كوبا تفتقد ظهور كاسترو وتترقب رحيله

الزعيم الذي هدّه طول الصراع وحكم 50 عاما

TT

لشهور طويلة لم يشهد الكوبيون رئيسهم فيدل كاسترو الذي يحكمهم منذ خمسين عاما أو قل 49 عاما يدخلون بعدها عامهم الخمسين معه بعد فبراير القادم. (كاسترو كان رئيسا للوزراء منذ فبراير 1959 تاريخ الثورة الكوبية وانتصارها في يناير من العام نفسه، ورئيس الجمهورية منذ الثاني من ديسمبر 1967، ونائبه في المنصبين هو شقيقه الجنرال راؤول كاسترو).

وحتى الرسالة على شاشات التلفزيون الكوبي الحكومي يوم الاثنين 18 ديسمبر لم يروه عبرها، فقد قرئت نيابة عنه، وأشار فيها كاسترو (81 عاما) إلى انه ربما يتخلى عن مناصبه القيادية الرسمية، وهي المرة الأولى التي يلمح فيها إلي احتمال تقاعده. فيما كان قد سلم كاسترو حكم كوبا بشكل مؤقت إلى شقيقه راؤول في يوليو (تموز) 2006 بعد أن أجريت له جراحة في المعدة لعلاج مرض لم يكشف النقاب عنه. ويعتبر كاسترو آخر اللاعبين الرئيسيين الباقين على قيد الحياة من جيل قادة الحرب لباردة.

وتدخل كوبا عام 2008 وهي تنتظر رحيل زعيمها بين اللحظة والأخرى، وربما تنقل الوكالات بكاء معظم شعبها خلال مارس القادم حين يتجه الناخبون لانتخاب مجلسهم التشريعي (البرلمان)، فيتذكرون الرجل الذي كان يصول ويجول بينهم مبشرا بقيم العدالة والاشتراكية من وجهة نظره، وربما يتذكرون صموده وعدم خضوعه لتهديدات الجارة أميركا، وربما لا تسعفه هو نفسه الحياة الى ذلك الحين، ولكنه قدر شعب أن يحكمه رجل وشقيقه لخمسين عاما.

(عدد سكان كوبا 11 مليونا و394 ألف نسمة، وناتجها الإجمالي المحلي 11 مليار دولار، ومتوسط دخل الفرد فيها أربعة آلاف دولار في العام).