الفلسطينيون بانتظار بوش لتجاوز أزمة الاستيطان

إسرائيل طالبتهم مجددا بوقف الهجمات الصاروخية من غزة

TT

تعثرت الجولة الثانية من مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية اول من امس، وفشل الطرفان في حل خلاف عميق، بشأن البناء الاستيطاني بالقرب من القدس المحتلة. ووصف صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو الوفد المفاوض، الجلسة الاخيرة بالصعبة للغاية. بسبب رفض اسرائيل الالتزام بوقف كل الانشطة الاستيطانية كما هو مطلوب.

وقال عريقات انه قال للاسرائيليين ان بناء المستوطنات غير قانوني وفقا لخطة «خريطة الطريق» للسلام. فرد الاسرائيليون، بان الخريطة، تدعو الفلسطينيين ايضا الى ضبط الأمن، ووقف الهجمات الصاروخية من قطاع غزة، ومحاربة المنظمات المسلحة.

ورغم الدعوات الفلسطينية المتصاعدة، لتجميد المفاوضات، احتجاجا على الاستخفاف الاسرائيلي بمطالب الفلسطينين، أعلن عريقات امس، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قبل نهاية الأسبوع الجاري، في مسعى منه للحصول على التزام إسرائيلي بوقف كافة النشاطات الاستيطانية، وإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق من خلال التوصل إلى معاهدة سلام شاملة حول قضايا الوضع النهائي كافة قبل نهاية عام 2008. وقال عريقات، خلال لقائه احد اعضاء مجلس الشيوخ الأميركي «إن على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك أن استمرار مسار الاعتداءات والمستوطنات، لا يمكن أن يكون متوازياً مع مسار السلام والمفاوضات»، مشيرا الى أن الأطراف الدولية التي اجتمعت في مؤتمر أنابوليس أقرت بوجوب وقف جميع النشاطات الاستيطانية التي أقيمت منذ مارس (آذار) 2001، وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدس الشرقية، ووقف الاعتداءات، وفرض الحقائق على الأرض، ورفع الحصار والإغلاق، والإفراج عن المعتقلين، وإعادة المبعدين.

ودعا عريقات الإدارة الأميركية إلى تفعيل الآلية الثلاثية، التي تم الاتفاق عليها لتنفيذ خريطة الطريق بوجود حكم أميركي. قائلا انه لا بد أيضاً من تحديد مسؤوليات الحكم، خاصة أن الإدارة الأميركية تقوم بذلك نيابة عن كافة أعضاء اللجنة الرباعية. ولا يعتبر الفلسطينيون، انهم يخوضون الان، مفاوضات الوضع النهائي (الدولة الفلسطينية). وقال مساعدو الرئيس الفلسطيني قبل جولة اول من أمس، «ان المحادثات الحقيقية بشأن الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين لن تبدأ إلا بعد أن تلتزم إسرائيل بوقف كل النشاط الاستيطاني». وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ان اسرائيل ستفي بتعهداتها بعدم السماح «بالنمو نحو الخارج» للمستوطنات القائمة بالفعل من خلال منع بناء مستوطنات جديدة وبعدم مصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين». غير ان اسرائيل قالت للفلسطينيين انها ستسمح بالبناء داخل المناطق المبنية بالفعل في المستوطنات القائمة، وخصوصا القدس، التي تعتبرها خارج المفاوضات، وينادي بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المنتظرة. وحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية، فانه لا حل متوقعا، للازمة القائمة، قبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش للمنطقة بعد اسبوعين، ويراهن الفلسطينيون على قدرة بوش باقناع اسرائيل على وقف الاستيطان في القدس الشرقية، وان كانت حكومة اولمرت حسب مصادر اسرائيلية، ابلغت ادارة بوش ان اجبارها على وقف الاستيطان بالقدس يعني انهيار الائتلاف الحكومي».

ويحاول مكتب اولمرت القيام بخطوة استعراضية بازالة بعض البؤر الاستيطانية قبل وصول بوش للمنطقة. وشكك قادة من المستوطنين بقدرة اولمرت على تنفيذ ذلك بتلك السرعة.