لندن دعت إلى حكومة وحدة والاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في نتائج الانتخابات

حصيلة قتلى أعمال العنف في كينيا تزيد عن 290

TT

فاقت حصيلة القتلى في اعمال العنف التي لا تزال المدن الكينية تشهدها بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 290 ضحية وذلك بحسب اخر الارقام المتوافرة للاضطرابات التي اجتاحت البلاد ويصعب تقديم حصيلة دقيقة لها. وفي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون امس الى وقف اعمال العنف في كينيا مهيبا بالرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا ان «يجتمعا وان يبحثا» في فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال براون «لا بد من وضع حد لاعمال العنف» مؤكدا «تحدثت الى كيباكي واودينغا وانا على اتصال معهما بانتظام وكذلك وزارة الخارجية» البريطانية. واضاف «ارغب ان يجتمعا وان يتحاورا وان يتوصلا الى المصالحة والوحدة. واريد ان يفكرا في تشكيل حكومة» وحدة.

وشدد على انه «لا بد من وقف اعمال العنف. ثمة طعن في عملية الاقتراع. واعتقد انه من المهم ان تقر كافة الاطراف بان العمل سويا تقدم يمكن تحقيقه».

وبحسب الصليب الاحمر الكيني، فقد نزح سبعون الف شخص في غرب كينيا بسبب اعمال العنف منذ الاعلان عن فوز كيباكي بولاية رئاسية ثانية. من جانبها، دعت مفوضية الاتحاد الأفريقي الاحزاب السياسية في كينيا الى «ضبط النفس» و«التشاور».

وقال الاتحاد الافريقي في بيان اصدره من مقره في اديس ابابا ان «مفوضية الاتحاد الافريقي قلقة للغاية من تطورات الاوضاع في كينيا اثر الانتخابات الرئاسية، ولا سيما من اعمال العنف التي اعقبت اعلان النتائج».

ودعت المفوضية «الاطراف المعنية الى ضبط النفس واتباع منطق الحوار والتشاور لتسوية المشاكل الناتجة عن الانتخابات الاخيرة».

وذكر البيان كذلك بـ«تمسك» الاتحاد الافريقي بـ«المبادئ الديمقراطية لجهة اجراء انتخابات شفافة وحرة ونزيهة».

من جهة اخرى اعلن رايلا اودينغا في حديث لاذاعة بي.بي.سي انه لن يقبل التفاوض مع الرئيس المنتهية ولايته الا اذا اعترف بانه خسر الانتخابات. وبعد ان قال انه اجرى «مناقشة طويلة» مع غوردن براون هاتفيا، اكد اودينغا ان براون «اعرب عن قلقه من الوضع في البلاد وخاصة بشان اعمال العنف واقترح نوعا من المفاوضات فأطلعته على الشروط التي يجب توفيرها للتفاوض مع كيباكي وهي ان يقبل اولا انه لم يفز بالانتخابات». وأضاف زعيم المعارضة «اذا وافق على التفاوض فإننا قد نعاود العملية ونتفاوض. يمكن اعادة فرز الاصوات وبالإمكان استقدام فريق دولي. نحن مستعدون لاستقدام فريق قضاة دولي». ودعت بعثة مراقبة الانتخابات الكينية التابعة للاتحاد الاوروبي امس الى تحقيق مستقل في نتائج الانتخابات الرئاسية الكينية.

وكان اودينغا اعلن ان عدد القتلى بلغ حصيلة 250 شخصا. وقال زعيم المعارضة ردا على سؤال حول عدد القتلى ان حركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أكدت مقتل 160 شخصا حتى مساء اول من أمس. وتابع «اذا أضفنا عدد القتلى أثناء الليل فمن الممكن جدا أن يكون قريبا من هذا الرقم أو أكثر بشكل بسيط» حسبما نقلت وكالة رويترز.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قتل 30 شخصا على الاقل حرقا امس داخل كنيسة الدوريت غرب كينيا حيث لجأوا فرارا من اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في كينيا، بحسب مصدر امني والصليب الاحمر.

وأوضح مسؤول في الصليب الاحمر المحلي «لقد ابلغنا ان 42 شخصا نقلوا الى المستشفى وهم مصابون بحروق خطيرة» مضيفا «لكن ليس بوسعي تأكيد عدد القتلى داخل الكنيسة» وفي الدوريت التي تعد من المدن الكينية الاكثر تعرضا للاضطرابات.

وقد افادت مصادر في الشرطة ومشرحة كيسومو (غرب) انه عثر صباح امس على جثث 66 شخصا على الاقل بعد ليلة جديدة من اعمال الشغب والمواجهات ليرتفع عدد القتلى الى 259 منذ الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي. واعلن موظف في مشرحة كيسومو ان جثث 48 شخصا اصيب بعضهم بجروح حديثة بالرصاص نقلت ليلا الى مشرحة المدينة. واوضح الموظف طالبا عدم كشف اسمه »نقلت 48 جثة، ثلاث منها لاطفال، تحمل 44 منها جروحا حديثة بالرصاص واربع لاشخاص ضربوا بساطور». ونقلت الشرطة سبع جثث اخرى الى المشرحة.

واعلن قائد في الشرطة رفض كشف هويته «نشتبه في ان هؤلاء كانوا يحاولون النهب وانهم احترقوا». وكيسومو هي ثالث كبرى مدن البلاد، ومعقل زعيم المعارضة رايلا اودينغا الذي رفض الاعتراف بفوز الرئيس الحالي مواي كيباكي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 27 ديسمبر.

وفرض منع التجول في كيسومو واعلن ضابط كبير في الشرطة ان رجاله تلقوا اوامر بـ«قتل» من لا يتقيد بمنع التجول. كذلك قتل 18 شخصا على الاقل ليلا في مدينة الدوريت غرب البلاد وضواحيها، حسبما ذكرت الشرطة. كما قتل شخص اخر قرب ناكورو عاصمة اقليم وادي ريفت (وسط) في مواجهات قالت الشرطة انها جرت بين مجموعات متناحرة.

وتعتبر تلك الاضطرابات ذات الطابع السياسي الاعنف في تاريخ البلاد منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1982. وافادت مصادر امنية كينية ان الحكومة لم تنشر حتى الان سوى نصف عديد قوات الشرطة شبه العسكرية على الارض. واتهم اودينغا الرئيس المنتهية ولايته بتزوير 300 صوت على الاقل. وافادت النتائج الرسمية عن فارق اصوات بين المرشحين بنحو 321728 لكن معسكر كيباكي نفى وقوع اي عملية تزوير متهما بدوره المعارضة بالمخادعة.