أخيرا: حكومة لبلجيكا بعد 6 أشهر من تعذر تشكيلها

TT

مسكينة بلجيكا، تستضيف مفوضية الاتحاد الأوروبي، وهي بلا حكومة منذ ستة أشهر بالتمام والكمال، والسبب ما يقترب من الخلافات على خلفيات إثنية في الدولة التي يلقي شعبها بثقله خلف الاتحاد الأوروبي ووضعته الاستطلاعات في المرتبة الثانية من حيث التأييد للاتحاد الأوروبي بعد لوكسمبورغ .

ولكن عام 2008 نزل بردا وسلاما على بلجيكا، فقد توصل رئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتات الى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية مع خمسة أحزاب في أول حل للأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ ستة اشهر، وذلك بعد مفاوضات أخيرة أقنع فيها فيرهوفشتات قادة الحزب الديمقراطي ـ المسيحي الفرنكوفوني بالانضمام إلى الفريق الحكومي وهو الحزب الذي ظل يعرقل التوصل إلى اتفاق طوال الفترة الماضية.

من هنا يقول المتفائلون، وهناك من لا يزال يرى أن الأزمة ستنفجر مجددا، إن الحكومة الجديدة ستحل المشاكل الطارئة والمعلقة كنتيجة لغياب سلطة تنفيذية وبينها تراجع القدرة الشرائية، فيما كان نحو 20 ألف متظاهر قد ملأوا طرقات المدن قبل عشرة أيام مطالبين باتخاذ إجراءات لمعالجة تلك المشكلة.

أما أصل الأزمة السياسية فيعود إلى خلاف بين الفرنكوفونيين والفلامنك حول إصلاح المؤسسات البلجيكية لمنح استقلال ذاتي اكبر للمناطق بتعديل دستوري، وهو أمر تطالب به الأحزاب الفلامنكية ويخشاه الفرنكوفونيون الذين يرون فيه بداية النهاية لدولة بلجيكا. (سكان بلجيكا 10 ملايين نسمة، ويمثل الفلامنك نحو 60% من السكان. وناتجها الإجمالي المحلي 465 مليار دولار ومتوسط دخل الفرد نحو 44 ألف دولار في العام.