارع بانكوك حيث كان ساماك يشغل منصب الحاكم قبل استقالته من منصبه بسبب عدم شعبيته في مدينة ساعدت على خلع تاكسين عن طريق احتجاجات حاشدة وصوتت بشكل كبير ضد حزب سلطة الشعب.

واستبعد ساماك أن يؤدي تشكيل حكومة بقيادة حزب سلطة الشعب الى احتجاجات جديدة يمكن بدورها أن تؤدي الى انقلاب آخر يقوم به الجيش. واستطرد «انه انتصار لهذا البلد»، مضيفا أنه سيصبح «رئيسا للوزراء بالتأكيد». وتابع أنه لا يتوقع انقلابا آخر لأن القائد الجديد للجيش أنوبونج بوتشيندا «رجل صالح وملتزم بعدم التدخل في الشؤون السياسية».