كنائس العراق تحتفل بأعياد الميلاد وسط حضور كبير.. وبمشاركة إسلامية

مسيحيون: فرحتنا العام الحالي كبيرة بترقية دلي كاردينالا

رجل دين مسلم يقبل الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي خلال قداس احتفالا بأعياد الميلاد في احدى كنائس بغداد امس (إ.ب.أ)
TT

لم تمنع الاجراءات الامنية المشددة حول الكنائس في بغداد أمس المسيحيين من التوافد بكثافة عليها للاحتفال بعيد الميلاد، بل شاركهم مسلمون احتفالاتهم. ودقت اجراس عيد الميلاد بشكل ملفت للنظر عكس كل السنوات الاربع الماضية.

وقال المواطن المسيحي داني، وهو صاحب محل لبيع الهدايا في منطقة بغداد الجديدة، ان المسيحيين وحتى المسلمين اقبلوا هذا العام على شراء اشجار الميلاد وكأنهم يحتفلون بتحسن الاوضاع الامنية مع نهاية هذا العام وبداية عام جديد. واشار في حديث لـ«الشرق الاوسط» الى ان عيد الاضحى وبعده اعياد رأس السنة «قد رفعت عن كاهل العراقيين الكثير، فقد ازدحمت الشوارع بالمحتفلين وابتعدت كثيرا خطوات من يريد بهم الشر».

وطالما حلم مسيحيو العراق بالاحتفال بأعياد الميلاد داخل كنائسهم بشكل جماعي، وان يكون هذا اليوم فرصة للقائهم بأقاربهم وأبناء طائفتهم التي عانت كثيرا خلال السنوات الماضية نتيجة استهداف تجمعاتهم وأماكن عبادتهم، حتى وصل الأمر لان تغلق بعض الكنائس وبخاصة تلك التي تقع في المناطق الساخنة أبوابها أمام مرتاديها.

وتقول جيمي تومانا ان احتفالات الميلاد هذا العام لا يمكن مقارنتها بالأعوام الماضية. وبينت تومانا التي حضرت مع عائلتها الى كنيسة مريم في منطقة الكرادة أنها ذهلت بهذا الحضور الكبير للعوائل، وأيضا أن الاعياد تزامنت مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى. وأضافت «فرحتنا كأبناء طائفة هي بمنح الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم رتبة كاردينال من قبل الفاتيكان فضلا عن وجود عوائل مسيحية عادت من الخارج اخيرا». وأضافت أن جميع المسيحيين «أعربوا عن فرحتهم بقرار الحكومة العراقية الأخير واعتبار اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) عطلة رسمية، حيث كنا نعاني في السابق من هذا الأمر فأغلبنا موظفون في دوائر حكومية وقطاع خاص وكنا نقضي هذا اليوم في العمل ولهذا كان وجودنا قليلا جدا في كنائسنا للاحتفال بأعياد الميلاد، أما هذا العام فقد اختلف الأمر»، مضيفة أن الحضور الكبير «يعكس أيضا تحسن الوضع الأمني في بغداد وفي عموم المدن التي توجد فيها الكنائس وخاصة في شمال العراق».

وعن عودة المهجرين المسيحيين من خارج العراق بعد تحسن الوضع الأمني، قال البطريرك مار دنخا الرابع رئيس الكنيسة الآشورية في العراق لـ«الشرق الاوسط» إن المسيحيين «كانوا ضحايا الابتزاز والخطف والترحيل القسري في العديد من المناطق العراقية وخاصة تلك التي تخضع لسيطرة مجموعات متشددة كتنظيم القاعدة، وكانت معلومات سابقة تم نشرها قد أفادت بأن أكثر من ألف أسرة مسيحية تم تهديدها من قبل ميليشيات إسلامية في بغداد لرفضها اعتناق الإسلام ودفع جزية وتزويج بناتها من مسلمين».

واستغلت الأسواق وبخاصة في مناطق بغداد الجديدة والكرادة والبتاويين وشارع الصناعة الفرصة هذا العام لتعرض أشجار الميلاد التي جلبوها من جبال إقليم كردستان ومناطق ديالى وبيعها بعد تزيينها بنشرات ضوئية جميلة. وكان الإقبال على شرائها كبيرا بحسب سالار يوسف الذي بين «أن اغلب العوائل ربما لا تستطيع حضور قداس منتصف الليل ولهذا تستعيض بالاحتفال داخل بيوتها وبعد أن يجتمع الأقارب في بيت واحد لكن الوضع الذي شهدناه الليلة قبل الماضية داخل الكنائس يوحي بأن اغلب العوائل أبدت استعدادها لحضور قداس منتصف الليل ومشكورة الجهات الأمنية تعهدت بتأمين كافة المناطق التي توجد فيها الكنائس».