«شاربا» أبو النجا يشغلان الفلسطينيين

بعضهم حلق شاربيه في الميادين العامة تضامنا

اثنان من قيادات حركة فتح يحلقان شعرهما وشاربيهما في وسط رام الله تضامنا مع احد قادة فتح في غزة الذي يتهم حماس بحلق شاربيه وشعر رأسه بعد اعتقاله امس (رويترز)
TT

انشغل الفلسطينيون، في الايام الاخيرة، بـ«شاربي» القيادي في حركة فتح، ابراهيم ابو النجا، في الستينيات.

وقصة شاربي ابو النجا لها صلة بالحرب الاعلامية وغيرها الدائرة بين حركتي فتح وحماس. فبعد عملية اختطاف استمرت ساعتين من منزله في مدينة غزة، في اليوم الاخير من العام الماضي، تقول فتح انهم يتبعون الحكومة المقالة في غزة، وتنفي حماس ذلك، عاد ابو النجا الى منزله من غير شعره وأهم من ذلك من غير شاربيه الكثين اللذين اشتهرا بهما. وراجت في الاراضي الفلسطينية، قصة حلق «شارب» ابو النجا، واصبحت الى حد كبير حديث الشارع، ورافقتها احيانا نكات ترتبط بـ«الشوارب». واصلها وتاريخها، ومدى علاقتها خطأ بالفحولة الشرقية. وذكّر البعض «بتنتيف» لحى قيادين في حماس منهم القيادي البارز محمود الزهار في سجون السلطة في قطاع غزة. وافردت بعض المواقع الإلكترونية مساحات واسعة للخبر. وانبرى بعض الكتاب يخوضون في تفاصيل القضية. ثم توالت ردود الفعل الفصائلية، شيئا فشيئا. واحتج امس عشرات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية على ما وصفوه بانتهاكات حرية الرأي والتعبير في غزة. وأقدم عدد من المحتجين وبينهم صحافيون على حلق شعر رؤوسهم وشواربهم، تضامنا، منهم برهان جرار عضو المجلس التشريعي السابق. وقال «كنت تلميذا لهذا المناضل الكبير». وحلق اخرون شواربهم، خلال الاحتجاج وقالوا انهم فعلوا ذلك رغم ان الشارب عند العرب يعبر عن العزة والكرامة.

وقال مرافقون لابو النجا من بيته في غزة لـ«الشرق الاوسط» ان اكثر من 50 من زواره المتضامنين جاءوه بعد ان حلقوا شواربهم. وادانت حركة فتح في غزة، العمل الذي وصفته بـ«المشين» والمنافي للأخلاق الوطنية، معتبرة ان حلق شاربي ابو النجا وصمة عار لحماس يعكس المستوى المتدني الذي وصلوه.

ووزعت كتائب الاقصى بدورها بيانا، قالت فيه ان حلقات المؤامرة تكتمل عبر ممارسات حماس وعسكرها الرامية الى إهانة رموز العمل الوطني. وجددت حماس نفيها اي علاقة لها بالحادث وقالت ان عناصر من الاجهزة الامنية توقفت رواتبهم اقدموا على هذه الفعلة. وادان ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة حماس العاشرة، ما وصفه بالتصرف «غير الأخلاقي». واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي الاعتداء على ابو النجا. وقالت «ان ما تعرض له عمل لاإنساني، ولا تقره الأعراف الوطنية والإسلامية. حيث لم يراعي منفذوه موقعه القيادي في فتح، ولا كبر سنه، ولا تمثيله في لجنة المتابعة العليا للقوي الوطنية والإسلامية. وطالبت الجهاد الأجهزة الأمنية في غزة، بفتح تحقيق في الحادث، ومحاسبة من يقف خلفه وتقديمه للمحاكمة.