مهاجر أفريقي يستخدم «حيلة الرياح» من أجل التسلل إلى سبتة

TT

تمكن مهاجر أفريقي في الآونة الأخيرة من اجتياز حاجز الأسلاك المعقد الذي يفصل مدينة سبتة المحتلة عن التراب المغربي، لمنع تسلل المهاجرين السريين الى المدينة في الطريق نحو اسبانيا.

واعتبر نجاح المهاجر في اختراق الأسلاك الكهربائية ومعدات الإنذار الالكتروني دليلا على ذكائه، ومعرفته كيف يستغل الظروف المواتية. وبما أن الأسلاك المشبكة المقامة على الحدود ترسل إشارات إنذار الكتروني بمجرد ما تتحرك، فقد لاحظ المهاجر السري أن هبوب الرياح القوية على منطقة شمال المغرب ساعد على تحريك الأسلاك بكيفية غير مألوفة. وبما أنه يعلم أن أية حركة تسجل بواسطة الأجهزة الموضوعة فوق الأسلاك، فإن المهاجر تحول إلى ما يشبه الريح، واقتحم الأسلاك وتسلل بين ثناياها، غير عابئ بإشارات الإنذار، لأن المراقبين الاسبان اختلط عليهم الأمر، كما أن حرس الحدود حدث لهم نفس الشيء، فالرياح القوية حولت الأسلاك إلى ما يشبه أغصان الأشجار، تحرك تحتها المهاجر الأفريقي المغامر باطمئنان.

وأمام إصرار المهاجرين على تخطي الصعاب، قامت السلطات الإسبانية بعد تحقيق الهدف، بتعزيز الحراسة على طول الشريط الحدودي الممتد على مساحة 8.2 كلم، كما أعادت النظر في المنظومة الإلكترونية التي كلفت أموالا طائلة، وذلك بالتفكير في رفع قدرتها الالتقاطية، بينما يعتمد المهاجرون في وضعية صعبة على فطرتهم وحدسهم، إذ بما انهم يراقبون ويرصدون السياج السلكي، ليلا ونهارا في سائر احوال الطقس، فهم يعرفون اكثر من المهندسين، نقاط الضعف في منظومة الحراسة والاسلاك الشائكة.

ويوجد المهاجر الافريقي المتسلل بنجاح حالياً في مركز إيواء أمثاله في سبتة المحتلة، إلى جانب حوالي 600 مهاجر آخرين من جنسيات مختلفة، وقعوا في قبضة الأمن المحلي في سبتة، بعضهم دخل خلسة، والآخرون مشياً على الأقدام، فيما وصلت جماعات عبر البحر. أما الذين ضللوا أجهزة الإنذار منذ تقويتها عام 2005 فهم اثنان فقط نجح أحدهما في الوصول وتضليل الحراسة الالكترونية الصيف الماضي.