قوى «14 آذار» تلتزم «سياسيا ومعنويا» انتخاب سليمان رغم «الملاحظات الدستورية»

الأميركيون «يصبرون» على السوريين... ويدعمون أي قرار تتخذه الأكثرية

TT

بات أمراً واقعا ان ينتهي العام الحالي في لبنان من دون رئيس للجمهورية، بعدما تسابق نواب المعارضة امس على «نعي» جلسة الانتخاب المقررة اليوم، قبل ان يصدر رئيس المجلس النيابي نبيه بري بيانا رسميا بتأجيلها.

ومع بداية العام الجديد، يتوقع ان تتعقد عملية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، في ظل وجود عامل دستوري يمنع على النواب تقديم اقتراح تعديل الدستور خارج الدورة العادية للبرلمان، التي تنتهي مع نهاية السنة، فيما ترفض المعارضة تعديل الدستور عبر الحكومة «غير الشرعية»، على الرغم من وجود مخرج دستوري يتيح انتخاب الرئيس خارج اوقات «الدوام الرسمي» لمجلس النواب، الذي يجتمع في دورتين عاديتين كل عام، اذا لم تفتتح دورة استثنائية بطلب من السلطة التنفيذية.

وعلى الرغم من هذا التعثر، تؤكد الاكثرية البرلمانية استمرار التزامها بانتخاب سليمان رئيسا، وابدى النائب وائل ابو فاعور (كتلة النائب وليد جنبلاط) استعداد فريق «14 اذار» للقيام بأي خطوة تسهل انتخاب سليمان، على الرغم من اصرارها على ضرورة افتتاح دورة استثنائية، خلافا لموقف بري الذي يؤكد امكانية انتخاب سليمان رئيسا، من دون الحاجة الى تعديل الدستور. وكشف ابو فاعور ان مشاورات موسعة تجري داخل الفريق المسيحي في قوى «14 اذار» للبحث في كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، جازما بان التعاطي مع هذا الملف سيختلف بشكل شبه جذري مع بدء العام الجديد، لكنه جزم بان الانتخاب بالنصف زائدا واحدا ليس على جدول اعمال الاكثرية في المرحلة المقبلة، لانها «التزمت سياسيا ومعنويا وادبيا» بانتخاب سليمان، وستواصل العمل على وصوله الى موقع الرئاسة، على الرغم من «الملاحظات الدستورية».

ورشح دبلوماسي غربي في بيروت اتجاه الامور في لبنان الى «مزيد من المراوحة في ظل عدم وجود مؤشرات للاتفاق، فالاكثرية ترفض البحث الا في الانتخابات الرئاسية، فيما تطرح المعارضة سلة مطالب نخشى ان تزيد كلما وافقت الاكثرية على احدها». لكنه اشار الى ان موقف الاكثرية الرافض للبحث في موضوع الحكومة قد يتغير، واذا رأت انها قادرة على التعايش مع حكومة تمتلك فيها المعارضة الثلث المعطل فالولايات المتحدة لن تعارض، بل ستدعم أية خطوة تقوم بها الحكومة وفريق الاكثرية البرلمانية، باعتبارها تمثل اكثرية الشعب اللبناني.

وسخر الدبلوماسي من الشائعات عن وجود تباين بين البيت الابيض ووزارة الخارجية حول التعامل مع الملف اللبناني. مؤكدا وجود تباينات بينهما في مواضيع عديدة، بالاضافة الى تباينات اخرى مع الكونغرس ووزارة الدفاع، لكنه جزم بأنه بالنسبة الى الملف اللبناني هناك رأي اميركي واحد.