عشية عيد الميلاد.. المسيحيون في العراق يخشون أداء قداس منتصف الليل

مسيحية: سنصلي من أجل من فقدناهم في العنف والذين هاجروا

TT

بغداد ـ د.ب.أ: لن يكون بمقدور مسيحيي العراق منتصف ليلة أمس استهلال احتفالاتهم بأعياد الميلاد بإقامة قداس منتصف الليل أسوة بأقرانهم بجميع بلدان العالم بسبب ظروف الوضع الامني غير المستقر في البلاد.

ورغم ان الوضع الامني بدأ يشهد تحسنا كبيرا في بغداد مقارنة بالأعوام الماضية إلا ان المسيحيين في العراق لا يعتقدون ان الوضع مهيأ الان للمغامرة بالخروج ليلا لأداء هذا القداس والعمل على استبداله بقداس آخر سيتم نهار اليوم في جميع الكنائس.

لكن هذا لا يمنع من ان عوائل ستتوافد الى الكنائس لأداء الصلوات على ان تنتهي في وقت مبكر من المساء.

وقالت ندى حازم سيدة مسيحية اكملت العقد الرابع من عمرها تقطن في احد الاحياء شرقي بغداد «في كل عام ندعو الله ان يحفظ العراق ويبعده عن مخاطر الاقتتال والعنف» وأضافت «اتمنى ان ترجع احتفالاتنا الى سابق عهدها بدءا من الاحتفال بقداس منتصف الليل في الكنيسة».

وذكرت ندى «الظروف الحالية في البلاد ستجعل من الصعب علينا الخروج ليلا والاحتفال بقداس منتصف الليل في الكنيسة لكن هذا لا يمنع من ادائه نهار يوم الثلاثاء (اليوم)» واضافت «عدد قليل جدا سيتوجهون الى الكنائس ضمن مناطق سكنهم لاداء هذا القداس والاحتفال بأعياد الميلاد».

ودفعت الظروف الامنية غير المستقرة في العراق طوال السنوات التي تلت الاجتياح الاميركي للعراق في ربيع عام 2003 فضلا عن استهداف الكنائس بعمليات تفجير بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة الى امتناع المسيحيين من التوجه الى الكنائس في بغداد لإحياء قداس منتصف الليل والاقتصار على قداس يقام في نهار اليوم التالي.

وقالت ندى «احتفالاتنا في البيت ستكون هذا العام مميزة لان كل شيء سيكون جديدا حيث انتقلنا الى منزل جديد بأثاث حديث وشجرة ميلاد مميزة، إذ أن افراحنا ستأخذ طابعا آخر مقارنة بالأعوام الماضية» وأضافت «تمت تهيئة اصناف من الاكلات الشهية ابرزها الكبة».

وقالت ندى «لقد اشتريت هذا العام هدايا جميلة ستقدم للاهل والاقارب والاصدقاء». واضافت «سنتذكر أحباء لنا فقدناهم جراء اعمال العنف واخرين فروا بحثا عن ملاذات آمنة خارج البلاد».

وتنتشر في بغداد عشرات الكنائس في جانبي الرصافة والكرخ ابرزها كنيسة اللاتين التي شيدت عام 1866 في شارع الخلفاء، وكنيسة الارمن الارثوذوكس التي شيدت عام 1744 في منطقة الميدان، وكنيسة الارمن الكاثوليك التي شيدت عام 1844 وكنيسة الكلدان التي شيدت عام 1898 في محلة رأس القرية في ساحة الوثبة، وكنيسة السريان الكاثوليك التي شيدت عام 1841 مقابل سوق الشورجة التجاري . ويعيش المسيحيون في العراق جنبا الى جنب مع المسلمين منذ اكثر من 14 قرنا ويمارسون طقوسهم بحرية. وقال الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الذي منح أخيرا رتبة كاردينال من قبل قداسة الفاتيكان في تصريحات صحافية سابقة «جميعنا اخوة في بيت واحد ويجب ان يحب بعضنا البعض وكل له فكره لكن كل منا يعمل من اجل ازدهار وتقدم عائلته وهي واحدة اسمها العائلة العراقية وليست عوائل كثيرة». وأضاف «نحن ابناء هذا الوطن وعلينا ان نحبه وان نسكن فيه وان نعمل من اجله بجانب اخوتنا المسلمين لأن الدين لله والوطن للجميع وكلنا يجب أن نعمل بيد واحدة وقلب واحد من اجل تقدم العراق بالتقوى والفضيلة والثقافة والمحبة والتسامح لبعضنا البعض».

وشهدت الاسواق العراقية عرض انواع مميزة من الهدايا واشجار اعياد الميلاد بأشكال وأحجام مختلفة فضلا عن مجسمات بابا نويل.

وتزامنت احتفالات المسيحيين في العراق مع احتفالات المسلمين بعيد الاضحى واعطت الحكومة العراقية عطلة بدأت من يوم 19 ديسمبر (كانون اول) الجاري وحتى 27 من الشهر نفسه ليتمكن الجميع من الاحتفال بمناسباتهم بحرية.

وكثفت السلطات العراقية من إجراءاتها الامنية في محيط الكنائس والاديرة في أرجاء بغداد لفسح المجال امام المسيحيين لاداء مراسم احتفالاتهم بيسر.