بريطانيا خارج الدائرة.. و400 مليون أوروبي يبدأون العام بلا حدود

عكس ساركوزي.. براون يبدأ العام بشعبية متدنية

TT

على عكس ش عبية ساركوزي، تتدنى في بريطانيا شعبية رئيس وزرائها غوردن براون، ومعلوم أن كليهما في عداد آخر القادمين الى المسرح السياسي الأوروبي. فقبل ساعات من إطفاء البريطانيين شموع عيد الميلاد، قال 60% من شريحة تم استطلاعها من قبل معهد «يوغوف» (قوامها 2060 ناخبا)، انهم ممتعضون من عمل براون مقابل 27% في يوليو (تموز) الماضي. وبالمقابل، قال 51% من المستطلعين، انه براون دون المتوسط أو حتى اقل من هذا بكثير. وتقول «دايلي تلغراف» التي أجري الاستطلاع لصالحها، انه واذا انعكست نتائج الاستطلاع على الانتخابات، فإن المحافظين سيفوزون بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم، وقد يخسر عندها العمال مائة مقعد من اصل 352 نائبا لهم في البرلمان حاليا.

يشار الى حكومة براون كانت قد واجهت خلال الأشهر الماضية، سلسلة فضائح بينها قضية إدارة أزمة بنك «نورثن روك» وفضيحة الخدمات الضرائبية، التي أفقدت الحكومة نصف شعبيتها تقريبا، فيما أشار الاستطلاع أيضا إلى أن زعيم المحافظين المعارضين ديفيد كامرون حصل على تأييد 47% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم، معتبرين انه «زعيم جيد» لحزبه.

في المقابل حمل عام 2007 وهو يلفظ أنفاسه أخبارا سيئة أيضا لبراون وحزبه وحكومته، حيث تراجع الجنيه الاسترليني نحو أدنى مستوياته أمام اليورو بحساب 21 ديسمبر (كانون الأول) بعد أن دفعت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي، المستثمرين إلى بيع العملة، فيما كان ارتفاع الاسترليني قد جاء أصلا قبل ذلك بعد إعلان بأن جميع أعضاء لجنة السياسة النقدية ببنك انجلترا المركزي، أجمعوا على خفض الفائدة هذا الشهر، فأدت هذه الانباء إلى تزايد اقتناع المستثمرين بأن أسعار الفائدة مقبلة على خفض وشيك آخر.

وفي الضفة الأخرى وأوروبيا، يبدو المشهد مختلفا لدى مواطني القارة الأوروبية مع توسع فضاء اتفاقية شينغن من 15 دولة لى 24 دولة منذ منتصف ليل الخميس العشرين من ديسمبر 2007، مما يتيح لنحو 400 مليون شخص التنقل من دون جواز سفر من شرق أوروبا إلى غربها، ومن الدائرة القطبية في النرويج إلى البرتغال. (الاتفاقية وقعت في لوكسمبورغ، وعرفت بمعاهدة شينغن عام 1985).

والى ذلك رفعت ثماني دول شيوعية سابقة، انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 وهي استونيا ولاتفيا وليتوانيا والمجر وبولندا وسولوفاكيا وسلوفينيا وتشيكيا، عمليات التدقيق عند الحدود مع جاراتها من دول الاتحاد الاوروبي، في حين الغت جزيرة مالطا كل الإجراءات للعبارات المتوجهة الى المرافئ الأوروبية. وقال المستشار الالماني الفرد غوسينباور معلقا على الحدث: «هذا حدث تاريخي بعد الدمار الذي ألحقته الحربان العالميتان، وتقسيم القارة جراء الستار الحديدي».