بوش يرعى قمة بين أولمرت وأبو مازن خلال زيارته المنطقة الخميس المقبل

تعقد في القنصلية الأميركية في القدس الشرقية كمنطقة محايدة

TT

أكدت مصادر اسرائيلية وفلسطينية، أمس، ان الرئيس الأميركي جورج بوش طرح اقتراحا لعقد قمة ثلاثية تجمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، خلال زيارته الى المنطقة في الأسبوع المقبل. وقالت مصادر مقربة من الطاقم الأميركي الذي يعد لهذه الزيارة ان الغرض من هذه القمة هو إعطاء دفعة جدية للمسيرة السياسية وتسوية المشاكل الناجمة عن الأزمة الأخيرة في المفاوضات، بسبب الكشف عن مشاريع لتوسيع الاستيطان في القدس الشرقية وغيرها من المستوطنات في الضفة الغربية وامتناع اسرائيل عن إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية، حسبما يتطلب الأمر وفقا لبنود المرحلة الأولى من «خريطة الطريق». وإذا اتفق على هذا اللقاء، فإنه سيعقد الخميس المقبل في مقر القنصلية الأميركية بالقدس الشرقية المحتلة، باعتبارها مكانا محايدا. ونشر الطاقم الأميركي، أمس، برنامج زيارة بوش الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويتضح منه انه سيمضي يومين كاملين فيهما، ضمن تسعة أيام يمضيها في سبع دول في الشرق الأوسط. وسيخصص لزيارة السلطة الفلسطينية ست ساعات، وسيجتمع مع الرئيس ابو مازن ورئيس حكومته سلام فياض، في أريحا في لقاء عمل في البداية ثم تقام له وليمة غداء. بينما سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي مرتين، في الأولى لقاء عمل وفي الثانية وجبة عشاء. وسيستقبل بوش في مطار تل ابيب، يوم الأربعاء المقبل، استقبالا رسميا بمشاركة الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس، ورئيس الوزراء أولمرت، ورئيسة الكنيست داليا ايتسيك، ولفيف من الشخصيات السياسية والدينية. وسيلقي كل من بوش وبيريس وأولمرت الكلمات. ثم ينتقل بوش بطائرة هليكوبتر الى القدس حيث يعقد لقاء العمل الأول. وسيزور منطقة الشمال الاسرائيلي، وبشكل خاص كنيسة ودير كفر ناحوم، على شاطئ بحيرة طبريا. وسيتخلل الزيارة لقاء بين بوش وبيريس للتباحث في المشاريع الاقتصادية المشتركة الهادفة الى «دفع وتعزيز مسيرة السلام» كما أكد الناطق بلسان الرئاسة الاسرائيلية، وفي مقدمتها مشروع «قناة» السلام، التي من المفترض أن تصل ما بين البحر الأحمر والبحر الميت، وستكون بشراكة اسرائيلية ـ فلسطينية ـ أردنية. ونقل عن مصادر مطلعة في القدس ان أولمرت سيبحث مع بوش موضوعين أساسيين، هما موضوع التسلح الايراني النووي والموضوع الفلسطيني. وسيحاول أولمرت تغليب الموضوع الايراني في بحثه والتقليل من شأن ما يقال إنه أزمة في الموضوع الفلسطيني، بدعوى انه أصدر كتابا الى وزرائه يطلب فيه الامتناع عن تنفيذ أي مشروع بناء في المستوطنات من دون إذنه. وتقول مصادر في مكتب أولمرت ان المفروض ان يحل هذا الكتاب المشكلة مع الفلسطينيين. لكن الفلسطينيين ينتقدون هذا الكتاب أيضا ويقولون إنه لا يتضمن موقفا صارما وواضحا يمنع البناء الاستيطاني ولا يشمل البناء في القدس الشرقية المحتلة.

وتؤكد مصادر أميركية أن بوش سيبحث مع الزعيمين، الاسرائيلي والفلسطيني، كيفية إحراز تقدم في المفاوضات حول القضايا الجوهرية في الصراع، وليس في قضايا المرحلة الأولى من «خريطة الطريق». والمقصود في القضايا الجوهرية ملفات القدس واللاجئين والاستيطان والحدود وقضايا الأمن والمياه. ودعا أولمرت وزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، تسيبي لفني، وقادة أجهزة الأمن والمستشارين السياسيين الى جلسة، مساء أمس، للتباحث حول الطروحات الاسرائيلية أمام بوش ولقاء القمة الثلاثي، إن حصل. وسيعد باراك ملفا يعرضه على بوش ويتعلق بما يسمى «الخروقات الأمنية الفلسطينية»، ليثبت ان السلطة الفلسطينية لا تنفذ حصتها من المرحلة الأولى في «خريطة الطريق». وسيحتوي الملف على شرح تفصيلي لمقتل الجنديين في عملية بيت كاحل مطلع الأسبوع.