فرح عارم في غزة بعودة الحجاج بعد أسبوع من المعاناة

إسرائيل تعتبر قرار مصر في هذا الصدد منافيا للتفاهمات

حاجة فلسطينية مريضة ترفع يديها بعلامة النصر تعبيرا عن سعادتها بالعودة الى غزة عبر رفح امس (رويترز)
TT

بعد أسبوع على بدئها، انتهت امس قضية 2200 حاج فلسطيني من قطاع غزة كانوا عالقين لمدة اسبوع في عرض البحر وسيناء قبل أن تسمح لهم السلطات المصرية بدخول غزة عبر معبر رفح.

وانتهز عدد من العالقين من غير الحجاج، الفرصة وعبروا مع مَنْ عبروا. وقال اسماعيل عسلية الذي علق في المعبر منذ ما قبل سيطرة حماس على غزة «شكرا لله انني تلقيت مكالمة هاتفية تبلغني بأن المصريين سيسمحون للحجاج بالعبور ودخلت معهم». وشوهد عدد من العالقين يقفز من فوق الجدران. وقالت حماس انها اعتقلت 7 من حركة فتح ممن فروا بعد سيطرتها، يحاولون التسلل.

وحظيَّ الحجاج العائدون باستقبال مهيب عند بوابة المعبر. وعلى طول شارع صلاح الدين الذي يصل شمال القطاع بجنوبه، حيث كان في استقبالهم وزراء الحكومة المقالة ونواب المجلس التشريعي وقادة حركة حماس وجماهير غفيرة.

وتفجرت هذه القضية بعد أن ابلغت اسرائيل مصر رفضها المطلق لعودة الحجاج عبر رفح الذي غادروا عبره، وإصرارها على عودتهم عبر معبر كرم أبو سالم الاسرائيلي. وحتى الساعة 11.00 من صباح امس لم يكن هناك أي مؤشر حقيقي على انتهاء الأزمة. وفي الوقت الذي بدأت فيه الانباء تتحدث عن توجه حافلات الحجاج من مدينة العريش الى معبر رفح، كان آلاف الأشخاص يتوجهون من غزة الى المنطقة الحدودية للانضمام لخيام الاعتصام التي نصبها نواب حماس للمطالبة بالسماح للحجاج بدخول القطاع.

ورغم أن مظاهر التعب التي كانت بادية على وجوه معظم الحجاج العائدين إلا أنهم لم يستطيعوا اخفاء سعادتهم الغامرة لانتهاء هذه القضية على هذا النحو بعد أن توفيت 3 حاجات. وخر الكثير من الحجاج ساجدين بمجرد الخروج من بوابة المعبر، وكذلك فعل ذووهم الذين كانوا في استقبالهم.

وقالت الحاجة فاطمة العكفي، 68 عاما، انها لم تتخيل أنها في النهاية ستصل القطاع حية بسبب ما تعرضت له من معاناة خلال الاسبوع الماضي.

اما ايمان المساعد فقد اجهشت بالبكاء عندما احتضنت أمها التي كانت من بين الحجاج. وألقى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، اسماعيل هنية، كلمة بهذه المناسبة شكر فيها الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز، والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

ورجحت مصادر فلسطينية مطلعة في تصريحات ل "الشرق الاوسط" أن يكون انتهاء قضية الحجاج مرتبط باتفاق اسرائيلي ـ مصري، تعهدت بموجبه مصر بإجراء تفتيش دقيق على الحجاج، لضمان عدم دخول مبالغ من الاموال تدعي اسرائيل ان بعض قيادات حماس الذين كان يحملها في طريق عودتهم من الحج.

ولم تستبعد المصادر أن يكون الاتفاق المصري ـ الاسرائيلي قد تطرق الى قضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط ودور مصر في انهاء ملفه، لا سيما أن صحيفة «يديعوت احرنوت» كشفت النقاب امس الاربعاء عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت معنيٌّ بالاعلان عن التوصل لصفقة مع حركة حماس تقضي بإنهاء قضية شاليط مباشرة بعد صدور تقرير لجنة «فينوغراد» التي حققت في الفشل الاسرائيلي خلال حرب لبنان لثانية، على اعتبار أن هذه الصفقة سترفع اسهمه لدى الرأي العام الإسرائيلي.

غير ان مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية نفوا ان تكون اسرائيل قد وافقت على عودة الحجاج. ووصفوا القرار المصري بأنه منافٍ للتفاهمات بين الطرفين.