القضاء العسكري اللبناني يلاحق مفتعلي إشكال سببه تمزيق صورة لرفيق الحريري ونجله سعد

دعوات إلى التهدئة وعدم الانجرار للفتنة

جندي لبناني يقف أمام صورة تضم الرئيس الراحل رفيق الحريري وابنه سعد، في أحد شوارع بيروت (أ ف ب)
TT

وضع القضاء العسكري يده على الاشكال الامني الذي وقع مساء اول من امس في محلة البسطا ببيروت بين مجموعة من مناصري «تيار المستقبل» وآخرين من مناصري المعارضة، وذلك على خلفية تمزيق صورة لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ونجله النائب سعد الحريري. وكلّف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي احمد عويدات فصيلة البسطا في قوى الامن اجراء التحقيقات وتعقب الاشخاص الذين افتعلوا الاشكال والاستفزاز وأقدموا على تحطيم سيارتين عسكريتين وسيارات مدنية ومنشآت عامة وخاصة وتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء. وعلم ان القوى الامنية توصلت لمعرفة هوية الذين تسببوا في الاشكال وتعمل على تعقبِهم. وافادت معلومات ان الحادث ادى الى سقوط عدد من الجرحى.

وتعليقا على الاشكال اصدر «تيار المستقبل» البيان الآتي: «اذا كانت صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري سبباً لضيق صدر قوى حزبية معروفة يُفترض انها ترشح نفسها لمهمات اكبر من نزع الصور او تعليقها، فإننا نفهم مع سائر اللبنانيين مصدر الضيق الذي كان يسببه وجود رفيق الحريري على قيد الحياة وتصديه المشهود لكل مشاريع الهيمنة على الدولة ومحاولات استحداث دويلات بديلة لوجودها وسلطتها ومؤسساتها. اننا، مع الاسف الشديد، أمام اعتداء غير اخلاقي لا يمت الى مفاهيم الاخوة بأي صلة، بل هو نقطة سوداء في سجل مجموعة تمارس سياسة الترهيب والتسلط وتلجأ الى ممارسات استفزازية تثير المزيد من الريبة والشكوك حول تصرفات بعض الجهات في هذه المرحلة الحساسة من حياة لبنان».

واضاف «ان تيار المستقبل يجد في الاعتداء الذي شهدته محلة البسطا وأهلها محاولة مشبوهة ومتجددة لفتح ابواب الفتنة والتخريب، وهي محاولة سنتصدى لها بكل الوسائل، ولن نتيح الانجرار لها مهما تعالت مناخات التحريض والاستفزاز. وستبقى الدولة ومؤسساتها الشرعية وأدواتها الامنية؛ وفي مقدمها الجيش اللبناني الملجأَ الذي لن نرضى عنه بديلا في تطويق محاولات تخريب السلم الوطني».

على صعيد ردود الفعل، استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان «ما جرى من خلافات على الارض ليس لها مبرر على الإطلاق.. فالقتال الجائز في لبنان هو محاربة إسرائيل التي اعتدت ولا تزال تعتدي علينا. ونحن لسنا دعاة خلاف وقتال وننبذ كل دعوة للاقتتال الداخلي».

من جهته، اسف رئيس «التيار الشيعي الحر» الشيخ محمد الحاج حسن لما جرى في محلة البسطا، معتبرا «ان هناك مَنْ يريد جرَّ اللبنانيين الى فتنة دامية لا تحمد عقباها». واصدرت «حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطين» بياناً، في ختام اجتماع طارئ عقدته امس، اشارت فيه الى «تعقيد الاشكالية السياسية منذ انقلاب 1 كانون الاول 2006 الذي يقوده تجمع 8 آذار، مستفيدا من حضور حزب الله وحركة أمل في بيروت وعلى مداخلها، مما ينعكس بثقله على الوضع الامني في بيروت الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات».

ولفتت الى انه «في مقابل التعديات لا يوجد اي سبب او عمل عدواني من الشارع البيروتي الذي يحتضن قوى ثورة الارز، وهو شارع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بسبب الضبط الصارم لهذا الشارع». وطالبت «القوى الشرعية بحسم الموقف بالطريقة الصحيحة والتخلي عن الحسابات والاعتبارات. واذا اضطر الامر نزع كل الشعارات من الشوارع العامة لانها باتت اداة لتعبئة الغرائز والاستفزاز».

واعتبر «اللقاء الاسلامي الوحدوي» ان ما حصل «هو نسخة مكررة من حوادث مشابهة في اكثر من شارع ومحلة في بيروت. وهي تمثل فلتانا واستباحة واستخفافا بأرواح المواطنين وارزاقهم واعتداء على امنهم وسلامتهم، وحتى داخل بيوتهم. والغريب ان تسارع القوى الموجودة على الارض من دون استثناء الى التبرؤ من مثيري الشغب، وكأن هؤلاء هبطوا علينا بالمظلات آتين من كوكب آخر». واذ استنكر «هذه الحوادث المتكررة» ناشد «اهل الحل والعقد ان يسارعوا الى خنق الفتنة في مهدها».