مليونيرات غوغل

شبكة من قدماء الشركة يتحركون عبر وادي السليكون بحثا عن استثمارات جديدة

اندريا زوريك، المديرة السابقة في اعلانات غوغل «نيويورك تايمز»
TT

لكريس ساتشا عمل كموجه في حقل واي فاي بغوغل. لكن مع تحقق كل خياراته في مجال استثمار اسهمه غادر شركة البحث الانترنتية هذا الشهر لعمل جديد كرأسمالي يسعى إلى فتح مشاريع جديد.

وانضم ساتشا، 32 سنة، إلى عدد من مليونيرية غوغل على أمل تحويل ثرواتهم التي حققوها عبر عملهم في غوغل كي تكسب أرباحا أكثر من خلال تمويل مشاريع جديدة تتعلق بالتكنولوجيا. فبعد ثلاثة أعوام على انطلاق غوغل علنا أصبحت هناك شبكة من قدماء الشركة يتحركون عبر وادي السليكون بحثا عن استثمارات جديدة. والبعض منهم انضم إلى شركات سبق لها أن مولت الازدهار التكنولوجي الذي تحقق خلال التسعينات من القرن الماضي. بينما راح بعضهم يجمع أموالا للاستثمار لإطلاق شركات جديدة بالأموال التي كسبوها.

وقال ساتشا الذي عمل كرئيس للمبادرات الخاصة في غوغل: «كان لدي واحدة من أفضل الوظائف في العالم». وسبق له أن ترأس عددا من المشاريع الكبيرة بما فيها تأسيسي شبكة واي فاي مجانية في مركز الشركة الواقع في مدينة ماونتين فيو، بكاليفورنيا. مع ذلك فإن «هناك عالما من الفرص» حسبما قال ساتشا.

ويأمل بعض من العاملين السابقين في غوغل أن يحولوا عدم التزامهم الوظيفي إلى شبكة قوية جديدة في وادي السليكون حيث ساعدت أواصر مالية كثيرة على بناء شركات كثيرة.

وقال ايدين سينكوت المسؤول السابق على المبيعات والذي انضم إلى غوغل عام 1999 حينما كان للشركة 62 موظفا فقط: «نحن نخطط لجلب العاملين السابقين في غوغل والذين بدأوا بشركات واستثمارات في شركات معا كي نربط عناصر الشبكة الجديدة معا». وترك سينكوت شركة غوغل عام 2005 كي يصبح مستثمرا في الشركات الحديثة التكوين.

أما بول كدروسكي المسؤول الرفيع في مؤسسة كوفمان التي تروج للمشاريع الجديدة فقال: «التحدي الذي يواجه العاملين السابقين في غوغل هو أن يظهروا أي قيمة يستطيعون أن يجلبوها، أكثر من تقديم شخص ما في غوغل». وأضاف كدروسيك أن أولئك الموجودين في مركز باي بال مافايا«يمتلكون خبرة واستراتيجية قابلة للتعديل ومنح رواتب».

كذلك قال روجر لي الشريك الاساسي في شركة باتري فنتشرز: «غوغل في مركز نظام بيئي للاعلانات عبر الانترنت». وكان لي قد شغّل ستايا باتل الذي أنفق أربع سنوات كمسؤول تنفيذي لغوغل. وأضاف:«إذا فهمت كيف تعمل غوغل وكيف تعمل النماذج وهي تعطيك عدسة كبيرة كي تفهم شركات الإعلان الأخرى».

وحتى الآن لم يستثمر متمرسو غوغل الى حد كبير في الشركات التي يديرها خبراء آخرون سابقون في غوغل. ولكن بينما يسعون الى الخبرة والمشورة والوصول المبكر الى المشاريع الجديدة فانهم يعودون على نحو متزايد الى زملائهم السابقين. ومنذ مغادرة غوغل عام 2005 ربما اصبح سنكوت ،38 عاما، المستثمر الأكثر نشاطا بين المجموعة، التي وضع كل واحد منها ما يتراوح بين 25 الف دولار الى 100 ألف دولار في حوالي 35 شركة. وحتى الآن لم تبدأ الا اثنتان من هذه الشركات الجديدة من جانب متمرسي غوغل السابقين. ولكن سنكوت يستثمر سوية مع العاملين السابقين في غوغل، وبينهم بول بوشهايت ،31 عاما، الذي أعد النسخ الأولى من Gmail، وجورجز هاريك الذي ادار الكثير من مشاريع غوغل عندما بدأت الشركة توسعها خارج اطار بحث الانترنت.

واستثمر الثلاثة في ميرامي نتووركس، التي تساعد على توسيع انتشار تكنولوجيا الانترنت. وقد اقيمت الشركة على يد مجموعة من المهندسين الذين كانوا قد عملوا مع غوغل كعاملين متمرنين في الصيف. كما تلقت ميراكي استثمارات من سيكويا كابيتال، وهو مشروع عملاق كان يمول غوغل ومن غوغل ذاتها.

ولم يستثمر ساكا في ميراكي وانما ساعد على اقناع غوغل بدعمها. وقال ان بعض زملائه السابقين قد يستثمرون في صندوقه المالي الجديد.

وقال ساكا ان «تفضيلي الحقيقي لم يكن أخذ اموال كثيرة من غوغل، ذلك ان هذا الأمر يمكن أن يمنع بيع بعض الشركات الى غوغل». غير ان الاستثمار من جانب شركات كان يديرها عاملون سابقون في غوغل لا يحتمل أن يكون خارج الطاولة. فعندما كان في غوغل قام ساكا باستثمارات في شركتين. وقد بدأت احداهما، وهي خدمة تويتر للمدونات الصغيرة، على يد ايفان ويليامز، الذي ابتكر برنامج مدون غوغل.

وقال ساكا ان «الصلات التي اقيمت في هذا المكان قوية وراسخة، وكان مكانا رائعا للقاء مع بعض الناس الأكثر موهبة في هذا الوادي».

وفي الوقت الحالي تبقى الصلات بين العاملين السابقين في غوغل فضفاضة وتعتمد على المصادفة. وتجري الصلات عبر الكلام أو الرسائل الإلكترونية.

وقالت اندريا زوريك، المديرة السابق في اعلانات غوغل «انني مندهشة من كيفية ايجاد بعضنا بعضا»، وبعد ما يزيد على سبع سنوات في غوغل غادرت زوريك ،37 عاما، في اكتوبر الماضي لتصبح مستثمرة خاصة. وقالت زوريك انها تتشاور مع باتل وسلمان الله وتفكر في الاستثمار في شركة بدأها عنصر آخر سابق في غوغل.

ومن الطبيعي انه مازال يتعين على متمرسي غوغل ان يبرهنوا على قدرتهم على اختيار مشاريع مربحة.