أبو مازن يزور السعودية خلال أيام لرأب الصدع مع حماس

أكد عقب لقائه مبارك في القاهرة أن لا تفاوض مع استمرار الاستيطان

TT

وسط زخم واتصالات مكثفة لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس والإعداد لموقف عربي موحد لطرحه على الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته، يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، من عمان التي وصلها امس عائدا من القاهرة، إلى السعودية خلال أيام للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

والتقى ابو مازن في القاهرة أمس الرئيس حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتناولت محادثات الرئيسين التطورات على الساحة الفلسطينية بما فيها ازمة الحجاج التي قال وزير الاعلام الفلسطيني رياض المالكي ان ابو مازن اثارها مع مبارك. وشملت المحادثات ايضا ما اعلنه الرئيس الفلسطيني أخيراً عن استعداده فتح صفحة جديدة للحوار مع حماس، والاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده يوم الأحد المقبل بالقاهرة لمناقشة الوضع الفلسطيني بعد مؤتمر السلام الأخير.

وعن مبادرته فتح حوار مع حركة حماس قال أبو مازن: «لم تكن مشجعة.. ليس هناك جديد يضاف إلى ما قدمناه في هذه المبادرة.. نأمل في أن يكون لدى الأخوة في حماس ردود ايجابية». وتابع قائلاً: «قدمنا أفكارنا في الخطاب الذي ألقيته، وذكرنا وجهة نظرنا، وكانت ردود الفعل الأولية من حماس غير مشجعة ولكن نرجو أن يحكموا العقل».

وعما إذا كانت هناك ضغوط أميركية تعرقل الحوار بين «فتح» و«حماس» قال ابومازن: «إذا كانت هناك جهود مصرية أو سعودية أو أية جهود عربية أو غير عربية فإن أحداً لا يتدخل ولا أحد من حقه أن يتدخل لعرقلة هذه الجهود».

وعن إمكانية إيجاد مخرج للمشكلة مع حماس قال «أبو مازن» إن المشكلة ليست معقدة إلى هذه الدرجة، و..«نحن نقول إن هناك انقلاباً قد حدث.. الكل يعترف بأنه انقلاب ولا بد أن ينتهي هذا الانقلاب، ونعود إلى الحوار، ليس أكثر أو أقل من ذلك».

وفي هذا السياق قال الدكتور نبيل شعث الممثل الخاص لابو مازن في القاهرة، إن «هناك وساطة سعودية ودورا مصريا وأدوارا أخرى تلعبها دول شقيقة لكن الوساطة السعودية هي الأكثر تكثيفا في هذا الموضوع، والرئيس أبو مازن على اتصال مستمر مع كل الأطراف».

واضاف الدكتور شعث، إن «أبو مازن» سيتوجه خلال أيام إلى السعودية للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك في إطار الإعداد لما سيصدر عن وزراء الخارجية العرب والاتفاق على موقف عربي قبل جولة الرئيس الأميركي للمنطقة.

وحول تراجع فرص دفع المفاوضات بعد مؤتمر أنابوليس، قال أبو مازن إن الاستيطان يعتبر عقبة حقيقية و..«لا يمكن أن يكون هناك تفاوض والاستيطان مستمر..»، مشيراً إلى أنه بحث هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ووعد بأمرين أولهما: أن يرسل رسالة إلى جميع الوزارات بأن تمتنع عن أي عمل استيطاني و..«أعتقد أنه أرسل هذه الرسالة»، والأمر الثاني: هو أنه لا بد من تفعيل اللجنة الثلاثية الأميركية ـ الإسرائيلية ـ الفلسطينية التي تتعامل وتعالج البند الأول في خطة خارطة الطريق المتضمن الالتزامات الإسرائيلية والفلسطينية. وردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع أن تنجح زيارة الرئيس الاميركي جورج في وقف الاستيطان، قال أبو مازن إنه «من المفترض عندما يأتي الرئيس بوش إلى المنطقة أن يتحدث بشكل واضح بشأن إزالة كافة العقبات التي تقف في طريق المفاوضات.. وأبرز هذه العقبات هي مشكلة الاستيطان. يجب أن يكون هذا على جدول أعماله واعتقادي أنه بالفعل موجود».

وعن قراءاته للتصريحات الإسرائيلية التي تقبل بحدود 1967 مع الاحتفاظ بالمستوطنات، قال: «موقفنا واضح وصريح ونريد حدود 1967، وهذا الكلام ليس مطلبا فقط بل تعطيه لنا الشرعية الدولية»، مشيراً إلى أن.. «الرئيس بوش نفسه، قال في السابق إنه لا بد من إنهاء الاحتلال الذي تم عام 1967، وأن نضع في عين الاعتبار الوقائع على الأرض.. من غير المعقول أن نقبل الاستيطان؛ هذا ما لا نقبله».

من جانبه رهن عمرو موسى، في تصريحات له عقب لقائه ابو مازن في مقر إقامته بالقاهرة أمس، حدوث أي تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بوقف سياسة الاستيطان باعتبارها «مسألة لا يمكن التراجع عنها من الجانب العربي»، وأضاف: «أهم عناصر التقدم الأساسية هو وقف الاستيطان. هذه مسألة لا يمكن التراجع فيها».