الصومال: عدي يعلن تشكيلة حكومته الثانية خلال ساعات

الإسلاميون يصعدون هجماتهم بعد عودة الرئيس إلى بيداوا

TT

يترقب الصوماليون بقلق، الساعات المقبلة لإعلان رئيس الوزراء الانتقالي العقيد نور حسن حسين (عدي) التشكيلة النهائية لحكومته الثانية، فيما وعد الرئيس الكيني مواي كيباكي بالدعوة لعقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) في عاصمة بلاده نيروبي، لبحث التطورات الأخيرة بالصومال.

وقال عبدي حجي جوبدون الناطق باسم الحكومة الانتقالية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة بيداوا، التي تبعد 240 كيلومترا جنوب العاصمة الصومالية (مقديشو) إن الحكومة الجديدة، ستعلن اليوم أو غدا على أقصى تقدير، مشيراً إلى أن الحكومة ستتكون من 18 وزيراً فقط مع خمسة نواب لرئيس الوزراء، وهو ما يعني تقليص العدد مقارنة بما كان الحال عليه في الحكومات السابقة التي وصل عددها إلى 33 وزيراً، من بينهم ثلاثة نواب فقط لرئيس الحكومة.

وأوضح حجي أن عدي يعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة للحكومة، التي سيتم اختيار نصفها من بين أعضاء البرلمان الحالي، بينما سيستعين عدي بالنصف الآخر من خارج البرلمان في محاولة لتعزيز الأداء الحكومي.

وكان الرئيس الصومالي عبد الله يوسف العائد بعد رحلة علاجية إلى كل من كينيا وبريطانيا، استمرت نحو عشرة أيام قد عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس وزرائه للتشاور حول الأسماء المرشحة لدخول الحكومة الجديدة.

ويأتي تشكيل حكومة محدودة العدد فى الصومال، التي تعاني حربا أهلية طاحنة منذ عام 1991، استجابة لضغوط أوروبية إثيوبية لتخفيض النفقات ومنع الانقسامات داخل الحكومة.

وكان عدي الذي تولى منصبه في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، خلفا لسلفه علي محمد جيدي، قد شكل حكومته الأولى مطلع الشهر الماضي، لكن خمسة من وزرائه استقالوا احتجاجا على عدم التشاور معهم قبل تسميتهم، بالإضافة إلى امتعاضهم من تقليص نفوذ قبائلهم داخل الحكومة.

واضطر نور إلى حل حكومته في الخامس عشر من الشهر الماضي، قبل عرضها على البرلمان للحصول على ثقته وفقا لما يقتضيه الدستور المؤقت للبلاد، الذي تم إقراره عام 2004 فى نهاية ماراثون المصالحة الوطنية، الذي عقد في العاصمة الكينية لمدة تزيد عن عامين.

في غضون ذلك قال الرئيس الكيني مواي كيباكي، إنه بصفته رئيس الدورة الحالية لـ«الإيقاد» فإنه سيدعو إلى عقد قمة قريبة للمنظمة الإقليمية في محاولة لبحث تطورات الأحداث في هذه الدولة المجاورة. وبعدما لفت في رسالة وزعها مكتبه بمناسبة العام الميلادي الجديد وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، إلى أن بلاده مهتمة بالسلام الإقليمي والاستقرار، وأن الصراع الصومالي ينظر إليه الكثيرون على أنه يهدد الاستقرار الإقليمي، قال إنه يرغب في أن يتوجه بمناشدة من أجل السلام في القرن الأفريقي.

من جهة أخرى، قالت حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية، وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، أنها مسؤولة عن الهجوم الذي تعرضت له على مدى اليومين الماضيين قواعد تستخدمها القوات الأوغندية العاملة ضمن قوات الاتحاد الأفريقي، كما تبنت المسؤولية عن هجمات مماثلة ضد معقل للقوات الصومالية والإثيوبية.

وأبلغت الحركة «الشرق الأوسط» في بيان لها أمس، أن عناصرها أغارت على مطار مقديشو الدولي، الذي تتخذه القوات الأفريقية من أوغندا وبوروندي مقرا لها، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن إلحاق خسائر لم تحددها.

وأوضحت الحركة فى بيانها، أنها شنت أيضا هجوما عنيفا على المقر السابق للسفارة المصرية، والذي تتمركز فيه القوات الأوغندية، لافتة إلى أن المعركة توسعت في تقاطع (كلم4) كما هاجم مقاتلوها مركزا للمخابرات الصومالية قرب التقاطع.