بوتو تدخل معمعة الحملة الانتخابية الأميركية

عضوان من الكونغرس كان يُفترض أن يلتقياها ليلة اغتيالها

TT

أعاد اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بي نظير بوتو، فجأة الى الواجهة موضوع «مكافحة الارهاب» كأحد العناوين الرئيسية للحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الاميركية. وسارع المرشحون، جمهوريين وديمقراطيين، الى اعلان مواقفهم من العملية قبل أسبوع واحد من بدء أولى الانتخابات التمهيدية.

وتلقفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون حادث الاغتيال، وقالت إن الحادث يؤكد الحاجة الى رئيس اميركي قادر ومستعد لأخذ زمام المبادرة. وقالت: «أعرف من خلال خبراتي انه يجب ان تعد نفسك لأي شيء يمكن ان يحدث وهو أمر صحيح اليوم».

وأضافت انه باغتيال بوتو، فان العالم «سينتبه الى المخاطر التي يواجهها اولئك الذين يعملون من اجل الديمقراطية واجراء انتخابات حرة في باكستان ومناطق اخرى من العالم تشتهر بالنزاعات والعنف والتطرف وبوجود قوى مناهضة للديمقراطية». وخاطبت ناخبي ولاية ايوا مباشرة قائلة: «الاحداث في باكستان تثير الانتباه الى أهمية ان يدرك سكان ايوا دورهم في مستقبل بلادنا».

وبعد ان اكدت انها تعرف بوتو منذ فترة طويلة، اعتبرت السيدة الاولى سابقا، ان «مقتلها يشكل مأساة لبلادها وتذكيرا رهيبا بالعمل الذي لا يزال يجب انجازه لإرساء السلام والاستقرار والامل في مناطق بالعالم غالبا ما يشلها الخوف والحقد والعنف». وحذرت كلينتون امس مرة جديدة الناخبين من مخاطر اختيار رئيس لا يتمتع بخبرة كافية.

اما منافسها باراك أوباما، المستهدف الرئيسي في هذا التحذير، فقد عبَّر عن صدمته وحزنه إزاء هذه «الفظاعة الارهابية». ودعا إلى الحزم «في رغبتنا إنهاء مثل هذا النوع من الاعمال الارهابية التي تشهدها ليست فقط باكستان وانما مناطق اخرى في العالم».

وردا على سؤال من صحافي قلق من اثر هذه الازمة على ترشيح اوباما، أثار مستشاره ديفيد اكسيلرود مرة جديدة خطأ التقدير الذي تمثله حرب العراق التي صوتت هيلاري كلينتون لصالحها عام 2002. وقال اكسيلرود ان «احد الاسباب التي تقف وراء وجود باكستان في مثل هذا الاضطراب هو ان «القاعدة» تزداد قوة (...) انها نتيجة ارتكابنا خطأ في التقدير عبر الذهاب الى العراق».

وفي الجانب الجمهوري، ساعدت التطورات في باكستان كلا من جون ماكين ورودي جولياني لتسليط الاضواء على قدراتهما الشخصية، والابتعاد في الوقت نفسه عن الانشغالات الداخلية المثيرة للجدل مثل القضايا الاجتماعية والهجرة والضرائب التي عرف المرشحان الآخران ميت رومني ومايك هاكوبي كيف يستخدمانها. وقال ماكين: «اطروحتي خلال هذه الحملة هو ان لدي خبرة والمعرفة والقدرة على الحكم... لذلك ربما يبدو مهماً ان يفهم الناس انني كنت في باكستان وأعرف مشرف، وأستطيع ان اكلمه على الهاتف، واعرف ايضاً بي نظير بوتو...».

وفي مقابلة تلفزيونية، تحدث جولياني عن قدراته عندما واجه هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الارهابية. وكان وقتها عمدة نيويورك. وقال إن تلك القدرات هي المطلوبة في الرئيس المقبل. بيد ان ماكين الذي شارك في حرب فيتنام ويعتبر أحد «ابطال» تلك الحرب من وجهة نظر اميركية، كان المرشح الاكثر قدرة على تقييم المعاني السياسية لعملية اغتيال بوتو. وعندما أبلغ ماكين بالحادث اثناء حديثه في تجمع خطابي في ولاية ايوا تحدث عن معرفته بالأوضاع، مشيراً الى انه زار المنطقة المضطربة على الحدود الباكستانية ـ الافغانية، وهي تعتبر من أكبر المناطق التي توفر ملاذاً للجماعات الارهابية. وقال ماكين، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه التقى شخصياً مع كل من بوتو والرئيس الباكستاني برفيز مشرف.

وقال ماكين إن المرشح رومني لا يملك اية خبرات في مجال السياسة الخارجية وانتقد بكيفية مبطنة جولياني، وقال عنه: «على الرغم من ادائه الجيد اثناء هجمات سبتمبر لكن لا اعرف الى اي مدى يمكن ان تمنح خبرة مثل هذه قدرات على التعامل مع قضايا الامن القومي». لكن رومني دحض فكرة الخبرة في مجال السياسة الخارجية لترجيح كفة هذا المرشح او ذاك وقال: «اذا كان الجواب ان من يستحق ان يقود البلاد هو شخص لديه خبرات كثيرة في السياسة الخارجية، يمكننا فقط الذهاب الى وزارة الخارجية ونختار واحد من عشرات الآلاف من الناس الذين امضوا حياتهم كلها في مجال السياسة الخارجية». الى ذلك، نصحت الخارجية الاميركية اثنين من اعضاء الكونغرس الاميركي موجودين في العاصمة الباكستانية، اسلام آباد، بمغادرة البلاد في اعقاب اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو. وكان من المفترض ان يلتقي اثنان من اعضاء الكونغرس بوتو والرئيس مشرف يوم الخميس كل على حدة. ونسب الى السيناتور الجمهوري ارين سبيكتور الذي كان في اسلام آباد عندما اغتيلت بوتو أنه كان من المقرر ان يلتقي هو وزميله الديمقراطي النائب باتريك كندي بالرئيس مشرف على مائدة غداء ثم يلتقيان بعد ذلك ببوتو. وقال سبيكتور إنه كان يرتدي ملابسه ويستعد للتحرك نحو اللقاء مع مشرف عندما سمع بنبأ اغتيال بوتو، واضاف: «سياستنا الخارجية كانت تعتمد على وجودها كقوة معتدلة.. ورحيلها صدمة حقيقية وفقدانها يعد بمثابة نكسة». وقال عضوا الكونغرس إن وزارة الخارجية الاميركية نصحتهما بقطع زيارتهما ومغادرة البلاد لكنهما لم يوضحا ما إذا كانا سيعملان بهذه النصيحة.