إيران: خامنئي يدعو لحملة انتخابية بلا شتائم أو قذف

السلطات تعتقل المسؤول عن إشاعة الاعتداء على بوتين

TT

دعا المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي أمس في خطاب جماهيري لحملة انتخابية، تسبق الانتخابات التشريعية المقررة في 14 مارس (آذار) المقبل، خالية من الشتائم والقذف.

وقال خامنئي الذي يعتبر السلطة الاعلى في البلاد في خطاب ألقاه امام الاف احتشدوا في يزد (وسط) وبث وقائعه التلفزيون «أشدد جديا على وجوب الا ينبري انصار المرشحين كافة الى اطلاق الشتائم والقذف باخصامهم». وقال خامنئي «أطلب بشدة من كل من يفضلون مرشحين مختلفين الا يبدوا تأييدهم بتدمير واهانة واتهام الاخر». وأضاف «تعريض المؤمنين لخطر القضاء على سمعتهم.. في الصحف ومواقع الانترنت ليس من الصواب». واستعر الجدل السياسي في ايران منذ سبتمبر (ايلول) عبر سجالات تزداد حدتها ووتيرتها ضد الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد الذي لم يتوان بدوره عن وصف منتقديه بانهم «خونة». وحذر خامنئي كذلك من «القدح بالمرشحين الاتقياء بواسطة المنشورات والصحافة والانترنت». واوضح ان على الناخبين اختيار المرشحين الاكثر «تقوى وورعا وشرفا» والمرشحين الذين «يعرفون ويتحسسون آلام الشعب وحاجاته». وسارع الرئيس الايراني احمدي نجاد الى الرد على هذه الدعوة بتبنيها. وقال بحسب الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي «ليس لأحد الحق بالتصرف بشكل سلبي ضد شخص آخر خلال الانتخابات». واضاف «على الجميع المساهمة في توفير جو ودي، ويجب الا يعتقد احد ان بامكانه تحقيق مكاسب من جو غير ودي».

وستؤدي الانتخابات المقررة في مارس الى تجديد مجلس النواب المكون من 290 نائبا، والذي انتخب في 2004 ويهيمن عليه المحافظون. واوضح خامنئي ان «استطلاعات الرأي تظهر ان مسائل فرص العمل وارتفاع الاسعار تبدو مهمة». ولا تنشر استطلاعات الرأي التي استند اليها المرشد الاعلى في كلامه ولكن اخصام الرئيس احمدي نجاد انتقدوا حكومته اخيرا بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي وصل بحسب الارقام الرسمية الى 20%. ويتوقع ان تشكل المسائل الاقتصادية والاجتماعية محور الحملة الانتخابية التي تنطلق قبل اسبوع من موعد الانتخابات.

ومن المقرر ان يبدأ تسجيل المرشحين في الخامس من يناير (كانون الثاني)، (السبت) ولكن قبول الترشيحات يخضع لموافقة مجلس صيانة الدستور الذي يعتبر هيئة اساسية في النظام ويسيطر عليه المحافظون. وسبق لاصلاحيين ومحافظين براغماتيين ان دعوا اخيرا مجلس صيانة الدستور الى عدم معاقبة مرشحيهم. وكان هذا المجلس رفض ترشيح اكثر من الفي شخص في الانتخابات السابقة، كان المئات منهم من الاصلاحيين.

وتطرق خامنئي في كلمته باقتضاب الى هذا المجلس الذي يختار فيه شخصيا ستة من اعضائه ويؤثر على قرار اختيار الاعضاء الستة الآخرين. وقال «المرشحون الذين يوافق عليهم مجلس صيانة الدستور لديهم المؤهلات الدنيا» لانتخابهم.

الى ذلك اعتقلت السلطات الايرانية رجلا اتهم بترويج اشاعة بشأن احتمال حدوث اعتداء على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته ايران في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على ما افادت أمس صحف ايرانية. ونقلت صحيفة «كارغوزاران» عن «مصدر مطلع» انه «تم التعرف على الشخص الذي روج الاشاعة بشأن احتمال اغتيال بوتين خلال زيارته طهران، واعتقاله». واضافت ان الشخص الذي اعتقل قبل اسبوع «موظف مناوب في شركة اتصالات». وكان بوتين ابقى على زيارته لطهران رغم تلك الاشاعة. وكانت السلطات الايرانية اعتبرت ترويج تلك الاشاعة محاولة من «الاعداء» لاشاعة بلبلة في العلاقات الايرانية الروسية. واعتبرت سلطات طهران زيارة بوتين نجاحا دبلوماسيا كبيرا كسر عزلة إيران الناجمة عن ازمة ملفها النووي.