رئيس لجنة الانتخابات الكينية: لست واثقا من فوز الرئيس كيباكي

الحكومة تتهم المعارضة بممارسة «التطهير العرقي».. وارتفاع عدد القتلى إلى 316 شخصا

TT

استمرت أمس موجة الفوضى التي تعمّ كينيا منذ اعلان فوز الرئيس الحالي مواي كيباكي بولاية ثانية ووصل عدد القتلى حتى يوم أمس الى 316 شخصا مع اضرام أنصار المعارضة النار في كنيسة حيث كان يختبئ نحو 400 شخص ينتمون الى قبيلة الرئيس كياباكي قتل منهم نحو 35 . وهذا الهجوم هو الأسوأ منذ بدأت موجة العنف التي شردت نحو 100 ألف كيني حتى الان، فر كثيرون منهم عبر الحدود الى أوغندا.

وعلى الرغم من النداءات التي وجهتها واشنطن ولندن الى الفريقين لضبط النفس، فان اعلان رئيس لجنة الانتخابات الكينية صامويل كيفويتو انه غير واثق من فوز كيباكي، قد يزيد من تدهور الاوضاع الامنية خصوصا أن زعيم المعارضة رايلا اودينغا الذي كان أعلن فوزه في الانتخابات، رفض النتائج ودعا الى تجمع اليوم في نيروبي حذرت الشرطة من اقامته، لتقديم «رئيس الشعب» للأمة.

وقال رئيس لجنة الانتخابات لصحيفة «ذي ستاندار» احدى اكثر الصحف رواجا في كينيا: «لا اعرف ان كان كيباكي كسب الانتخابات». وأضاف: «في حال تقرر نقل الخلاف امام القضاء يجب اتخاذ قرار سريع. واذا كان اودينغا هو الفائز فليكن وفي حال كان كيباكي فليكن ايضا».

وأعلن كيفويتو الاحد الماضي اعادة انتخاب كيباكي متقدما باكثر من 200 الف صوت عن منافسه زعيم المعارضة رايلا اودينغا الذي كان متقدما بحسب استطلاعات الراي واول النتائج الجزئية. وكان رئيس لجنة الانتخابات قد اشار في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء الماضي الى انه تعرض لضغوط من قبل الاتحاد الاوروبي واللجنة الكينية لحقوق الانسان لتأجيل اعلان النتائج وضغوط مضادة من حزب الوحدة الوطنية (الحاكم) والحركة الديمقراطية البرتقالية ـ كينيا بزعامة المرشح كالونزو موسيوكا تطالبه باعلان نتائج الانتخابات فورا.

وبينما انتشر شبان مسلحون بالمناجل عند حواجز طرق في المناطق الريفية شق بضعة موظفين طريقهم وسط الطوق الامني الذي تفرضه الشرطة في العاصمة نيروبي لاستئناف العمل في العام الجديد.

واتخذت اعمال العنف في بعض المناطق شكل «التطهير الإثني»، بحسب مسؤول كبير في الشرطة خصوصا في الدوريت (غرب) حيث احرق مهاجمون كنيسة كان بداخلها 400 شخص من قبيلة الكيكويو التي ينتمي اليها الرئيس كيباكي، ما أدى الى مقتل 35 شخصا بينهم نساء واطفال. واتهمت حكومة كيباكي أنصار أودينغا بالمسؤولية عن تفجر العنف القبلي، وقال المتحدث الحكومي ألفريد ماتوا لهيئة الاذاعة البريطانية إن «أنصار رايلا أودينغا ضالعون في تطهير عرقي... لا نريد أن يلوث هذا اسم أودينغا أو ينظر اليه على أنه يقوم بتطهير عرقي».

ومن جانبهم وجه أنصار أودينغا، وهم بالاساس من قبيلة لو التي ينتمي اليها زعيم المعارضة، اتهامات مماثلة لكيباكي الذي هيمنت قبيلته كيكويو على الحياة السياسية والاقتصادية في أكبر اقتصاد بشرق افريقيا.

وازاء هذه المواجهات ذات الطابع القبلي، اطلقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند نداء مشتركا للقادة الكينيين «للتحلي بروح الوفاق». وقالا «نعرب عن ارتياحنا للنداء الذي اطلقه الاتحاد الافريقي لانهاء اعمال العنف وندعو جميع الزعماء السياسيين الى التحلي بروح وفاقية تضع المصالح الديمقراطية في كينيا فوق كل اعتبار».

وشدد الوزير البريطاني على أنه لم يتضح من الذي فاز في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه يبدو أن هناك تجاوزات من جانبي الحكومة والمعارضة على السواء. وأضاف: «لا نعرف من الذي فاز. ما نعرفه هو أن هناك مزاعم خطيرة جدا بشأن حدوث تجاوزات من كلا الجانبين». ودعا الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي الى «ضبط النفس» والى «الحوار» بين ممثلي الفريقين. واعرب الاتحاد الاوروبي عن امله في التوصل الى «حل ذي مصداقية وشفاف بما يتماشى مع المبادئ الديمقراطية». ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي اتصل هاتفيا بكيباكي واودينغا الى «الحوار» و«استكشاف امكانية التجمع في حكومة» واحدة. وفي ما يشبه الاجابة اعرب كيباكي عن اقتناعه بان «قادة الاحزاب السياسية يجب ان يلتقوا على الفور والدعوة علنا الى الهدوء».