إسلام آباد: «القاعدة» وراء اغتيال بوتو

المخابرات رصدت اتصالا هاتفيا مع «القاعدة» تتحدث عن 3 من المنفذين

TT

قالت وزارة الداخلية امس ان باكستان لديها معلومات مخابرات تشير الى ان «القاعدة» وراء قتل زعيمة المعارضة بي نظير بوتو. وقال جاود اقبال شيما المتحدث باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي «لدينا معلومات» بيانات اعتراض استخباراتية تشير الى ان بيت الله محسود الزعيم بـ«القاعدة» وراء الاغتيال. ومحسود احد اكثر زعماء المتشددين المطلوب اعتقالهم في باكستان ومقره منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية. واضاف: «تم رصد اتصال هاتفي من التنظيم الارهابي بعد اغتيال بوتو». وافادت وزارة الداخلية الباكستانية امس بان بوتو قضت لدى اصطدامها بسقف السيارة التي كانت فيها عند وقوع العملية الانتحارية ولم يعثر على اثار رصاص على جثتها. وقال المتحدث باسم الداخلية الجنرال شيما «لقد صدمها المقبض قرب اذنها اليمنى وكسر جمجمتها» مضيفا «لم يتم العثور على رصاص او شظايا معدنية في مكان الاصابة». واعلنت وزارة الداخلية الباكستانية امس ان رئيس الوزراء السابق المعارض نواز شريف هو بين العديد من السياسيين الباكستانيين المهددين بالاغتيال، بعد اغتيال بوتو.

الى ذلك أعاد محققون باكستانيون امس تجميع رأس بشري مشوه أملا في تحديد هوية الرجل الذي يشتبه في أنه قتل زعيمة المعارضة الباكستانية بي نظير بوتو في هجوم انتحاري.

وقال سعود عزيز قائد الشرطة في روالبندي القريبة من اسلام اباد :«انتشلنا رأسا وأعيد تجميعه. كما عثرنا أيضا على أصابع ونجري اختبارات لتحديد الشفرة الوراثية لاجراء مقارنة بين الرأس والاصابع». وكان رجل قد أطلق النار على بوتو وهي تلوح لمؤيديها من فتحة سقف سيارتها المضادة للرصاص ثم فجر نفسه.

وشاهد مراسل لرويترز، كان في موقع الحادث بعد لحظات من التفجير، جزءا من رأس به أذن مسودة ونصف وجه. وأقامت الشرطة سياجا حوله.

وقال عزيز إن عينات أخذت من الموقع لاجراء اختبارات لتحديد نوع المتفجرات التي استخدمت.

ورفض عزيز التكهن بمن قد يكون وراء مقتل بوتو إلا أن الهجوم يحمل كل بصمات الهجمات التي يشنها مسلحون اسلاميون يقاتلون لزعزعة استقرار حكومة الرئيس برويز مشرف. ونجا مشرف من تفجيرين في عام 2003. وحاول مهاجم انتحاري قتل رئيس الوزراء السابق شوكت عزيز في عام 2004 ، كما نجا وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة أفتاب أحمد خان شرباو من تفجيرين انتحاريين هذا العام أسفرا عن مقتل ما يقرب من 70 شخصا. ويعتقد أن المتشددين مسؤولون عن خمسة تفجيرات على الاقل استهدفت أفرادا من قوات الامن في الأشهر الاخيرة في روالبندي حيث يوجد مقر الجيش الباكستاني، وعن العديد من الهجمات في أماكن أخرى هذا العام. ونجت بوتو من تفجير انتحاري في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي بعد ساعات من عودتها من منفى اختياري عاشت فيه ثماني سنوات بينما كانت تسير في موكب بشوارع كراتشي لتحية أنصارها. وقتل حوالي 140 شخصا في هذا الهجوم. وتحدثت بوتو عن مؤامرات لـ«القاعدة» لقتلها لكنها قالت لمجموعة من أنصارها المخلصين في بعض الدوائر إن لديها «أعداء آخرين غير القاعدة».

وكانت بوتو، التي شيع جثمانها امس الى مقبرة اسرتها في جنوب باكستان، بمشاركة حشد هائل من انصارها، غداة اغتيالها الذي سبب اندلاع موجة من اعمال العنف اوقعت 19 قتيلا، تواجه عداءات داخل بلدها، بدءا من نظام الرئيس برويز مشرف، إلى الجماعات الاصولية المتشددة، حتى أن بعض التقارير لا تستبعد دورا لتنظيم «القاعدة» في اغتيالها.

وقالت جريدة «آسيا تايمز» إن أحد مراسليها تلقى مكالمة هاتفية من قائد تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، ويدعى مصطفى أبو اليزيد، ويعرف بين الاصوليين باسم الشيخ سعيد المحاسب، واسمه حسب مصادر الاصوليين في لندن مصطفى أحمد محمد عثمان أبو اليزيد، الملقب بـ«الشيخ سعيد»، وهو إسلامي مصري، الذي أعلن عن مسؤولية «القاعدة» عن اغتيال بوتو. فيما ذكرت شبكة التلفزيون الباكستانية الخاصة (أي آر واي) أن تنظيم «القاعدة» تبنى الاعتداء على زعيمة حزب الشعب.

وقال جاويد اقبال شيما، المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية، انه يعلم بادعاء «القاعدة». غير انه قال ان المتطرفين الذين يقفون وراء عملية القتل هم انفسهم الذين يقفون وراء أعمال الارهاب في البلاد.

وتتهم الحكومة المتطرفين الدينيين بقتل بوتو. غير ان معظم الغضب على مصرع بوتو يتجه ضد حكومة الرئيس برويز مشرف وحليفه السياسي حزب الرابطة الاسلامية. وقد هوجمت مكاتب الحزب المذكور في انحاء عدة من البلاد قبل تشييع جثمانها.

واضاف ان «القاعدة على الارجح، تقف وراء هذا الاعتداء المأساوي الرامي الى تخريب الأمن في باكستان».

وكانت الحكومة الباكستانية قد اتهمت في وقت سابق الاصوليين المتطرفين، الذين يعتبرون مقربين من «القاعدة» والمسؤولين عن موجة الاعتداءات الدامية في البلاد، بالوقوف وراء اغتيال بوتو.

وكانت بوتو قد قالت في خطاب سابق لها، بعد عودتها الى باكستان، إنها قادرة هي وحزبها، في حال فازت في الانتخابات العامة المقبلة، على القضاء على المسلحين الموجودين في المناطق الشمالية.

وقد اعلن الناشطون الاصوليون وحتى بن لادن زعيم «القاعدة» الجهاد ضد نظام مشرف، وعبروا عدة مرات عن نيتهم مهاجمة بوتو، التي توعدت بـ«استئصال التهديد الاصولي» من البلاد. وفي جميع خطبها الانتخابية كان شعار التخلص من الاصوليين في الشريط الحدودي يتصدر حملتها الانتخابية. وفي أول ظهور لها بعد هجوم استهدف اغتيالها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذرت بوتو من أن «الميليشيات المتشددة عززت وجودها داخل باكستان»، وقالت إن الحكم العسكري أجج التشدد المسلح، محذرة من أن قوى «المجاهدين» نقلت تركيزها من أفغانستان إلى باكستان. وقتلت بوتو اول من امس في هجوم انتحاري ادى الى مقتل 20 شخصا على الاقل في روالبندي في ضواحي اسلام اباد، في ختام تجمع انتخابي لحزبها، ابرز حزب معارض للرئيس برويز مشرف قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية المرتقبة في 8 يناير (كانون الثاني). واثار اغتيالها مخاوف من زعزعة استقرار هذا البلد، الذي يضم 160 مليون نسمة ويمتلك السلاح النووي، ما ادى الى تراجع البورصات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ اثر تراجعها في وول ستريت.

وبحسب بريد الكتروني كشفت عنه وسائل اعلام اميركية اول من امس فان بوتو اتهمت الرئيس مشرف بعدم تأمين حماية مناسبة لها في الاشهر الماضية. وكان مشرف قد فرض حالة الطوارئ في البلاد في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) متذرعا بتهديد الاسلاميين. وبعد اشهر من المداولات اوقفت بي نظير بوتو مفاوضاتها مع رئيس الدولة، التي كانت تجريها تمهيدا لانتخابات 8 يناير.

* نص محادثة الـ «القاعدة» الهاتفية > فيما يلي ترجمة أجرتها وكالة فرانس برس للنص الحرفي للمحادثة الهاتفية التي أجراها المسؤول الكبير في «القاعدة» بيت الله محسود، امس، مع عضو آخر في التنظيم، وتقول وزارة الداخلية الباكستانية انها رصدتها بعد اغتيال بي نظير بوتو.

* مولوي صاحب: السلام عليكم!

* بيت الله محسود: وعليكم السلام

* صاحب: تحياتي فقد عدت لتوي هذه الليلة.

* محسود: تحياتي لك، هل كانوا رجالنا؟

* صاحب: نعم كانوا رجالنا.

* محسود: من هم؟

* صاحب: كان هناك سعيد وبلال واكرم الله.

* محسود: هؤلاء الثلاثة فعلوها؟

* صاحب: اكرم الله وبلال قاما بها.

* محسود: اهنئكم اذا.

* صاحب: اين أنت؟ اريد ان ألقاك.

* محسود: انني في ماكين (مدينة في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية) مر علي انا في منزل انور شاه.

* صاحب: حسنا سأحضر.

* محسود: لا تبلغوا منزلهم في الوقت الحالي.

* صاحب: حسنا.

* محسود: كان جهدا رائعا. انهم حقا فتية شجعان هؤلاء الذين قتلوها.

* صاحب: الحمد لله، عندما اصل سأبلغكم بكل التفاصيل.

* محسود: انني في انتظاركم. تحياتي وأهنئكم من جديد.

* صاحب: تحياتي لكم.

* محسود: هل هناك شيء استطيع ان افعله لكم؟

* صاحب: شكرا جزيلا.

* محسود: السلام عليكم.