رحيل رئيس الحكومة الليبية الأسبق محمد عثمان الصيد

TT

غيب الموت محمد عثمان الصيد رئيس الحكومة الليبية الأسبق، وأحد أبرز رجالات العهد الملكي في ليبيا. وظل الصيد يعيش في منفاه المغربي بعد أن تصادف وجوده في سويسرا عقب الإطاحة بالنظام الملكي في سبتمبر (أيلول) 1969.

وكان الصيد تقلد عدة مناصب وزارية منذ استقلال ليبيا عام 1951 إلى أن تولى رئاسة الحكومة عام 1960، واعتبر من أهم رؤساء الحكومات الليبية، حيث تولت حكومته تعديل الدستور لتصبح ليبيا دولة واحدة بعد أن كانت اتحاداً يضم ثلاث أقاليم تتمتع بالحكم الذاتي (طرابلس وبرقة وفزان). وعدلت حكومته قوانين عائدات النفط مما أدى إلى ارتفاع مداخيل البلاد من الثروات النفطية.

وربطت محمد عثمان الصيد علاقات متينة مع العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، ولعب في أكثر من مرة دوراً مهماً في تطبيع العلاقات المغربية ـ الليبية على الرغم من مواقفه المناوئة لسياسات بلاده. واقترح على الصيد أكثر من مرة العودة إلى ليبيا، لكنه كان في كل وقت يضع شروطاً تتعلق بضرورة إدخال إصلاحات سياسية، وجرت في الآونة الأخيرة اتصالات معه من أجل العودة لكنه ظل متمسكاً بمواقفه، بيد أنه أوفد أبناءه إلى ليبيا في زيارات عمل. وعاش خلال السنتين الأخيرتين معتكفاً في منزله في الرباط، إلى حين وفاته عن سن تناهز 83 سنة. وكان محمد عثمان الصيد نشر مذكراته في «الشرق الأوسط» وصدرت تلك المذكرات بعد ذلك في كتاب بعنوان «محطات من تاريخ ليبيا» عام 1996.