الجزائر: انتحاري الناصرية التحق بالمسلحين قبل 9 سنوات

تدابير أمنية غير مسبوقة في محيط المؤسسات الحكومية

TT

قالت مصادر أمنية إن الشخص الذي نفذ الهجوم الانتحاري الأربعاء الماضي بمنطقة الناصرية، شرق العاصمة الجزائرية، يبلغ من العمر 30 عاماً التحق بمعاقل الإرهاب عام 1998.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن كمال موهون يتحدر من عائلة أفرادها أعضاء في «الحرس البلدي»، وهو فصيل أمني يتبع لوزارة الداخلية تأسس منتصف تسعينيات القرن الماضي في إطار سياسة محاربة الإرهاب. وأضافت المصادر أن كمال واحد من ثمانية إخوة ولدوا ونشأوا في بلدة معزولة تدعى الشعاينة تقع بالقرب من غابة ميزرانة (90 كلم شرق العاصمة)، التي تعد معقلا للجماعات المسلحة.

وجاء في بيان نشرته «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، أول من أمس، أن كمال موهون المكنى «عبد الله الشعياني»، ضرب مبنى الشرطة بمنطقة الناصرية بواسطة شاحنة محملة بـ500 كلغ من المتفجرات. وخلف الاعتداء، حسب حصيلة رسمية، 4 قتلى و20 جريحاً وتدمير شبه كامل للمبنى. وبدا «عبد الله» في صورة مرفقة بالبيان، بصدد قراءة مضمون قصاصة من الورق، ومرتدياً بزة عسكرية وعلى يمينه ظهر سلاح كلاشنيكوف معلق عليه المصحف الشريف. وزعم بيان التنظيم أن «طوابيراً» من عناصره تنتظر دورها في تنفيذ هجمات انتحارية.

وفي سياق متصل، دفع هاجس العمليات الانتحارية بأجهزة الأمن إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة في العاصمة، حيث ضربت طوقا أمنياً على مقر الرئاسة ومبنى وزارة الخارجية الواقعين في حي المرادية الراقي، وأغلقت الطرق المؤدية إليهما بواسطة حواجز أمنية. واتخذت نفس الاجراءات تقريباً في المكان الذي توجد به وزارة الدفاع بحي الأبيار، حيث وضعت حواجز حديدية تحسبا لأي اعتداء.

وقالت مصادر على صلة بالموضوع، إن الاجراءات تمت بناء على معلومات تفيد بوجود عربات في العاصمة، معبأة بالمتفجرات يعتزم الإرهابيون استعمالها في عمليات ضد مبان حكومية وأجنبية، وإقامات مسؤولين كبار في الدولة. وكثف رجال الأمن من وجودهم في نقاط المراقبة التقليدية، فيما رفعت المديرية العامة للأمن الوطني من عدد الحواجز الأمنية، وأصدرت تعليمات بمباشرة بتفتيش صارم لكل شاحنة توجد في العاصمة، حتى لو لم تكن محل شبهة.

وذكر مصدر أمني أن رجال الأمن المنتشرين في الميدان، «مطالبون بالتدقيق في أية عربة تتحرك في العاصمة، وفي أي شخص يقودها سواء كان شاباً أو كهلا أو فتاة أو حتى امرأة عجوزا»، وقال إن ذلك يعكس مدى «خوف مصالح الأمن من الأساليب المتنوعة التي يلجأ إليها الإرهابيون في تنفيذ اعتداءاتهم، والتي يحرصون فيها على أن تكون غير مثيرة لانتباه رجال الأمن». ويضيف المصدر أن اختيار رجل مسن لتفجير مكاتب الأمم المتحدة بالعاصمة (11 ديسمبر الماضي)، دليل على تطور نوعي في طريقة اختيار تنفيذ الاعتداءات ما يجعل مصالح الأمن، تضع في توقعاتها، احتمال ترشيح امرأة لعملية تفجيرية في المستقبل.