اختبارات على دور الخلايا الجذعية السرطانية في حدوث الأورام الخبيثة

ثلاثة مراكز أميركية تشرع العام المقبل في التحقق من فرضية مثيرة للجدل

TT

في غضون الاشهر المقبلة، يتوقع ان يشرع باحثون في ثلاثة مراكز طبية، في اجراء اول تجربة على المرضى، لواحدة من الافكار الواعدة، والمثيرة للجدل، حول اسباب السرطان وعلاجه.

وتهدف التجربة الى دراسة ما يعتبره بعض من العلماء، خلايا جذعية سرطانية، وهي نوع من الخلايا الشاذة التي تديم الاورام الخبيثة وتنشرها.

ورغم ان الكثير من العلماء افترضوا ان الخلايا السرطانية خالدة لا تموت، أي انها تتكاثر وتنمو الى ما لا نهاية، فان غالبية تلك الخلايا لا تتكاثر سوى بعدد محدد من المرات قبل موتها. وتقول فرضية الخلايا الجذعية ان السرطانات نفسها لا تموت لانها تتغذى بواسطة الخلايا الجذعية السرطانية، وهي نوع صغير من الخلايا الخطيرة التي يمكنها التجدد بواسطة الانقسام، بحيث انها تنتج خلايا اكثر مما يحتويه كل الورم. والأسوأ من هذا ان اكثر علاجات السرطان المعتمدة، لا يمكنها ان تنفذ نحو هذه الخلايا.

ولا يتقبل الجميع فرضية الخلايا الجذعية السرطانية. ويقول المتشائمون ان مؤيدي الفرضية يهيمون بفكرتها، بحيث يهملون الأدلة المضادة لها. ويقول الدكتور سكوت كيرن الباحث المعروف في سرطان البنكرياس بجامعة جونز هوبكنز، مثلا، ان الفرضية أقرب الى الدين منها الى العلم.

الا ان مؤيدي الفرضية يقولون انهم يبحثون عن عقاقير جديدة للقضاء على السرطان. «في غضون السنة المقبلة، سوف نرى توجه المراكز الطبية لدراسة الخلايا الجذعية لكل سرطان تقريبا»، حسبما يقول الدكتور ماكس ويتشا مدير مركز السرطان الشامل في جامعة ميشغان، وهو احد مواقع الدراسة الاولية التي ستبدأ بعد عدة اشهر (أما المواقع الاخرى فهي كلية بايلور للطب في هيوستن ومعهد دانا ـ فاربر للسرطان في بوسطن).

وتبدو مشاعر الاثارة واضحة لدى ادارة مركز السرطان الوطني ايضا، اذ يقول الدكتور الان مافسون، رئيس قسم علوم المناعة وابحاث الدم السرطانية في المركز: «إن ثبت هذا الأمر، فان تأثيراته ستكون فورية». ويمول المركز الابحاث بمبلغ 5.4 مليون دولار.

ويشبه مؤيدو الفرضية بحديقة منزلية مليئة بأعشاب ضارة، ما ان تنظفها حتى تختفي تلك الاعشاب، الا ان الجذور تظل كما هي، ولهذا فانها تعود من جديد. وهكذا، فاذا كان الاشعاع والعلاج الكيميائي يدمران الورم فانهما لا يقضيان على الخلايا الجذعية، وهي جذور السرطان، التي تنمو مرة اخرى.

وتختلف الخلايا الجذعية السرطانية عن الخلايا الجذعية الجنينية التي تتخصص في العادة لاحقا، اذ تمتلك الخلايا الجذعية السرطانية علامات جزيئية مخالفة مميزة لها.

* خدمة «نيويورك تايمز»