بعد سبعة أيام من تواصل المواجهات بين شبان شيعة وقوات الأمن، حذر رئيس الوزراء البحريني من زعزعة الأمن والاستقرار في بلاده، رافضا في الوقت نفسه أن يكون العنف وسيلة للتعبير، أو أستغلال «مناخ الحرية والديموقراطية» في تأجيج النعرات المذهبية أو الطائفية.
وفي أول تعليق رسمي للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين على الأحداث الأخيرة، وضع ثقته «الكبيرة فى العقلاء من أبناء الوطن من أصحاب الفضيلة المشايخ ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الاقلام في رد من يحيد عن جادة الصواب قبل أن يرده القانون»، وخلال استقباله لجمع من المواطنين البحرينيين أمس، اعتبر زعزعة الامن والاستقرار والنيل من المنجزات أمرا مرفوضا رسميا وشعبيا «فلا يقبل أحد أن يكون العنف وسيلة للتعبير فى ظل مناخ الحرية والديمقراطية والمؤسساتية التي تتمتع بها المملكة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى»، رافضا «أي استغلال لهذه الاجواء فى تأجيج النعرات المذهبية أو الطائفية أو تلك التي تمس وحدتنا الوطنية أو السلم الاهلي».
ويأتي التحذير الحكومي الرسمي، في أعقاب أيام سبعة من المواجهات بين مجموعات من المواطنين الشيعة الذين يتهمون قوات الأمن بالتسبب بمقتل زميل لهم خلال مسيرة تقول السلطات إنها كانت غير مرخصة الأسبوع الماضي. وقد بدأت حمى المواجهات تنحسر، بعد استمرارها أسبوعا كاملا، وقد اشتدت هذه المواجهات في عدة قرى شيعية، يوم الخميس، إلا أن يوم أمس شهد هدوءا مقارنة بالأيام الماضية في المناطق ذاتها.
إلى ذلك، أكد مجلس الشورى البحريني (المعين) في جلسته أمس على ضرورة الالتزام بالقانون والنظام، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الأهلي، «وما تحقق من مكتسبات حضارية وتنموية»، مشيدا في الوقت نفسه بجهود الأجهزة الأمنية وما اتخذته من إجراءات لمعالجة الموقف بـ«حكمة ومسؤولية»، وأكد المجلس بأنه يدعم كل الخطوات الهادفة إلى تعزيز الوحدة الوطنية.
وأشار البيان إلى أن مجلس الشورى «تابع بكل أسف الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض مناطق البلاد مؤخراً إبان الاحتفال بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وعيد الأضحى المبارك، والتي جاءت إثر قيام بعض الشباب ممن غرر بهم بأعمال خارجة عن القانون وما صاحبها من حرائق متعمدة وتخريب للممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك الاعتداء على رجال الشرطة وحرق سياراتهم أو الاضرار بها»، حيث أكد البيان بأن كل ذلك يعد تجاوزا على القانون والثوابت والمبادئ الوطنية، لافتاً إلى أن تلك الأحداث راح ضحيتها المواطن الشاب علي جاسم، حيث دعا له مجلس الشورى بالرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.