جامعات هولندية ترفض قبول الطلبة الإيرانيين

تجنباً لحصولهم على معلومات حول التصنيع النووي

TT

قالت جامعة «توينتي» الهولندية في بيان صحافي امس انها رفضت قبول تسجيل ثلاثة من الطلبة الايرانيين للدراسة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وان سبب الرفض يعود الى الشروط المتشددة التي وضعتها الحكومة الهولندية في هذا الصدد، ومنها قرارات اتخذتها وزارات الخارجية والتعليم والعدل، وتهدف الى تفادي حصول طهران على أيِّ معلومات تساعدها في مجال التصنيع النووي.

وقالت الجامعة الهولندية ان الجامعات العلمية حصلت على تعليمات بهذا الصدد من الحكومة خلال الشهر الماضي، وتلزم تلك التعليمات الجامعات الهولندية بضرورة حصول الطلبة الايرانيين الراغبين في التسجيل بالجامعة على موافقة من ادارة شؤون الاجانب والهجرة التابعة لوزارة العدل، وضرورة تقديم الجامعة ضمانات بعدم حصول الطالب الايراني المسجل للدراسة بها على معلومات ذات الصلة بالتصنيع النووي. وقالت جامعة تونتي والموجودة في مدينة انشخادا شرق البلاد، والقريبة من الحدود مع المانيا، انه من الصعب ان تتعهد بعدم حصول الطالب على معلومات نووية، لأن جميع الطلبة المسجلين في الجامعة لهم الحق في التنقل داخل جميع الاماكن بدون تقييد لحريته، ومن الصعب مراقبة الطلبة في تحركاتهم داخل الاقسام المختلفة، بصرف النظر عن القسم الذي قام بتسجيل نفسه فيه للدراسة. واشار بيان الجامعة الى ان هناك 5 من الطلبة الايرانيين مسجلون في وقت سابق، ولهم الحق في استكمال دراستهم.

وجامعة تونتي التي تأسست عام 1961 واحدة من بين ثلاث جامعات علمية في هولندا، في انشخادا وايندهوفن ودلفت القريبة من لاهاي. وفي جامعة دلفت، قالت المتحدثة باسم الجامعة انها لم ترفض حتى الآن اي طالب ايراني تقدم للتسجيل بها، وانها الآن تقوم بدراسة الطلبات التي تقدم بها الطلبة الايرانيون، وربما تحدد موقفها بناء على التخصص الذي ينوي الطالب الدراسة فيه. واشارت الجامعة الى انها سبق أن وافقت على طلبات لعدد من الطلبة الايرانيين وصل عددهم الى عشرة، لكي يبدأوا الدراسة في الاقسام العلمية المختلفة في وقت سابق.

وكانت هولندا، قد انضمت الى الفريق الاوروبي الذي يضم بريطانيا وفرنسا ودول اخرى والذي يؤيد التشدد في التعامل مع ايران لإجبارها على الاستجابة الى المطالب الدولية لوقف برنامجها النووي.

وكانت مناقشات وزراء خارجية التكتل الأوروبي خلال اجتماعهم الاخير في عاصمة اوروبا الموحدة الشهر الماضي، قد تركزت على تداعيات تقرير الأجهزة الأمنية الأميركية الأخير، بشأن الانشطة النووية الايرانية وتأثير ذلك على الاتصالات بين أوروبا وطهران.

وبعد اعلان بريطانيا أنها ستستمر في سياسة التشدد تجاه الملف النووي الإيراني، أكدت المجموعة الاوروبية الموحدة على التمسك بنفس إستراتيجية التعامل مع إيران حول ملفها النووي وتعاطي المجتمع الدولي معه.

وقالت المتحدثة باسم منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا في ردة فعل للتكتل الأوروبي على ما ورد في تقرير الأجهزة الأمنية الأميركية حول الأنشطة النووية الإيرانية، ان بروكسل ستواصل التعامل بنفس الخط المتبع حتى الآن مع إيران، أي الاستمرار في سياسة الحوار مع طهران من جهة، وممارسة الضغوط الضرورية عليها من جهة أخرى.

وقالت كريستينا غالاش، الناطقة باسم سولانا، ان التكتل الأوروبي مستمر في عرضه المقدم لإيران منذ يونيو (حزيران) عام 2006، والمتمثل في تقديم سلسلة من الحوافز التجارية والسياسية مقابل تخلي طهران عن برنامج تخصيب اليورانيوم، الذي يشك الأوروبيون في أنه مكرس لأغراض عسكرية.

وأخفقت آخر جولة من المفاوضات بين سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي في العاصمة البريطانية لندن.