الحكومة العراقية تريد إعادة فتح جسر الأئمة في بغداد وسط معارضة شيعية ـ سنية

سكان الكاظمية والأعظمية يخشون تجدد التفجيرات والهجمات بالهاون

TT

يعارض سنة وشيعة توجه الحكومة العراقية لإعادة فتح جسر الأئمة المشيد فوق نهر دجلة، الذي ظل لعقود رابطا بين منطقتين تنتميان إلى بغداد القديمة احداها سنية والأخرى شيعية، وظل يجسد روح التسامح الطائفي حيث استمر أبناء هاتين الضاحيتين يختلطان بعضهما ببعض بوئام كبير.

لكن هذا الجسر تم إغلاقه بعد موت ما يقرب من 1000 شيعي ظنوا أن هناك مهاجما انتحاريا وسطهم فراحوا يتدافعون فوق الجسر في عام 2005. وظل مغلقا خلال السنتين الماضيتين مع تفشي العنف الطائفي عبر أنحاء العاصمة.

وتريد السلطات العراقية الآن أن تعيد فتح الجسر الذي يبلغ طوله 900 قدم. لكن، حسب وكالة «اسوشييتد برس» فانه بالنسبة لمعظم السكان ما زالت الجروح طرية والمخاوف مازالت حقيقية أيضا للمخاطرة في فتح معبر يربط ما بين الطائفتين. لهذا السبب هم يحاربون هذه الخطة. ويقدم الجسر لمحة لأحد التحديات المقبلة: كيف يمكن البدء في تطبيع الإجراءات الأمنية خلال فترة انتقالية يأمل العراقيون أن تكون محطة صوب مستقبل أقل دموية، وما يجب أن تقوم به الحكومة من تحقيق للمصالحة الوطنية.

وتقع على طرفي الجسر منطقتا الكاظمية الشيعية والأعظمية السنية. وجرى بناؤه في عام 1957 وسمي تيمنا برجلين عاش كل منهما على إحدى ضفتي نهر دجلة في القرن الثامن. وكان كل من أبي حنيفة وموسى الكاظم إماما وتعرض للاضطهاد على يد السلطات الحاكمة آنذاك ويعتقد أنهما توفيا في السجن.

وهناك بعض من سكان الأعظمية والكاظمية مرتبط بروابط عشائرية. ولم يكن أمرا استثنائيا قبل سنوات قليلة أن يزور سنة الأعظمية ضريح الإمام الكاظم على الضفة الأخرى.

ومن المفارقة أن الأعظمية تقع في ضفة الرصافة ذات الأكثرية الشيعية بينما تقع الكاظمية في ضفة الكرخ ذات الأكثرية السنية.

وبالنظر الى وجود تاريخ من التعايش السلمي بين سكان المنطقتين، قال اللواء قاسم الموسوي المتحدث الرسمي باسم الجيش العراقي إن من الضروري فتح الجسر ومن الممكن نصب نقاط التفتيش للمشاة الراغبين باستخدام الجسر إذا استمر الوضع الأمني مستقرا. إلا ان سكان الكاظمية والأعظمية يشعرون بالقلق إزاء تجدد تفجيرات السيارات المفخخة وهجمات الهاون في حال إعادة فتح الجسر. ولم يحدد الموسوي تاريخا لإعادة فتح الجسر، إلا ان تصريحه الأسبوع الماضي كان كافيا للفت الانتباه. وكان قادة لسنة من الأعظمية قد التقوا الأسبوع الماضي مرتين لتأكيد رفض هذا الإجراء. وكان قادة شيعة قد حددوا شروطا لفتح الجسر؛ وهي شروط غاية في الصرامة إلى الحد الذي ربما يتعذر معه إعادة فتح الجسر أصلا. وقال خالد إبراهيم، الذي يعمل إماما في أحد مساجد الأعظمية، ان «دماء غزيرة سالت من الجانبين لم تنس بعد». ويرى محللون أن فقدان الثقة بين السنّة والشيعة على جانبي الجسر أججته أصلا حادثة التدافع، أكبر مأساة عراقية منذ بدء الحرب؛ فقد قتل 953 شخصا في 31 أغسطس (آب) 2005 في حادثة التدافع المعروفة خلال شعائر كان يؤديها الشيعة. وكانت شائعات قد سرت بين الزوار بأن انتحاريا على وشك شن هجوم، الأمر الذي أدى إلى حالة من الهلع والفوضى أدت إلى التدافع الذي قاد بدوره إلى مقتل المئات منهم. وتناقل الناس خلال تلك الفترة قصة الشاب السني، وهو من سكان الأعظمية، الذي قتل من الإنهاك الشديد خلال إنقاذه زوار شيعة سقطوا من على ارتفاع 30 قدما في النهر. إلا ان مؤشرات حسن النوايا تبددت عقب هجوم فبراير (شباط) 2006 الذي استهدف مرقد سامراء شمال بغداد.