ألمانيا: أول ناقلة نفط ضخمة يقودها شراع كبير

التقنية تقلل استهلاك الوقود بنسبة 50%

صورة للناقلة
TT

تسعى شركة «سكاي سيلز» الألمانية من هامبورغ منذ سنوات لتسويق تقنية الإبحار الشراعي في مجال الناقلات الضخمة. وذكرت مصادر الشركة أنها قد أطلقت، مع مطلع عام 2008، أول ناقلة ضخمة مزودة بشراع يعينها على الإبحار إلى فنزويلا، وبالتالي تقليص كلفة الوقود وحماية البيئة البحرية من كميات هائلة من الديزل الذي يتسرب إلى المياه بكميات هائلة سنويا.

وذكر نيل شتولبيرغ، من شركة «بيلوغا» البحرية للنقل، «أن على المرء أن يتحلى بالشجاعة كي يجرب الجديد». إذ أصبحت شركة «بيلوغا» أول شركة للنقل البحري الضخم تزود ناقلتها «بيلوغا سكاي سيلز» بشراع، يشبه الطائرة الورقية أو المظلة الجوية، سيعين الشركة في تقليص كلفة الوقود بنسبة 20ـ30% في المرحلة التجريبية، ومن ثم الوصول إلى تقليص استهلاك الوقود بنسبة 50% خلال ثلاث سنوات. وكانت سيدة ألمانيا الأولى ايفا لويز كولر، زوجة الرئيس الألمانية هورست كولر، قد منحت الناقلة الضخمة اسم « م.س. بيلوغا سكاي سيلز» يوم 15 ديسمبر الماضي أثناء مراسم «تعميد» الباخرة.

وأشار ستولبيرغ إلى أن استخدام قوة الرياح لتحريك السفن بتقنية «سكاي سيلز» لا يحتاج إلى صارية تعرقل طاقم العاملين وتؤثر في النقل، لأنها تستخدم مظلة واسعة من مساحة 160 مترا مربعا، تشبه الطائرات الورقية وترتبط بالباخرة بحبال قوية. وترتفع «المظلة» مسافة 300ـ500 متر فوق الباخرة. وستخصص غرفة قيادة خاصة على الباخرة لتحريك وتوجيه، رفع وخفض، نشر ولم المظلة التي تحركها. ويمكن من خلال تغيير زاوية المظلة ضمان وجود ضغط هواء دائم مسلط على المظلة. والمظلة الكبيرة قادرة على دفع الباخرة بقوة 300 طن إلى الأمام. ولا تقتصد الطريقة باستهلاك الوقود فحسب، وإنما تطيل عمر المحركات وترفع من طاقة شحن الناقلة.

وتنتج شركة بيلوغا للنقل البحري ناقلتين جديدتين من طراز بيلوغا ب1 يفترض أن يجري تزويد كل منهما بطائرة ورقية مساحتها 600 متر مربع وتضمن خفض استهلاك الوقود منذ المرحلة الأولى بنسبة 40%. وهذا يعني أن الناقلة ستقتصد 10 أطنان من الديزل يوميا، وهو ما يعادل 6000 دولار يوميا. ومن المتوقع أن تنخفض كلفة النقل أكثر بالنظر للارتفاع المستمر في أسعار النفط في السوق الدولية.

وتقول شركة بيلوغا إن الناقلة المزودة بالطائرة قد دخلت التاريخ كأول باخرة «نصف بيئية» أو كناقلة ذات محرك هجين. وستكون الخطوة الأخرى هي تزويد الجيل الجديد من البواخر بتقنية تستخدم الماء لإنتاج الهيدروجين واستخدام تقنية خلايا الوقود إلى جانب تقنية قوة الرياح. ومن الناحية البيئية فإن وقود البواخر والناقلات هو من أكثر ملوثي المياه والجو بالكبريت وثاني أوكسيد الكربون. ويعني خفض استهلاك الوقود إلى النصف خفض العناصر الضارة بالبيئة إلى النصف أيضا. وتقدر الأمم المتحدة حجم ثاني أوكسيد الكبريت المنطلق من وقود بواخر النقل الكبيرة بنحو 10 ملايين طن سنويا. وتطلق بواخر النقل الكبيرة نحو 1,1 مليون طن من ثاني أوكسيد الكبريت سنويا في بحر البلطيق فقط حسب تقدير معهد الأبحاث البحرية في بريمن (ألمانيا).

وحسب تقدير شتيفان فارج، من شركة «سكاي سيلز»، فإن نظام «سحب البواخر بالمظلات» سيحدث ثورة بيئية في عالم النقل البحري. وصنعت شركة «سكاي سيلز» نحو 500 موديل من المظلات المختلفة المساحة والقوة والتقنيات. وقدر فارج أن ناقلة «هونغ كونغ اكسبرس»، التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم، يمكن أن تختصر نصف استهلاكها للوقود باستخدام نظامSKS160. ويعتمد هذا النظام مظلة مساحتها تعادل مساحة ملعب لكرة القدم وترتفع نحو 500 متر عن سطح البحر. وتستخدم هونغ كونغ اكسبريس (حمولة 100 ألف طن) محركا من قوة 108 آلاف حصان ويستهلك 50 ألف لتر من الوقود كل 100 كم.