نائبان إيرانيان: طرح مناقصة إنشاء 19 محطة نووية وبناء محطة إيرانية بالكامل

استئناف مفاوضات بين موسكو وطهران لتسليم معدات عسكرية

TT

اعلن برلماني ايراني امس ان بلاده ستطرح قريبا مناقصة انشاء 19 محطة نووية لانتاج الطاقة، بينما رفض وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أي شروط مسبقة لاجراء مباحثات مع الولايات المتحدة. وجاء موقف متكي ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قبل ايام بأن واشنطن منفتحة على علاقات أفضل ومحادثات مع ايران اذا أوقفت الانشطة النووية الحساسة.

وحسب وكالات الانباء، قال متكي انه بعد نشر تقرير من أجهزة المخابرات الاميركية تحدث مسؤولون أميركيون عن مفاوضات بشروط مسبقة مع ايران، ولكننا لا نريد قبول أي شروط مسبقة للمحادثات. وكان الوزير الايراني يشير الى تقديرات للمخابرات الأميركية نشرت في وقت سابق هذا الشهر أفادت بأن ايران أوقفت برنامج التسليح النووي عام 2003 مما دفع بعض الخبراء في ايران الى مطالبة واشنطن لإسقاط الشروط المسبقة الخاصة بوقف تخصيب اليورانيوم كي تبدأ المحادثات.

وينـــاقش مجلس الامن مجموعة ثالثة محتملة من العقوبات ضد ايران بسبب رفضها وقف أنشطتها النووية الحساسة.

وجاءت تصريحات متكي فيما أعطى كاظم جلالي المتحدث باسم لجنة الشؤون القومية والاجنبية التابعة للبرلمان تفاصيل عن مناقصة دولية لبناء 19 محطة للطاقة النووية بعد أسبوع من اعلان روسيا بأنها بدأت في تسليم شحنات الوقود لأول محطة للطاقة النووية في ايران.

ونقلت صحيفة «ايران نيوز» اليومية في عدد أمس عن كاظم جلالي المتحدث باسم لجنة الشؤون القومية والاجنبية التابعة للبرلمان، ان كلا من هذه المحطات ومجموعها 19 محطة ستكون طاقتها ألف ميغاوات من الكهرباء.

وقالت روسيا في 17 ديسمبر (كانون الاول) الحالي انها سلمت أول شحنة من الوقود النووي لمحطة بوشهر في جنوب ايران في خطوة قالت موسكو وواشنطن انها يجب أن تقنع طهران بوقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم المتنازع عليها. ولكن ايران صرحت بأنها لن توقف جهودها لتخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تستخدم في انتاج وقود لمحطات الطاقة كما يمكن أن تصنع مواد تستخدم في تصنيع أسلحة نووية اذا جرى التخصيب بدرجة أكبر. ويقول مسؤولون ايرانيون ان الوقود المنتج محليا لازم لمحطات طاقة أخرى تريد أن تبنيها ضمن شبكة مزمعة بطاقة 20 ألف ميغاوات بحلول عام 2020.

وقالت رويترز إن تصريحات جلالي نقلتها أولا وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اول من امس، وقال فيها إن المناقصة تتماشى مع هذه الخطط. ونقلت الوكالة عنه قوله ستطرح في المستقبل القريب مناقصة دولية.. لعقد بناء 19 محطة للطاقة. من جهة اخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول برلماني ايراني آخر ان محطة درخويين النووية الايرانية التي ستكون الاولى التي تبنيها ايران بالكامل، ستدخل حيز الخدمة في غضون تسعة اعوام.

ونقلت وكالة الانباء الطلابية عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بورود جردي في ختام عرض مشروع للمنظمة الايرانية للطاقة الذرية «بحسب التقرير، ستدخل المحطة الخدمة خلال السنة الايرانية» التي تمتد من مارس (آذار) 2016 الى مارس 2017. وكان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغا زاده قد اعلن في 17 ديسمبر ان محطة درخويين في جنوب البلاد «قيد البناء، وستحتاج هذه المحطة الى الوقود». لكن بورود جردي اعتبر ان المشروع لا يزال في مرحلة الدراسة، وقال ان «التصميم المفصل للمحطة بدأ»، مضيفا ان «تصميم التجهيزات التقنية سينتهي من الآن حتى السنة 1390» (ايرانية)، اي في غضون اربعة اعوام على اقل تقدير.

وقالت طهران انها ستواصل تخصيب اليورانيوم رغم بدء تسلم الوقود الروسي لمحطتها في بوشهر اعتبارا من ديسمبر الجاري.

وتقوم روسيا التي تبني هذه المحطة النووية الاولى في البلاد، بوضع اللمسات الاخيرة عليها، لكنها لن تدخل الخدمة قبل نهاية 2008، بحسب موسكو.

وفي موسكو، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس نقلا عن مصادر في الصناعة العسكرية الروسية ان موسكو وطهران استأنفتا مفاوضات حول تسليم معدات عسكرية روسية الى ايران، وخصوصا محركات للطائرات ومروحيات. وقالت الصحيفة ان ايران تريد ان تبتاع من روسيا محركات من طراز «ار دي 33» لتجهيز مقاتلات ايرانية جديدة اسرع من الصوت، ستحل محل مقاتلات «اف 5» الاميركية التي استخدمت في السبعينات.

واضاف المصدر نفسه نقلا عن مصدر آخر في القطاع نفسه ان روسيا تستطيع تحديث مروحية «كاي ايه 32» التي تأمل طهران بجمعها داخل اراضيها.

وكانت روسيا قد علقت عام 2005 مفاوضات بيع المعدات العسكرية لايران مع تصاعد التوتر حول البرنامج النووي الايراني، وفق الصحيفة.

وتابعت «كومرسانت» ان «من المؤكد» ان المفاوضات «استؤنفت بعد نشر تقرير للاستخبارات الاميركية» ذكر ان طهران اوقفت عام 2003 برنامجها السري لتصنيع السلاح النووي.

ورجحت «ان تكون روسيا قررت الافادة من ارجاء (التهديد) بحرب اميركية ـ ايرانية لمحاولة بيع اكبر كمية من الاسلحة لايران».

واضافت الصحيفة ان اجتماعا للجنة الحكومية الروسية ـ الايرانية عقد الاسبوع الفائت في طهران وبحث التعاون العسكري والتقني.

ونقلت عن مدير الجهاز الفيدرالي الروسي للتعاون العسكري والتقني ميخائيل ديمترييف قوله إثر الاجتماع ان التعاون الروسي ـ الايراني في مجال الدفاع «يعزز الاستقرار في المنطقة»، موضحا ان الامر قد ينحصر بتسليم «اسلحة دفاعية». وسلمت روسيا ايران خلال فترة 2006-2007 انظمة دفاعية مضادة للطائرات من طراز «تور ام 1»، تنفيذا لاتفاق سابق بقيمة 700 مليون دولار لحظ تسليم 29 نظاما. على صعيد الشأن المحلي في ايران، ذكرت وكالة فارس الايرانية للانباء أمس أن الشرطة في ايران اعتقلت 28 شابا وفتاة كانوا يرتدون ملابس غير لائقة ومنفرة، وصادرت مشروبات روحية خلال حفل شمال شرقي البلاد. ونسبت الوكالة الى فرج الله وافدار قائد شرطة مدينة شاهرود قوله ان عشرة لترات من المشروبات الكحولية صودرت خلال المداهمة التي لم تشر الى موعد حدوثها. وقال اعتقل ضباط الشرطة 18 فتاة وعشرة فتيان كانوا يرتدون ملابس غير لائقة ومنفرة في المنزل. وشنت السلطات هذا الشهر حملة على النساء اللاتي يرتدين سراويل ضيقة وغيرها من الملابس غير اللائقة مثل المعاطف القصيرة والقبعات التي تستخدم كغطاء للرأس بدلا من الاوشحة. في الوقت ذاته، ذكرت الصحف الايرانية ان حائزة جائزة نوبل للسلام الايرانية شيرين عبادي احتجت على قيمة الكفالة «المرتفعة» التي حددها القضاء الايراني للافراج عن ناشطتين للدفاع عن حقوق المرأة.

وتعتقل السلطات الايرانية مريم حسين خاه (27 عاما) وجلوة جواهري (30 عاما) بتهمة اشاعة الاكاذيب والتهجم ضد النظام في مقالات نشرت على مواقع الكترونية نسائية انتقدت «القوانين التمييزية» حيال النساء.

ونقلت صحيفة «اعتماد مللي» الاصلاحية عن عبادي التي تتولى الدفاع عن الشابتين، قولها «على الرغم من انهما لم ترتكبا اي جريمة، وحتى وإن ارتكبتا جريمة فان الكفالة التي يطالب بها القضاء مرتفعة جدا».

وحددت محكمة ثورية كفالة مريم حسين خاه بمليار ريال (107 الاف دولار)، وهي معتقلة منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) ونصف مليار ريال (54 الف دولار) لجلوة جواهري التي اعتقلت في الاول من ديسمبر.

وكانت المرأتان ناشطتين في حملة بعنوان «مليون توقيع»، وهي بمثابة مذكرة لتغيير القوانين التمييزية حيال المرأة.