أجهزة الأمن الموريتانية تواصل البحث عن قاتلي الفرنسيين الأربعة

استنفار أمني في المنطقة ونقل الناجي الوحيد إلى مستشفى بالسنغال

TT

تواصل فرق خاصة من أجهزة الأمن والدرك في موريتانيا عمليات تفتيش واسعة في المناطق المحيطة بمدينة آلاك، الواقعة على بعد 250 كيلومترا شرق العاصمة نواكشوط، بحثا عن ثلاثة شبان، يعتقد أنهم وراء حادثة اغتيال أربعة سياح فرنسيين، وجرح آخر أول من أمس بالقرب من المدينة.

واستجوبت شرطة المدينة الليلة قبل الماضية سائق سيارة الأجرة الذي استقله الجناة لنقلهم إلى مدينة بوكي المتاخمة للحدود مع السنغال، بعد ساعات قليلة من إطلاقهم النار على السياح أثناء تناولهم وجبة غداء على بعد أمتار من الطريق المؤدي إلى منطقة مكطع لحجار في الوسط الموريتاني. وأفادت مصادر أمنية بأن منفذي الاعتداء الثلاثة توجهوا إلى الحدود مع السنغال جنوب موريتانيا. وبحسب هذه المصادر التي استندت الى شهادة سائق سيارة الأجرة، فإن الموريتانيين الثلاثة قصدوا مدينة بوغي الحدودية. ونصبت حواجز عند العديد من المراكز الحدودية في المنطقة بحسب هذه المصادر التي لم تستبعد مع ذلك عبور المشتبه بهم الحدود ليلا.

واعتقلت السلطات ثلاثة موريتانيين، هم رجلان وامراة، الليلة قبل الماضية في آلاك في إطار التحقيق في القضية. وتم الإفراج صباح أمس عن المرأة في حين أبقت الشرطة على الرجلين قيد الاحتجاز بهدف استجوابهما، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني.

وفيما تتضارب الأنباء حول أسباب هذه العملية، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، استبعدت مصادر رسمية وجود دوافع إرهابية وراء مقتل الفرنسيين الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و50 سنة، فيما أصيب الخامس بجروح بالغة استدعت نقله الى مستشفى في داكار الليلة قبل الماضية. والجريح وهو في السبعين من العمر، اصيب برصاصة في الرجل اليسرى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن السفير الفرنسي في داكار جان كريستوف روفان قوله إنه زار الجريح وأن حياته ليست في خطر وسينقل (اليوم) الأربعاء الى فرنسا.

وأكدت الخارجية الفرنسية أن الفرنسيين الذين قتلوا هم ابنان بالغان للرجل الذي جرح في الهجوم اضافة الى شقيقه وصديق للاسرة. واكد متحدث باسم الوزارة انه لم يكن هناك اطفال قصر بين الضحايا. وكانت معلومات اولية اشارت الى مقتل طفلين في الاعتداء. واوضح مصدر في السفارة الفرنسية بنواكشوط أن هؤلاء السياح كانوا يقومون برحلة بسيارتين بين باريس وبوركينافاسو. وكانوا في طريقهم الى مالي حين وقوع الاعتداء.

وذكر شهود عيان في عين المكان أن السياح الخمسة أبلغوا الجهات الإدارية في آلاك، نيتهم التوجه إلى دولة إفريقية مجاورة عبر الصحارى الموريتانية وكانوا يستقلون سيارتين من طراز مختلف قبل أن تعترضهم سيارة صغيرة تقل ثلاثة شبان ملثمين حاولوا انتزاع ما بحوزتهم من أموال قبل أن يطلقوا عليهم خمس رصاصات متتالية، ثم لاذوا بالفرار. وتمكنت السلطات فيما بعد من العثور على هذه السيارة ملطخة بالدماء دون وجود أبسط مؤشر يمكن من خلاله تحديد طبيعة أو هوية الجناة.

وأكد والي محافظة آلاك أن الفرنسيين دخلوا أحد البنوك وسط المدينة لتحويل بعض النقود إلى عملة محلية لشراء بعض حاجياتهم، مما أثار انتباه العصابة التي لاحقتهم فور خروجهم في محاولة لسرقتهم، الأمر الذي قاد في النهاية إلى قتلهم بالرصاص.

ويسود قلق كبير في أوساط السكان هناك إثر تزايد المخاوف من أن تكون مجموعات إرهابية وراء الاعتداء خصوصاً أنه جاء متزامنا مع فترة الأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، فيما أبدى مسؤولون موريتانيون خشيتهم من أن تؤثر هذه العملية على القطاع السياحي، الذي يشهد انتعاشا كبيرا في هذا الموسم. وتعيش مدينة آلاك حالة استنفار أمني قصوى منذ أول من أمس، فيما تنتشر فرق الدرك الوطني على طول الطريق الرابط بين آلاك ونواكشوط تحسبا لأي طارئ. وتقوم هذه الدوريات بعمليات تفتيش دقيقة لأمتعة كل المسافرين عبر هذا الخط الحيوي الذي يشهد حركة سير دائبة على مدار الساعة.