مشرف يطالب المعارضين بوحدة الصف ولندن ترسل فريقاً للتحقيق بمقتل بوتو

الجيش يشرف على الانتخابات الباكستانية يوم 18 فبراير... والمعارضة تشارك

بيلاوال زرداري يتقبل التعازي في دبي أمس قبل العودة الى بريطانيا لإكمال دراسته (أ.ف.ب)
TT

اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس ان «ارهابيين» اغتالوا رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو بعد ساعات من اعلان حكومته إرجاء الانتخابات التشريعية حتى يوم 18 فبراير (شباط) المقبل. وأكد مشرف ان حلفاء تنظيم «القاعدة» هم المسؤولون عن قتل الزعيمة المعارضة بوتو في كلمة أذاعها التلفزيون الباكستاني، قائلاً إن المتشددين ذوي الصلة بـ«القاعدة» ضالعون في جميع الهجمات في باكستان بما في ذلك الهجمات الاخيرة على قوات الامن وبعض الساسة. واضاف: «اريد ان اقول جازما إن هؤلاء قتلوا بي نظير بوتو».

وبعد توجيه اصابع الاتهام الى «القاعدة» صرح مشرف بأن فريقا من المحققين البريطانيين من شرطة «سكوتلنديارد» سيتوجه «فورا» الى باكستان للمساعدة في التحقيق في اغتيال بوتو التي قضت في هجوم انتحاري الخميس الماضي. وقال مشرف في خطاب نقله التلفزيون: «انا ممتن لرئيس الوزراء (البريطاني) غوردون براون لانه وافق عندما طلبت منه ذلك». وامتنعت وزارة الخارجية البريطانية امس عن التعليق على دور اجهزتها الامنية في هذا التحقيق. وكانت الخارجية تنتظر خطاب مشرف مساء أمس قبل التعقيب على التقارير حول مشاركتها في التحقيق الدولي. وفور انتهاء مشرف من إلقاء كلمته، اصدرت لندن بياناً باسم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قال فيه انه «بطلب من الرئيس مشرف، وافق رئيس الوزراء على ارسال فريق شرطة بريطاني من الخبراء الفنيين لمساعدة الحكومة الباكستانية في التحقيق بمقتل بي نظير بوتو». وأضاف انه من المتوقع ان يغادر الفريق البريطاني الخبير في الطب العدلي نهاية الاسبوع الجاري. واكد ميليباند في البيان على اهمية «انتخابات حرة وعادلة لمستقبل باكستان». ومن جهتها اعربت الادارة الاميركية أمس عن استعدادها لمساعدة باكستان في التحقيق في حادث اغتيال بوتو. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو: «نحن مستعدون للمساعدة اذا طلب منا ذلك». وبينما تستمر التحقيقات والتكهنات حول مقتل بوتو، تعاني باكستان من ازمة سياسية في انتظار الانتخابات النيابية التي اعلن عن تأجيلها. وطالب مشرف الاحزاب السياسية الباكستانية بالعمل على ابقاء بلادهم موحدة ضد «الارهاب». وقال مشرف «علينا ان نتحد ونكافح (الارهاب) بقدر اكبر من القوة والطاقة»، مضيفا: «اذا فشلنا عندها، فليسامحنا الله، سيكون مستقبل باكستان قاتما». وفي خطوة قد تثير غضب الاحزاب المعارضة، أعلن مشرف ان قوات الجيش، وقوات أخرى شبه عسكرية، ستنتشر في شوارع باكستان لضمان الامن في الانتخابات العامة التي تأجلت عقب اغتيال بوتو. وقال مشرف في كلمة أذاعها التلفزيون: «سينتشر رجال الجيش والحرس بالكامل لضمان القانون والنظام في مختلف أنحاء البلاد ولاجراء الانتخابات بصورة سلمية». وعلى الرغم من تحفظات المعارضة على تأجيل الانتخابات أعلن «حزب الشعب» الباكستاني الذي كانت بوتو تترأسه إنه سيشارك في الانتخابات التشريعية. وقال نبيل غابول عضو اللجنة المركزية التنفيذية للحزب: «سنشارك في الانتخابات»، وذلك في ختام اجتماع عقدته اللجنة في نوديرو مسقط رأس بوتو، لاتخاذ موقف بشأن المشاركة في الانتخابات او عدمها.

وأعلنت اللجنة الانتخابية امس إرجاء الانتخابات التشريعية الى 18 فبراير بعدما كانت مقررة في 8 يناير (كانون الثاني) الحالي وذلك بسبب اغتيال بوتو واعمال العنف التي تلته وأدت الى تأخير التحضيرات للانتخابات. وقال رئيس اللجنة الانتخابية قاضي محمد فاروق: «نظرا الى الاوضاع فإن الموعد الجديد للانتخابات التشريعية حدد في 18 فبراير» مضيفاً: «هناك مخاوف من العنف خلال الانتخابات، ولهذا أجلنا موعدها» وتابع: «أعد كل الاحزاب السياسية بان الانتخابات ستكون نزيهة وعادلة وشفافة وأدعوها الى قبول هذا القرار لما في ذلك مصلحة البلاد العليا والمشاركة بالكامل» في عمليات الاقتراع. واكدت اللجنة انه تمت استشارة جميع الاحزاب السياسية قبل اتخاذ قرار تأجيل الانتخابات. وكان «حزب الشعب» قد اعلن منذ الاحد معارضته أي إرجاء للانتخابات، معتبراً ان من شأن قرار كهذا توفير فرصة اضافية لمعسكر الرئيس مشرف لـ«تزوير» الانتخابات. وأدى اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء السابق نواز شريف وآصف علي زرداري، أرمل بوتو والرئيس المشترك لـ«حزب الشعب» الى اتفاق الطرفين على التعاون في مواجهة مشرف في الانتخابات. ومن جهته، اعلن ناطق باسم حزب نواز شريف المعارض لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحزب سيشارك في الانتخابات المقبلة. واوضح الناطق زين قادري: «سنشارك.. هذا امر مؤكد» رغم إعراب رئيس الحزب، رجا ظفر الحق، عن أسفه لتأجيل الاقتراع «الظالم وغير المعقول».

وعانت باكستان منذ اغتيال بوتو من اضطرابات امنية وسياسية اثرت على اقتصادها، إلا ان بورصة كراتشي في باكستان استعادت بعض عافيتها لدى افتتاح تعاملاتها أمس حسبما افاد متعاملون.

وبدأ مؤشر أبرز مائة شركة باكستانية حصة امس بارتفاع طفيف بلغ 0.52 في بعد ان تراجع الاثنين بنسبة 4.7. وانتظر المستثمرون الاعلان الرسمي للجنة الانتخابية عن تأجيل موعد الانتخابات التشريعية والمحلية قبل الاستثمار.وقال محمد خالد، الوسيط لدى شركة «بيرل كابتال مانجمنت»، ان «التردد يسيطر اليوم مع تحركات سلبية وايجابية في الان نفسه» في البورصة. واضاف «ان حجم الشراء ضعيف غير أن الحركة ستتسارع خلال النهار مع دخول مستثمرين رئيسيين للسوق».