أولمرت يبحث مع عبد الله الثاني فكرة حوار إسرائيلي عربي

في زيارة مفاجئة إلى العقبة قال خلالها العاهل الأردني إن تحقيق السلام يتطلب تنفيذ الالتزامات ضمن جدول زمني

TT

بحث رئيس وزراء اسرائيل، ايهود أولمرت مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني خلال زيارة مفاجئة للاردن، فكرة بدء حوار سياسي اسرائيلي ـ عربي شامل حول مستقبل الشرق الأوسط.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء، ان أولمرت والملك عبد الله يطمحان الى أن يشمل هذا الحوار كل الدول العربية التي تؤمن بالسلام مع اسرائيل، وذكرت بالاسم السعودية، كشريك محتمل في هذا الحوار. واعتبرت هذه الفكرة استمرارا لأجواء مؤتمر أنابوليس، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي تقرر فيه دفع مسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية وفتح آفاق لسلام شامل مع بقية الدول العربية.

وكان أولمرت قد طار الى مدينة العقبة على شاطئ البحر الأحمر، ظهر أمس، وسط تكتم اعلامي شديد، بدعوى الأسباب الأمنية. ولم يعرف أمر الزيارة إلا بعد عودته الى اسرائيل. وهذا هو رابع لقاء بينه وبين العاهل الأردني، يتم على الأراضي الأردنية، وهو في منصب رئيس حكومة، حيث كان آخرها لقاء في أبريل (نيسان) الماضي، علما بأن الملك عبد الله لم يزر اسرائيل منذ توليه العرش بعد وفاة والده الملك حسين، إلا في زيارة سرية للمزرعة الخاصة برئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، أرييل شارون. وقد وجه أولمرت دعوة رسمية الى الملك عبد الله ليزور اسرائيل زيارة علنية ورسمية.

وقال المصدر الاسرائيلي ان أولمرت والملك عبد الله الثاني بحثا ايضا المسار السياسي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والعقبات التي تعترض طريقه، وكذلك الاجراءات الأمنية لما بعد التوصل الى اتفاق لتسوية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، حيث ترى اسرائيل ان المطالب الاسرائيلية في هذا الشأن تصب في مصلحة الأردن أيضا.

يذكر ان اسرائيل تحاول تجنيد الادارة الأميركية الى موقف موحد حول ضرورة ابقاء الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومعدومة السيادة على مجالها الجوي ووضع المجال الجوي الفلسطيني تحت مراقبة اسرائيلية أردنية مشتركة. وربط بعض المراقبين الاسرائيليين بين هذه الزيارة، وبين زيارة وزير الخارجية السوري، وليد معلم، الى عمان وتصريحات الملك عبد الله الثاني بأن جهود السلام العربية ترمي أيضا الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي لمرتفعات الجولان واستئناف مفاوضات السلام بين البلدين، التي توقفت منذ وصول شارون للحكم سنة 2001.

وأكد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء الذي يأتي بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أول من أمس أن تحقيق السلام يتطلب من جميع الأطراف تنفيذ التزاماتها ضمن آلية واضحة وجدول زمني محدد وصولا إلى حل شامل يعالج مختلف جوانب الصراع.

كما أكد ضرورة العمل من أجل التوصل إلى حلول شاملة لقضايا الوضع النهائي وفي مقدمة ذلك الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال بيان للديوان الملكي ان عبد الله الثاني اوضح ضرورة استثمار الفرصة المهمة التي اتاحها مؤتمر انابولس، مؤكدا أن السير في المفاوضات حسب ما اتفق عليه يجب أن يشكل عنوان المرحلة المقبلة.