ميزان القوة الحقيقي بين نجل بوتو وزوجها

مراقبون: زرداري سيصبح صاحب الكلمة والنفوذ

TT

عملية توضيح تفاصيل ميزان القوة الحقيقي بين نجل بي نظر بوتو وزوجها لم تستغرق سوى دقائق فقط في مؤتمر صحافي عقد يوم الأحد. وبوصفه الرئيس الجديد للحزب سئل نجل بي نظير بوتو، بيلاوال، أول سؤال، إلا ان والده، آصف علي زرداري، قاطعه فورا قائلا: «صحيح انه ربما يكون رئيس الحزب، لكنه ابني أيضا، وانه لا يزال في سن مبكرة». من الواضح ان زرداري سيكون بمثابة الوصي في الوقت الذي سيتعلم خلاله نجله جوانب دوره المرتقب رئيسا لحزب الشعب الباكستاني. ويقول معارف وأصدقاء للأسرة ان بي نظير بوتو لم تكن ترغب في ان يتولى نجلها، الذي يدرس في جامعة أوكسفورد، هذا الدور السياسي قريبا. واستمر زرداري، الذي قضى حكما بالسجن اثر إدانته بتهم تتعلق بالفساد، في التحدث خلال جزء كبير من المؤتمر الصحافي حول الحاجة إلى الديمقراطية في باكستان والحرص على المحافظة على الوحدة الهشة للبلاد. وأكد زرداري أيضا على انه لن يترشح لرئاسة الحكومة وقال ان نائب رئيس الحزب لفترة طويلة، مخدوم أمين فهيم، سيكون مرشح الحزب لرئاسة الحكومة. إلا ان فهيم يتوقع ان يصبح زرداري هو صاحب الكلمة والنفوذ، كما يتوقع أيضا ان تتراجع أهمية بعض المقربين من بي نظير بوتو. جدير بالذكر ان حزب الشعب الباكستاني، الذي كانت تتزعمه بي نظير بوتو، بدا متماسكا ونجح في تسوية مسألة خلافة بوتو وأعلن على وجه السرعة تصميمه على المشاركة في الانتخابات الأسبوع المقبل إذا تقرر إجراؤها في الموعد المحدد لها أصلا. وكانت قد وجهت تهم باختلاس مبلغ 1.5 مليار دولار إلى كل من بي نظير بوتو وزرداري ، واتهم زرداري أيضا بتلقي عمولات على عقود أبرمت مع الحكومة الباكستانية، وظل يعيش على مدى السنوات الثلاث السابقة في شقة فاخرة في مانهاتن. إلا ان بوتو وزرداري نفيا تهم الفساد وأكدا ان وراء التهم دوافع سياسية وانه لم يحدث ان أدينا في أي من القضايا. وكان الرئيس برويز مشرف قد وقع على مرسوم عفا بمقتضاه عن كل الذين يواجهون تهما بالفساد، وذلك في إطار التسوية السياسية مع بي نظير بوتو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويرتاب النقاد بقدرة زرداري على ان يسير على خطى زوجته. وهناك مجموعة كبيرة مناهضة لزرداري في الحزب، وفقا لاعتراف عدد من السياسيين. وقال المحلل السياسي طلعت مسعود انه «في الماضي كان غير مهتم بالسياسة وانما بالصفقات». وحذر من ان «الحزب ينبغي أن لا ينقسم».

وفي واشنطن عبر خبراء بقضايا باكستان عن حيرتهم ازاء اختيار زرداري كرئيس للحزب.

وقد يبرهن الاختيار على أنه خطوة ذكية حقا من جانب زرداري لابقاء الحزب مواليا لذكرى بي نظير بوتو ووالدها، مؤسس الحزب، ذو الفقار علي بوتو. وقد أضاف بيلاوال زرداري لقب أمه «بوتو» الى اسمه بعد مصرعها.

وكانت بوتو تعد ابنها لسيرة سياسية في مرحلة ما. وقد جلبته معها في مقابلة مع صحافيين من «نيويورك تايمز» في فندق ألغوكوين بنيويورك في أغسطس الماضي. وخلال المقابلة كان يصغي باهتمام الى امه وهي تناقش خططها للعودة الى باكستان ومناقشاتها مع مسؤولي ادارة بوش حول صفقة محتملة لتقاسم السلطة مع مشرف. وقد بقي الشاب الذي كان يرتدي الأزياء الغربية هادئا خلال معظم وقت اللقاء وظل خارج المناقشة السياسية بالكامل. وكان وشقيقتاه بختوار ( 17 عاما) وآصفة (14 عاما) قد انفصلوا عن والديهم وبلدهم خلال كثير من حياتهم بسبب اضطراب الأوضاع السياسية في باكستان.

وفي سيرتها الذاتية الموسومة (ابنة الشرق) كتبت بوتو عن كيف ان والدتها نصحتها، بعد الاطاحة بحكومتها الأولى عام 1990، بارسال اطفالها الى شقيقتها في لندن من اجل سلامة حياتهم. وكانت هناك محاولة لاختطاف بيلاوال في عام 1989 بعد أن اصبحت بوتو رئيسة وزراء اول مرة. وكتبت تقول «كان محزنا بالنسبة لي أن أكون بعيدة عن بيلاوال الذي كان بعمر عامين في سبتمبر من عام 1990 وبختوار التي لم تكن قد أكملت حتى عامها الأول». وبحلول عام 1991 التحق بمؤسسة ما قبل الروضة في كوينز غيت بلندن، وقررت أن تأخذ ابنتها معها وتترك ابنها في لندن. وقالت «كان يحدق بي بصمت بعينيه البنيتين الحزينتين وأنا آخذ بختوار معي تاركة اياه».

* خدمة «نيويورك تايمز»