الأمم المتحدة: الخرطوم تعرقل نشر قوة حفظ السلام المشتركة في دارفور

مقتل 8 جنود سودانيين في معارك جرت أخيراً في الإقليم

TT

بينما بدأت الأمم المتحدة في الاضطلاع بمهام صعبة في اقليم دارفور أول من امس أشار مسؤولو المنظمة الدولية إلى أن الخرطوم تعرقل نشر بعثة حفظ السلام المشتركة التي تستهدف الإسهام في إحلال السلام بتلك المنطقة السودانية المضطربة.

وتسلمت البعثة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور والمعروفة باسم (يوناميد) المسؤولية من قوة افريقية، في محاولة لبذل كل ما تستطيع من اجل حماية السكان المدنيين وتسهيل عمليات المساعدات الانسانية وتهيئة بيئة مواتية للسلام في الاقليم.

وضمت القوة المشتركة أكثر بقليل من تسعة آلاف عسكري، في حين أن العدد المصرح به للقوة 20 الف جندي وأكثر من ستة آلاف من رجال الشرطة والموظفين المدنيين المساعدين، حسب وكالة الانباء الألمانية.

وفور نشرها بالكامل، وهو الأمر الذي سيتطلب شهورا فإن «يوناميد» ستصبح اكبر عملية حفظ سلام في العالم. وليست الامم المتحدة وحدها التي توجه اللوم للحكومة السودانية في وضع القوة المشتركة على طريق الفشل في دارفور، فقد حذرت مجموعة من 35 منظمة غير حكومية من أن الخرطوم تنشط بقوة في عرقلة نشر القوة، لكن الامم المتحدة أظهرت نفاد صبرها في التعامل مع الخرطوم. وقالت إن مجلس الامن الدولي تلقى موافقة من الرئيس السوداني عمر البشير في يونيو (حزيران) الماضي على قبول اليوناميد «دون شروط مسبقة».

وقالت الامم المتحدة في وثيقة لها «إن نشر يوناميد لا يزال يواجه معوقات حكومية بالنسبة لتشكيل القوة وعراقيل بيروقراطية تفرضها السلطات السودانية». وأضافت أن هذه المعوقات تهدد عملية نشر القوات وتنزع عن القوة المشتركة «فاعليتها المحتملة».

وقالت الوثيقة «إن استمرار هذه المعوقات لا يمكن أن يُعزى إلى قلة التشاور». وتنتقد الامم المتحدة الخرطوم لممارستها النهج الانتقائي في قبول جنسيات أفراد القوة وتقرير أي الدول التي ستوفر المساعدات اللوجستية وتسهيلات النقل التي تشتد الحاجة إليها.

فالخرطوم تحبذ القوات الأفريقية وحدها ولم تقبل القوات غير الافريقية إلا على مضض. وقد رفض السودان قوات من نيبال ومهندسين من دول اسكندنافيا وكتيبة مشاة من تايلند.

وتدعو الامم المتحدة الحكومات إلى توفير مروحيات لمساعدة «يوناميد»، لكن لم تقدم أي دولة في العالم عروضا لتقديم ولو حتى مروحية واحدة.

ولم تعرض الولايات المتحدة توفير جنود أو معدات. من ناحيتها، رفضت الأمم المتحدة طلب مساهمات أميركية لإدراكها أن الخرطوم سترفض بالتأكيد أي وجود أميركي في السودان.

وقال الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، انه يجب على الدول المساهمة بقوات وعتاد في بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور أن تفعل المزيد إذا كانت تريد أن ترى تقدما خلال الشهور الأولى عام 2008. وأضاف انه «إذا كنا نريد أن يكون لنا تأثير حقيقي على الوضع على الأرض خلال النصف الأول من عام 2008، فانه يتعين أن يتم نشر القوات بصورة أسرع مما فعلناه حتى الآن».  من جهتها، رحبت حركتا العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم، وتحرير السودان برئاسة احمد عبد الشافي بحذر نقل مهام قوات الاتحاد الافريقي الى البعثة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. ودعتا إلى منحها تفويضاً واضحاً والعمل على نزع سلاح المليشيات الموالية للحكومة السودانية. وقال الناطق باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين لـ«الشرق الاوسط» ان حركته تخشى ان يصبح نقل المهام مجرد اجراء شكلي وتكون هدفاً. واضاف «لا بد ان تصبح المهمة الجديدة لمستقبل حل القضية على الارض وللنازحين وحماية المدنيين».

من جهة اخرى، اعلن الجيش السوداني امس مقتل 8 من جنوده وجرح 19 في معارك دارت بدارفور السبت الماضي ضد متمردي حركة العدل والمساواة. واعلن الناطق باسم القوات المسلحة عثمان الاغبش، ان معارك استمرت 3 ساعات في منطقة سالي غرب دارفور اسفرت عن سقوط ثمانية قتلى و19 جريحا في صفوف الجنود السودانيين.

وافادت وكالة مركز الاعلام السوداني القريبة من الاستخبارات، ان الاغبش أكد ان المهاجمين كانوا مدعومين بالقوات التشادية واستخدموا 65 آلية لمهاجمة الجنود السودانيين وعددهم 57. واضاف «انهم انسحبوا وسحبوا معهم قتلاهم وجرحاهم» بدون توضيح خسائر المهاجمين.

واعلنت حركة العدل والمساواة في بيان انها هاجمت قوة سودانية في سالي السبت الماضي، قالت انها حاولت كسر الحصار الذي تفرضه على مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور. واكدت الحركة ان ذلك دفع بالقوات السودانية الى خطف ستة من ممثليها في لجنة وقف اطلاق النار، كانوا في مقر القوة الافريقية سابقا في الفاشر.