خبير أميركي يتوقع عودة الحرب بين الشمال والجنوب في السودان.. وإدارة بوش لم تفهم الواقع

المؤتمر الوطني غير راغب في تطبيق «نيفاشا».. وأبيي أو الحدود يمكن أن تفجر النزاع

TT

توقع خبير أميركي بارز عودة الحرب بين الشمال والجنوب في السودان وذلك في حالة ما إذا «وصلت الأمور إلى درجة جمود كامل وعدم مقدرة على العمل المشترك وعدم الاتفاق حول قضيتي أبيي والحدود (بين الشمال والجنوب)». وقال جون بندرغاست مدير القسم الافريقي في مجلس الأمن القومي وكبير المسؤولين عن تقرير السياسات الخاصة بالسودان خلال ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» «إنه سيحدث فتور وتفكك في العلاقة بين الطرفين ومن المحتمل أن تقع حادثة في منطقة أبيي أو في الشريط الحدودي (بين الشمال والجنوب) أو اي حادثة مرتبطة بانسحاب القوات الحكومية من مناطق النفط وسيؤدي ذلك للعودة التدريجية الى الحرب».

وحول تحليله للتوترات الحالية بين طرفي التحالف الحكومي حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قال بندرغاست الذي يعمل حالياً مسؤولاً في «المجموعة الدولية لشؤون الأزمات» إن الحركة الشعبية حريصة جدا على تطبيق اتفاق السلام الذي فاوضت لأجله زمنا وعمل مؤسسها الراحل جون قرنق على إنجاح هذا الاتفاق المهم وحتى وفاته عام 2005، واعتقد ان حرص الحركة الشعبية على الاتفاق هو أمر مفهوم باعتبار أنه وبكل صراحة يمثل صفقة ممتازة للحركة الشعبية وقد حقق الاتفاق كثيراً من المكتسبات التي قاتل الجنوبيون من أجلها لسنين طويلة وأهمها حق تقرير المصير لذلك فإن الجنوبيين لا يريدون الرجوع للحرب مرة أخرى. وبالمقابل فإن حزب المؤتمر الوطني يمارس سياساته المعروفة للسيطرة على الحكم وهي سياسة فرق تسد». وأضاف قائلا «قناعتي ثابتة بأن المؤتمر الوطني لن يطبق الاتفاق (نيفاشا) لعدم رغبته في إعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير».

وحول انعكاسات نتائج الانتخابات الأميركية واحتمال وصول الديمقراطيين على تعامل واشنطن مع الاوضاع في السودان قال بندرغاست «إن واحدة من مشاكل ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في هذا الصدد هو عدم فهمها للسودان، وعدم فهمها لمسالة التعددية في البلاد وضرورة الحل الشامل الذي يحل مشاكل السودان المختلفة، في حالة انتخاب ادارة ديمقراطية أعتقد ان كثيرين من الناشطين والعارفين بامور السودان سينخرطون في الادارة وسيعمل هؤلاء على صياغة سياسات جديدة كما سينسقون بشكل دقيق مع منظمات وجماعات سودانية. أتمنى ان أرى الإدارة الديمقراطية المقبلة تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والدول العربية الرائدة وذلك سيؤدي في اعتقادي لحل شامل عن طريق دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة وينبغي إشراك دول مهمة كتشاد وأوغندا وإثيوبيا وأيضا الدول التي استثمرت كثيرا في محاولة حل الخلاف مثل ليبيا ومصر. ينبغي للولايات المتحدة العمل مع هذه المجموعات من أجل حل مشاكل السودان وتحقيق السلام لاسيما أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تأهيلا للعب دور في حل مشاكل السودان».

وبشأن أفضل وأسوأ السيناريوهات المتوقعة في السودان يرى جون بندرغاست ان السيناريو الأفضل هو «أن تستجيب الخرطوم لضغوط المجتمع الدولي، بمعنى أن ينجح تحالف الدول المهتمة بسلام السودان وبالعمل مع مجلس الأمن في الضغط على الحكومة لتنفيذ اتفاق السلام الشامل وتحقيق اتفاق سلام دارفور، أيضا مهم جدا سلامة العملية الانتخابية عام 2009 إذن فإن تحقيق السلام وتنفيذ الاتفاقيات إضافة إلى الانتخابات العادلة والنزيهة لتحقيق تحول ديمقراطي يمثل أحسن السيناريوهات او السيناريو المثالي. أما السيناريو السيئ فهو إذا لم ينفذ اتفاق السلام مثلا وإذا لم يتم تنفيذ البند المتعلق بأبيي مما يؤدي لرجوع الحركة الشعبية للحرب مرة أخرى وإذا ما استمر الوضع في دارفور على ما هو عليه سيكون هنالك قتال في جبهات متعددة وسيكون هناك عدد كبير من الوفيات، خاصة إذا ما استخدمت الحكومة منع الغذاء كسلاح وقطعت خطوط الإمداد التي توفرها المنظمات الدولية لتلك المناطق». وأضاف «إذا ما حدث تنسيق بين الولايات المتحدة الأميركية والصين والاتحاد الأوربي وأدى هذا التنسيق لاشتراك هذه المجموعة مع دول أفريقية وعربية مهمة لتحقيق مجهود مشترك للضغط من أجل تنفيذ الاتفاقيات وتحقيق السلام فإن احتمال نجاح السيناريو الأول يكون راجحا أما إذا ما واصلت الولايات المتحدة السياسات المتناقضة تجاه السودان وواصل الأوربيون عدم اهتمامهم وواصلت الصين حماية الحكومة السودانية فإن السيناريو الثاني يكون أقرب للحدوث».