بوش: مباحثاتي في الشرق الأوسط لـ«الضغط» على الفلسطينيين والإسرائيليين.. والتحذير من «خطر إيران»

قال إن على مشرف أن يعمل مع الفائز بالانتخابات الباكستانية.. واستبعد اللجوء إلى الاحتياطي النفطي

الرئيس الاميركي جورج بوش خلال حديثه مع صحافيي رويترز في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

وصف الرئيس الاميركي جورج بوش توسيع المستوطنات الاسرائيلية بأنه «عائق» لنجاح جهود السلام التي استؤنفت بعد مؤتمر انابوليس الذي عقد في اميركا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحث اسرائيل على تنفيذ تعهدها بتفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخص لها، موضحا ان زيارته لمنطقة الشرق الاوسط المقررة خلال اسبوع، تستهدف «الضغط» على كل من الاسرائيليين والفلسطينيين كي يفي كل منهما بمتطلبات السلام، كما تستهدف التحذير من خطر إيران برغم تقرير وكالات الاستخبارات الاميركية، صدر مطلع ديسمبر (كانون الاول) الماضي والذي قال ان إيران اوقفت برنامجها النووي العسكري عام 2003. وأعرب بوش في حديث لوكالة «رويترز» للانباء، قبل أقل من اسبوع من اول زيارة رئاسية لاسرائيل والضفة الغربية، عن التفاؤل بشأن فرص التوصل لاتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني بحلول نهاية عام 2008. وشدد الرئيس الاميركي على انه سيستخدم رحلته لمواصلة «الضغط» على الجانبين، كما قال انه سيعرب عن «مشاعر قلقه» للإسرائيليين بشأن استمرار النشاط الاستيطاني. وتابع الرئيس الاميركي «سأتحدث عن توسيع الاستيطان الاسرائيلي .. وكيف يمكن ان يكون هذا عائقا للنجاح.. يتعين تفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخص لها مثلما قال الاسرائيليون انهم سيفعلون». وشدد بوش على ان احد اسباب رحلته الى الشرق الاوسط التي تبدأ بعد اسبوع يتعلق «قطعا» بالجهود الرامية لاحتواء نفوذ ايران في المنطقة.

وقال انه يتوقع خلال رحلته، التي تشمل زيارة اسرائيل ودول عربية، طرح اسئلة حول تقييم الاستخبارات القومية الاميركية الشهر الماضي الذي قال ان ايران اوقفت برنامجها للتسلح النووي عام 2003. وتابع في المقابلة التي اجريت في البيت الابيض «سأوضح لهم ان تقييم الاستخبارات القومية يعني ان ايران لا تزال خطرا. سأذكرهم بان بلدا يمكنه تعليق برنامج يمكنه بسهولة بدء آخر». وفي ما يتعلق بالوضع في باكستان، وصف الرئيس الاميركي الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه حليف للولايات المتحدة في مكافحتها للارهاب وقال انه يجب ان يعمل مع الفائز في الانتخابات المقررة الشهر القادم. وأجلت باكستان الانتخابات العامة الى 18 فبراير (شباط) من الثامن من يناير (كانون الثاني) بعد اغتيال زعيمة المعارضة بي نظير بوتو الاسبوع الماضي.

وتابع بوش «اعتقد ان ايا كان من سيفوز في الانتخابات هو شخص يجب ان يعمل معه الرئيس مشرف وبالطبع سنكون حليفا قويا لباكستان». وقال «كنت دائما مؤيدا للرئيس الباكستاني»، مضيفا ان هذا يرجع الى ان الرئيس الباكستاني كان قويا في حربه على الارهاب، وأوفى بتعهده التخلي عن منصبه كقائد للجيش واجراء انتخابات. وقال «انه حليف». وألقى اغتيال بوتو بباكستان في دائرة اضطرابات واثار تساؤلات بشان من وراء الهجوم بالرصاص وقنبلة في روالبندي. وقال مشرف ان متشددي القاعدة وراء الهجوم ورفض اشارات بان اجهزة الامن الباكستانية متورطة. وأوضح بوش ان الهجوم يحمل «كل بصمات» طرق عمل القاعدة لكنه احجم عن اصدار حكم حتى تظهر الحقائق. وتابع بوش «من مصلحة العالم مساعدة باكستان على التعافي من هذا الحادث المروع وان يكون لديها ديمقراطية قوية وهذا تحديدا هو موقف الحكومة الاميركية».

كما حث الرئيس الاميركي الكينيين على الاحجام عن مزيد من العنف، ودعا الرئيس الكيني وزعيم المعارضة «للجلوس معا» في اطار ترتيب لحسم نزاعهما الانتخابي المرير. وتابع «من المهم جدا بالنسبة لشعب كينيا الا يلجأ الى العنف». وردا على سؤال حول ما اذا كان يتعين على الرئيس الكيني مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينجا مشاركة السلطة قال بوش «اعتقد ان لديهم فرصة للجلوس معا في اطار ترتيب ما يساعد في التئام جروح انتخابات جاء بفارق بسيط». وداخليا قال الرئيس الاميركي انه يؤيد «بقوة» تحقيق وزارة العدل في تدمير شرائط المخابرات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) تتضمن تسجيلات لعمليات استجواب ارهابيين مشتبه بهم وان البيت الابيض سيتعاون. وتابع «أؤيد ذلك بقوة. وسنشارك». وكان هذا أول تعليق علني منذ قالت وزارة العدل الاربعاء انها تحت تحقيقا جنائيا في تدمير وكالة المخابرات المركزية الاميركية لشرائط فيديو تصور أساليب استجواب قاسية لاشخاص يشتبه في كونهم ارهابيين.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت لديه أي مخاوف من أن التحقيق ربما يثير شكوكا بشأن سياسته الخاصة بمكافحة الارهاب أجاب يوش «لنر ما سيقوله. لنر ما ستسفر عنه التحقيقات». وحول أداء الاقتصاد الاميركي، قال بوش انه يبحث امكانية تقديم حزمة حوافز مالية لمساعدة الاقتصاد لكن قرارا لم يتخذ بعد. وأضاف «بالنسبة لاي حزمة حوافز فإننا ندرس جميع الخيارات ومن المرجح ألا أحسم أمري بشأن تقديم واحدة من عدمه حتى خطاب حالة الاتحاد، مشيرا الى الكلمة الذي سيلقيها أمام الكونغرس في 28 يناير (كانون الثاني). وأضاف بوش أنه قلق لبلوغ أسعار النفط 100 دولار للبرميل لكنه أوضح أن الوضع لا يستلزم اللجوء الى الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.