صاحبات المحال التجارية والحلاقات يعاودن العمل بعد تحسن الوضع الأمني في العراق

عدد منهن أكدن لـ «الشرق الأوسط» إنهن تجاوزن حاجز الخوف

عراقيون في مجمع أسواق وسط بغداد (أ.ف.ب)
TT

اعتادت فاتن منذ ما يقارب العام على الذهاب الى محل عملها في صالون الحلاقة في منطقة شارع فلسطين بشكل خفي والخروج منه بنفس الطريقة، بعد التهديدات التي تلقاها العديد من اصحاب صالونات الحلاقة في بغداد بالقتل في حال الاستمرار بهذه المهنة، بل ان العديد منهم تعرضوا فعلا لحالات قتل متعمد بعد تلقي تلك التهديدات.

لكن فاتن اليوم تذهب الى عملها بكامل اناقتها وتدخل من باب المحل الرئيس وتقول لـ«الشرق الاوسط»، ان «الوضع الامني تحسن وقد عدنا للعمل، وعادت النساء الى التردد علينا بشكل كبير من دون خوف».

وفاتن لم تكن الوحيدة التي عادت الى عملها في صالون الحلاقة او في محلات الازياء وبيع العطور في بغداد، فبعد ان انحسر وجود النساء في هذه المحلات نتيجة الوضع الامني المتردي الذي مر به العراق في الفترة السابقة، عادت النساء بشكل لافت للنظر الى أعمالهن، بل ان العديد منهن قمن بافتتاح محلات جديدة في مناطق كانت تعد الى وقت قريب ساخنة ومتوترة. وتقول ناهد وهي صاحبة احد محلات بيع الملابس النسائية في منطقة حي الجامعة، انها كانت تعمل برفقة زوجها، لكنه سافر بعد ان تعرض لتهديد «وبعد ان تحسن الوضع الأمني في منطقتنا عدنا للعمل انا وابني، فزوجي ما زال في الخارج وعلينا ان نتدبر حياتنا بمفردنا».

اما شذى وهي صاحبة محل لبيع العطور في منطقة المنصور، فتؤكد انها تركت العمل واغلقت محلها قبل حوالي العام، وقبل شهر فقط عادت اليه بعد ان تحسن الوضع الامني بشكل نسبي، وتقول «لقد عملت في هذا المحل وسط اجواء متوترة، وعندما وصلت الاوضاع الى تهديدي بالقتل، ان لم اترك العمل وحرق المحل، اضطررت لترك المحل وغادرت محل سكناي، ولكن الاوضاع اختلفت الان، وكان المسلحون قد اختفوا فجاة او انصهروا في محلول ما، المهم انا عدت للعمل وعادت الحياة للشارع الذي اعمل فيه، ورغم بعض المخاوف التي تنتابني احيانا الا انني اصر على الاستمرار، لانني احب المهنة التي تعلمتها، خصوصا ان لدي خبرة خاصة في اختيار العطور النسائية والرجالية وجميع انواع الماكياج والزينة الخاصة بالنساء».

احدى النساء اللواتي يعملن في اسواق حي الدورة، قالت «لقد انتهى سوق الدورة لفترة طويلة ولم نعد في وقتها قادرين على السير فيه، ولكن سرعان ما دبت الحياة فيه وبات بمقدورنا التجارة في ملابس النساء اللواتي افتقدنا رؤيتهن لفترة طويلة بسبب الاوضاع الامنية». واشارت احدى الزبونات الى انها اضطرت لارتداء الخمار بعد ان فرضه ما يسمى «دولة العراق الاسلامية»، في المنطقة التي تعيش فيها، وكانت لا تخرج من البيت الا للضرورات، ولكنها الان تمكنت من المجيء الى سوق الدورة الذي كان مغلقا الى وقت قريب، وهي ترى العديد من النساء وقد تحررن من الضغوطات التي تفرضها بعض الجماعات.

شهلاء هي الاخرى عادت الى عملها، حلاقة نسائية، وعلى الرغم من انها افتتحت صالون حلاقتها داخل المنزل، لكنها للمرة الاولى منذ عامين تعلق يافطة تدل اليها، وتقول «لقد كانت النساء في المنطقة التي أعمل وأسكن فيها يترددن علي بشكل كبير، ولكن اقتصر عملي بعد ذلك على نساء الجيران فقط وبشكل سري الى وقت قريب».