الطيران التركي يعاود ضرب أهداف في كردستان

أنقرة تعلن مقتل 175 مسلحا

صورتان التقطتهما طائرة استطلاع وزعهما الجيش التركي، أمس، ويظهر فيهما معسكر تابع لحزب العمال الكردستاني قبل وبعد استهدافه بالغارات الجوية التركية منتصف الشهر الحالي (إ.ب.أ)
TT

قصفت مقاتلات تركية أمس مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني في اقصى شمال العراق من دون ان تتسبب بضحايا او خسائر، بحسب ما صرح مسؤول في حرس الحدود التابع لقوات (البيشمركة). من جهته، اعلن الجيش الاميركي ان نحو 175 مسلحا قتلوا في الغارات التي شنها الطيران التركي على اهداف في اقليم كردستان العراق في 16 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

وقال المسؤول الكردي، رافضا الكشف عن اسمه، ان «طائرات تركية قامت بقصف قرى ريكان وشيزي سمجهو التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك على الحدود مع تركيا». واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «هذه القرى مهجورة حاليا ولم يسجل القصف حتى الآن اضرارا ولم يسقط قتلى». وأكد ان «القصف استمر لمدة عشر دقائق من الساعة 20 .12 حتى الساعة 30 .12 بالتوقيت المحلي (30. 09 ت غ)».

الى ذلك، قال الجيش الاميركي ان الحكومة التركية أبلغته بخططها القيام بمهام استطلاعية فوق شمال العراق، أمس، لكنه ليس لديه معلومات عما اذا كان قد تم اسقاط قنابل في هذه المهام. ونسبت وكالة رويترز الى الاميرال جريج سميث المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق، قوله ان طائرتين تركيتين من طراز اف 4 فانتوم عبرتا الحدود ودخلتا أجواء العراق. وأضاف «تم ابلاغنا بنية القيام بمهمة استطلاعية جوية. ولم نتلق تقارير مستقلة عن اسقاط أي قنابل».

وكان الطيران التركي قد شن السبت غارة على مواقع للمتمردين الاكراد في شمال العراق، وفق ما اعلن الجيش التركي على موقعه الالكتروني، كما شن غارة أخرى مساء الاحد ولم تسفر عن أضرار أو ضحايا. وقصف الطيران التركي في 16 ديسمبر (كانون الاول) جبل قنديل في اقليم كردستان العراق، حيث ينتشر نحو 3500 مسلح يستخدمون شمال العراق كقاعدة خلفية لهجماتهم داخل الاراضي التركية. وأعلن الجيش التركي في بيان امس ان ما بين 150 و175 من مسلحي «العمال الكردستاني» قتلوا في تلك الغارات. وأضاف ان الاهداف التي ضربت تضمنت مركز قيادة ووحدات قتالية ومخابئ ومعسكرات تدريب. وقال ان الجرحى نقلوا الى مستشفيات مدن المنطقة لعلاجهم. وتلت تلك الغارات عملية برية محدودة للقوات التركية، كانت الاولى منذ بداية الأزمة مع المتمردين الاكراد. وفي 21 اكتوبر (تشرين الاول)، اي بعد ايام من موافقة البرلمان التركي على عملية عسكرية عبر الحدود مع العراق، قتل مسلحون أتوا من كردستان العراق 12 جنديا في هجوم قرب الحدود العراقية. وتقول تركيا ان من حقها ملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني بشن غارات عبر الحدود بعد أن نفذ المتمردون المتمركزون في شمال العراق العديد من الهجمات القاتلة في تركيا. وتقول الولايات المتحدة والزعماء العراقيون انهم يساندون حق تركيا في الرد على الانفصاليين، ولكن يريدون عمليات محدودة ومنسقة لتفادي زعزعة استقرار شمال العراق.

الى ذلك، تفقد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي القرى المتضررة من القصف التركي في المنطقة الحدودية بالقرب من بلدة رواندوز التابعة لمحافظة أربيل، أمس. وصرح مصدر مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني لمراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، ان الهاشمي التقى ببعض أهالي القرى التي تعرضت للقصف الجوي والمدفعي التركي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وقال منددا بالقصف التركي «نحن نفهم القلق التركي من نشاطات حزب العمال الكردستاني، لكن استهداف المدنيين ليس مقبولا أبدا»، وأوضح ان «الحكومة العراقية تدعم كل الجهود التي تحاول إيجاد حل سلمي للأزمة العراقية ـ التركية».