الهلال الأحمر: 20 ألف لاجئ عادوا من الخارج.. وتراجع طفيف في عدد النازحين بالداخل

الجمعية قالت في أحدث تقرير لها إن المهجرين قسرا يعانون من صعوبات كبيرة

أحد موظفي الهلال الأحمر العراقي يوزع مساعدات على نازحين من ديالى (إ.ب.أ)
TT

قالت جمعية الهلال الاحمر العراقية في تقرير لها أمس ان نحو 20 الف لاجئ عراقي عادوا من سورية الشهر الماضي، فيما انخفض عدد النازحين في داخل العراق الى حوالي عشرة آلاف شخص، مقارنة بالشهر السابق. وقالت الهيئة المستقلة في تقريرها السنوي الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، ان حوالي 46 الف شخص عادوا من سورية منذ منتصف سبتمبر (ايلول) لغاية 27 ديسمبر، اي بزيادة نحو 20 الف شخص عن الارقام التي نشرتها الشهر الماضي. واكد التقرير ان اقل من 39 الف شخص عادوا الى بغداد، فيما رجع الباقون الى المحافظات الاخرى.

وكانت الهيئة قد اعلنت مطلع الشهر الماضي ان بين 25 الى 28 الف لاجىء عراقي عادوا من سورية منذ منتصف سبتمبر الماضي، نتيجة تحسن الاوضاع الامنية في البلاد. وافاد التقرير الجديد «يبدو ان الوضع تغير نسبيا نحو الافضل حاليا، وذلك من خلال مؤشرات واضحة، فقد ابدى مواطنون عراقيون في الداخل والخارج ارتياحهم للتحسن الأمني الملحوظ، مما شجع العراقيين اللاجئين في الخارج للعودة الى بلادهم».

كما اعلنت هيئة الهلال الاحمر، ان هناك اكثر من مليونين و179 الف نازح داخل العراق حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بما لا يقل عن مليونين و189 الفا حتى اواخر اكتوبر.

وتمثل هذه الارقام اكثر من 344 الف عائلة يشكل الاطفال 58.7% منها، وللعاصمة بغداد حصة الاسد، بحيث تبلغ 62.8% من مجمل النازحين في الداخل. واظهرت ارقام شهر اكتوبر اول انخفاض ملموس في اعداد النازحين في عامين، اي اكثر من عشرة الاف نازح.

ورغم التحسن الطفيف في الاوضاع، تقول هيئة الهلال الاحمر العراقية ان حالة المهجرين لا تزال بائسة. واكد التقرير ان «المهجرين قسرا يعانون من صعوبات كبيرة ومتنوعة (...)، ارتفاع الايجارات في مناطق النزوح الآمنة، خصوصا في محافظات اقليم كردستان، وعدم كفاية الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية، وفقدان معظم النازحين للبطاقة الدوائية الخاصة بالامراض المزمنة كضغط الدم والسكري».

وتابع التقرير ان «عددا كبيرا من طلبة المدارس تركوا مقاعدهم نتيجة صعوبات اقتصادية وأمنية، وفقدت بعض العائلات المهجرة مصادر الرزق». مشيرا الى «صعوبة الحصول على فرص عمل في المناطق التي نزحوا اليها، وعدم القدرة على شراء المستلزمات الحياتية الاساسية كالطعام والملبس والوقود».

وهيئة الهلال الاحمر العراقية منظمة لا تتوخى الربح، هدفها التخفيف من المعاناة الانسانية، وقد تأسست في بغداد واعترفت بها كل من الحكومة العراقية واللجنة الدولية للصليب الاحمر عام 1934، ولها فروع في المحافظات الثماني عشرة. لكن الارقام التي تعلنها الهيئة اقل مما تعلنه الحكومة، التي تقدر عدد اللاجئين العائدين بنحو 60 الف شخص خلال الاشهر القليلة الماضية، معظمهم جاء من سورية وبعضهم من الاردن. وفي جميع الاحوال، ليست اعداد العائدين الى بلادهم بالكثيرة، مقارنة بالذين نزحوا في خضم اعمال العنف والتهديد. وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عدد العراقيين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بـ 4.2 مليون شخص منذ الغزو بقيادة القوات الاميركية في 2003، ضمنهم 1.4 مليون نازح في سورية و750 الفا آخرين في الاردن، وما لا يقل عن مليوني نازح داخل البلاد. وتقول المفوضية العليا ان من الصعب تحديد عدد اللاجئين العراقيين الذين عادوا الى منازلهم بدقة. وكانت المفوضية قد اعلنت على موقعها الالكتروني، ان «وكالة اللاجئين لا تشجع على العودة الى العراق». وتابعت «لا يزال الكثير من المناطق غير آمنة والظروف ليست مؤاتية للعودة، هناك صعوبة الوصول الى الخدمات الاساسية كالماء الصالح للشرب وتصريف المياه الاسنة والطعام والمأوى والخدمات الصحية والتعليم، فضلا عن صعوبة فرص الحصول على عمل».