هولندا: اعتقال 3 من أصول مغاربية وسودانية للاشتباه في تخطيطهم لهجوم على احتفال ليلة رأس السنة

بموجب معلومات من مخبرين سريين

TT

قررت النيابة العامة الهولندية إحالة ثلاثة اشخاص من اصول عربية، الى قاضي التحقيقات ليقرر مدى استمرار حبسهم او إطلاق سراحهم، بعد ان جرى اعتقالهم ليلة راس السنة، للاشتباه في تورطهم بالتحضير لهجمات خلال الاحتفالات بالعام الجديد. ورفض المتحدث باسم مكتب التحقيقات الهولندية امس اعطاء اي معلومات توضيحية حول هذا الملف مبررا ذلك بالحفاظ على سرية التحقيقات. ومن جانبها ذكرت صحيفة دي تليخراف الهولندية اليومية، أنها علمت من «مصادر جيّدة الاطلاع»، أن المتهمين الثلاثة بالإرهاب الذين اعتقلوا عشية رأس السنة، كانوا يخططون لتنفيذ هجوم على أحد الاحتفالات الكبيرة برأس السنة، والذي جرى تنظيمه فوق وبالقرب من جسر إراسموس بميناء روتردام. وقالت إن هجوماً على الاحتفال الذي يشارك فيه حوالي 15 ألف شخص، كان من الممكن أن يؤدي إلى «كارثة غير مسبوقة الحجم».

وقالت السلطات إن الاعتقالات تمت بموجب معلومات من مخبرين وعملاء سريين تفيد بالتخطيط للهجوم، وحسب ما اعلن مكتب التحقيقات الهولندي، فقد تحركت السلطات الامنية المختلفة بناء على معلومات من أجهزة الاستخبارات الامنية الداخلية تفيد بوجود خطط لتنفيذ هجمات، وشاركت قوات مكافحة الارهاب مع العناصر الامنية الاخرى في عملية مداهمة، شملت 5 منازل في مدينة روتردام، واعتقال ثلاثة اشخاص، منهما مغربيان يحملان الجنسية الهولندية، والثالث سوداني لا يحمل اوراق اقامة قانونية في هولندا وان اعمارهم هي 31 و32 و39 عاما. وقال المتحدث باسم مكتب التحقيقات ان عمليات تحقيق وبحث موسعة قد جرت بعد عمليات الدهم والاعتقال وان العناصر الامنية اصطحبت معها مستندات ومتعلقات شخصية للمشتبه فيهم. وكان التقرير الاستخباراتي الهولندي الذي قدمه وزير الداخلية لاعضاء البرلمان العام الماضي، قد تضمن الاشارة الى ان هناك اعدادا من ابناء الجاليات الاسلامية من الشبان صغار السن، يتأثرون بالفكر المتطرف والدعوة الى الجهاد المسلح، التي تصل اليهم عبر مواقع على الانترنت تشجع على ما تسميه الحرب المقدسه. ولمح الى ان هولندا لاتزال تواجه مخاطر ارهابية، وان الوضع لم يتبدل عن الفترة السابقة والشيء الوحيد الذي شهد تغييرا هو زيادة اعداد الاشخاص الذي يشتبه في علاقتهم بالارهاب، والخلايا النائمة ذات الصلة بالمجموعات الارهابية، وارتفع العدد بشكل كبير بعد ان كانت التقارير السابقة تشير الى ان عددهم 150 شخصا، واشار الى ان تلك الخلايا لديها اتصالات مع مجموعات ذات صلة بالارهاب في باكستان وافغانستان والعراق، وهذا يفسر استمرار محاولات بعض الشبان من اصول اسلامية السفر الى العراق للمشاركة في الحرب، واكد التقرير في هذا الاطار ان أفراد تلك الخلايا النائمة والمجموعات المتطرفة، وهي انتاج محلي، تأثروا بالدعوة الى الفكر المتطرف، وان هولندا تختلف عن باقي دول الاتحاد الاوروبي من حيث انها تضم عددا كبيرا من الخلايا النائمة ذات الصلة بما يمكن تسميته الاخطار الجهادية، وانه لا توجد دولة اخرى في المجموعة الاوروبية الموحدة تضم عددا مماثلا للخلايا ذات الصلة بالارهاب الموجودة في هولندا، والتي شهدت ايضا تنامي فرص التهديد بالقتل للشخصيات السياسية، من جانب اعضاء المجموعات المتطرفة. وحذر التقرير الأمني من الدور الكبير الذي يلعبه الانترنت في تقديم المساعدة والمعلومات اللازمة لأفراد تلك المجموعات، كما اشار الى استغلال هؤلاء الاشخاص لمناخ الحرية السائد في هولندا. ويذكر ايضا ان هولندا قد شهدت خلال الاعوام القليلة الماضية حملات اعتقال شملت اسلاميين من جنسيات مختلفة، قالت السلطات انهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات ارهابية، الا ان القضاء الهولندي اصدر احكاما ببراءة عدد غير قليل منهم بسبب ضعف الأدلة التي تثبت علاقتهم بالارهاب.