حملة إدانات بتهم الفساد والرشوة تطال مسؤولين إيرانيين سابقين

كفالات للإفراج عن طلاب موقوفين بتهمة إهانة المرشد الأعلى

TT

اعلن القضاء الايراني امس ان اربعة مسؤولين ايرانيين سابقين بينهم مسؤول كبير سابق في وزارة النفط ومدير سابق في الجمارك حكم عليهم بالسجن لفترات تصل الى خمس سنوات، لادانتهم بقبول رشاوى واختلاس اموال.

وقال علي رضا جمشيدي المتحدث القضائي ان المدانين بينهم ايضا مدير مبيعات سابق في شركة ايران خودرو المملوكة للدولة وهي أكبر شركة لانتاج السيارات في المنطقة وموظف سابق في بنك تابع للدولة لكنه لم يفصح عن أسمائهم.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد وعد باقتلاع الفساد عندما تسلم السلطة عام 2005. وكان الزعيم مرشد الجمهورية اية الله علي خامنئي قد طالب من قبل باتخاذ اجراءات صارمة ضد الفساد في رابع دولة انتاجا للنفط في العالم.

وقال جمشيدي ان مديرا سابقا في ادارة الشؤون القانونية مختصة بالتعاقدات تابعة لوزارة النفط، حكم عليه بالسجن اربعة اعوام وفرضت عليه غرامة يبلغ اجماليها نحو 700 ألف دولار ما بين مبالغ بالريال واخرى بالدولار بشأن اتهامات بقبول رشاوى وعمولات.

وحكم على نائب سابق لرئيس فرع في «بنك ملت» بالسجن خمس سنوات وتغريمه 440 مليون ريال (ما يعادل 47 الف دولار) بينما حكم على المدير السابق في شركة ايران خودرو بالسجن ثمانية شهور وتغريمه 100 مليون ريال. وقال جمشيدي ايضا ان مسؤول الجمارك السابق الذي كان مديرا للشؤون الدولية حكم عليه بالسجن لكنه لم يحدد المدة. وفرضت غرامة على المسؤول بلغت 230 مليون ريال.

ولم يذكر جمشيدي الفترة التي كان يشغل فيها المسؤولون مناصبهم.

من جانب اخر، قال محامي ثلاثة طلبة حكم عليهم بالسجن لمدد تصل الى ثلاث سنوات بعد ادانتهم بتهم من بينها اهانة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، انه تحددت كفالة تصل لحوالي 85 الف دولار لكل منهم للافراج عنهم.

وقال المحامي محمد علي دادخاه امس لوكالة رويترز ان الطلبة الجامعيين الذين ألقي القبض عليهم في مايو لايزالون في السجن وحددت كفالة للافراج عنهم قدرها 800 مليون ريال لكل منهم، واعرب عن امله في ان تلغي محكمة اعلى ادانتهم.

وصرح «قررت محكمة الاستئناف الافراج عنهم بكفالة تصل الى 800 مليون ريال لكل منهم. لذا آمل ان يفرج عنهم ثم تبرئتهم قريبا».

وأضاف انه صدر حكم بالسجن ضد الطلبة، احمد غصبان ومجيد توكلي واحسان منصوري قبل شهرين بتهمة الاضرار بالامن الوطني واهانة المرشد الاعلى للجمهورية آيه الله خامنئي من دون ذكر تفاصيل.

وحكم على توكلي بالسجن لمدة ثلاثة اعوام وعلى غصبان بالسجن لمدة عامين ونصف العام ومنصوري لمدة عامين.

وفي وقت سابق من العام، قالت منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة ان الثلاثة ضمن مجموعة من ثمانية طلبة ألقي القبض عليهم بتهمة «اهانة زعماء الدولة واثارة الرأي العام ونشر مواد تحريضية ومسيئة في مطبوعات للطلبة».

وقالت المنظمة ان الطلبة ذكروا ان المطبوعات زيفت وانهم لم يشاركوا في اصدارها. وفي يوليو افرج عن خمسة طلبة بكفالة. وكان الطلبة يدرسون في جامعة امير كبير وهي من اكبر جامعات طهران التي لها تاريخ في النشاط الطلابي.

وفي نفس الجامعة في ديسمبر من العام الماضي اضرم عشرات من الطلبة النار في صور الرئيس محمود احمدي نجاد وألقوا ألعابا نارية في محاولة على ما يبدو لمنعه من القاء كلمته. وكانت هذه المرة الاولى التي يواجه فيها نجاد مثل هذا العداء العلني في مناسبة عامة.

وقال على رضا جمشيدي، المتحدث باسم السلطة القضائية، ان الطلبة الثلاثة ادينوا مرتين بتهم مختلفة وانهم نفذوا بالفعل حكما بالسجن لمدة اربعة أشهر.

وأكد في مؤتمر صحافي امس انه تم استئناف احكام السجن الاكثر صرامة ولكن لم يذكر ما اذا كان سيفرج عنهم بكفالة.

إلى ذلك، تفاعلت قضية اثارت جدلا واسعا إثر وفاة طبيبة ايرانية شابة في السجن اعتقلت بسبب وجودها مع رجل لا تربطها به صلة قربى، وذلك في ظروف غامضة، اذ تدور الشبهة حول تورط ثلاثة اشخاص في الوفاة على ما اعلنت السلطة القضائية امس.

وعثر على زهرة بني يعقوب ،27 عاما، مشنوقة في زنزانتها في مركز اعتقال للجنح. وصرح الناطق باسم السلطة القضائية علي رضا جمشيدي في لقاء صحافي «المتهمون هم ثلاثة اشخاص رفعت العائلة دعوى ضدهم. وقد يستفيدون من اخلاء سبيل بكفالة». واضاف «ان القضية تخضع لتحقيق بما يتلاءم وشكوى العائلة».

وتشكك العائلة في نظرية الانتحار بحجة ان الطبيبة كان امامها مستقبل باهر.

من جهة اخرى، افاد شقيقها انها تمكنت من محادثة عائلتها هاتفيا قبل ساعة ونصف الساعة من وفاتها، ولم تعلن انها تعتزم الانتحار.

أما الرجل الذي كان برفقتها واطلق سراحه لاحقا، فاتضح انه خطيبها. واشارت معلومات صحافية غير مؤكدة الى ان والد الضحية يعمل مع الحرس الثوري الذي تدخل مسؤولون كبار منهم للحصول على تحقيق حقيقي في القضية.

ولجأت العائلة الى حائزة جائزة نوبل للسلام المحامية الايرانية شيرين عبادي التي طالبت بتحقيق معمق.

وكانت السلطات الايرانية اطلقت هذا العام حملة صارمة «لتعميم الاخلاق» في الحياة العامة. وكانت الشرطة ابلغت العائلة ان الشابة انتحرت بقطعة من القماش، لكن العائلة شككت بالرواية.