نزال لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر رد أبو مازن على مقترحات مشعل التي قدمها للسعودية

لاريجاني في العاصمة السورية لبحث انتخابات لبنان وعملية السلام والعلاقات الثنائية * مؤتمر الفصائل الفلسطينية في دمشق 23 يناير الجاري

خامنئي وقائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري خلال عرض عسكري في مدينة يزد أمس (رويترز)
TT

فيما بدأ ممثل المرشد الاعلى لإيران علي لاريجاني زيارة الى سورية وصفت بـ«الخاصة»، يلتقي خلالها مسؤولين سوريين من بينهم كما قالت مصادر إيرانية الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، قال مسؤولون بفصائل المعارضة الفلسطينية في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن الفصائل قررت عقد مؤتمر وطني فلسطيني في 23 الشهر الجاري بدمشق لبحث قضايا اللاجئين والحقوق الوطنية للفلسطينيين. وأوضح المسؤولون ان المؤتمر الذي ستحضره غالبية الفصائل، ستغيب عنه الجبهة الديمقراطية، فيما من المرجح ان تحضره حركة فتح التي وجهت لها الدعوة لحضور مؤتمر الفصائل. وفيما أعلن نبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمصر، أن أبو مازن سيبحث اليوم بالسعودية إمكانية توسطها لاستئناف الحوار مع حماس، قال محمد نزال عضو المكتب السياسي بحركة المقاومة الإسلامية حماس في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: إن المقترحات التي قدمها خالد مشعل للقيادة السعودية، من 6 نقاط اساسية، لحل الخلافات بين حماس وفتح لم ترد عليها فتح حتى الان، موضحا ان حماس تتوقع ان يقدم عباس خلال مشاوراته في السعودية اليوم رد فتح على افكار حماس للمصالحة الوطنية. وعلى صعيد الحوار السوري ـ الايراني، قالت مصادر إيرانية مطلعة ان لاريجاني الذي بدأ زيارة «خاصة» الى دمشق تستمر حتى يوم الاثنين المقبل سيبحث مع المسؤولين السوريين عددا من القضايا الثنائية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكان لاريجاني في زيارة لمصر وصفت ايضا بـ«الخاصة»، التقي خلالها عددا من المسؤولين المصريين من بينهم وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط في اطار الجهود الإيرانية لتطبيع واستئناف علاقاتها مع مصر. ووفقا لوكالة «ارنا» الإيرانية للأنباء، فأنه من المتوقع ان يلتقي لاريجاني خلال زيارته مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجيه وليد المعلم». وأوضحت المصادر، ان مباحثات لاريجاني مع القيادة السورية ستتناول العلاقات الثنائية بين إيران وسورية، وتطورات الاوضاع الاقليمية وعلى رأسها ازمة الانتخابات اللبنانية وعملية السلام في الشرق الأوسط. ويتضمن برنامج زيارة لاريجاني لسورية زيارة الى مقام الصحابي عمار بن ياسر في محافظة «الرقة» التي تبعد 547 كيلومترا شمال شرقي دمشق، وزيارة حلب. وتأتي زيارة لاريجاني لدمشق فيما حذر المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي امس من ان بلاده سترد بقوة على اي هجوم قد تتعرض له على خلفية ازمة ملفها النووي. وقال خامنئي في تصريحات اوردتها وسائل الاعلام الرسمية الإيرانية امس «ان امتنا التواقة الى السلام ستلحق الذل بأي معتد مهما اشتدت قوته، بحيث لن يخطر له بعدها شن اي عدوان جديد». وقال خامنئي لدى تفقده القوات المسلحة في مدينة يزد (وسط) انه «لا يمكن لأي كان ان يرصد ادنى مؤشر الى توجهات حربية لدى الامة الايرانية او لدى قيادتها المنتخبة». وكان المرشد الاعلى قد استبعد معاودة العلاقات مع الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة معتبرا ان الشروط الاميركية وعلى الاخص تلك المتعلقة بالبرنامج النووي غير مقبولة بنظر ايران.

كما تأتي زيارة لاريجاني لدمشق قبل عقد مؤتمر الفصائل الفلسطينية في دمشق يوم 23 الشهر الجاري وقبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش للمنطقة والتي يبحث خلالها كيفية المضي قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط بعد مؤتمر انابوليس الذي عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويعقد مؤتمر الفصائل الفلسطينية في ظل تعقد العلاقات السورية ـ الفرنسية ـ الاميركية على خلفية ازمة الرئاسة اللبنانية التي ما زالت تراوح مكانها. وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي بحركة المقاومة الاسلامية حماس بدمشق ان مؤتمر الفصائل الفلسطينية المعارضة ينعقد تحت «مواجهة برامج تصفية القضية الفلسطينية»، وأن قضاياه الاساسية هي حق العودة والقدس واللاجئين والحدود والدولة الفلسطينية. وأوضح نزال لـ«الشرق الأوسط» ان الدعوة وجهت الى جميع الفصائل الفلسطينية لحضور المؤتمر، بما في ذلك فتح. وتابع: «حتى الان لا ندري ما إذا كانت فتح ستشارك، لكن هناك قوى أكدت مشاركتها»، موضحا ان من ضمن الفصائل التي ستشارك في مؤتمر الفصائل حماس والجهاد الاسلامي والقيادة العامة والجبهة الشعبية والصاعقة، وقوى أخرى وشخصيات مستقلة. ونفى نزال ان يكون عقد مؤتمر الفصائل مرتبط بزيارة بوش للمنطقة، موضحا «التزامن عفوي وغير مقصود. والمؤتمر سيعقد بعد أيام من مجيء بوش للمنطقة، وكان مقررا عقده في نوفمبر الماضي، ثم تأجل». وأكد نزال ان مؤتمر الفصائل الفلسطينية في دمشق لا يلغي اللقاء المرتقب عقده في طهران وتابع: «مؤتمر دمشق غير لقاء طهران. الايرانيون دعوا الامناء العامين للفصائل الفلسطينية لزيارة طهران والدعوة ما زالت قائمة وسيتم الاتفاق على موعد عقدها». وأوضح المسؤول الفلسطيني ان الحوار ما زال متعثرا بين حماس وفتح، مشيرا الى ما أسماه بـ«شروط تعجيزية» وضعها عباس. ولخص نزال الشروط التعجيزية لفتح في: ـ اعادة المقار الامنية والمستندات والوثائق من حماس للرئاسة الفلسطينية. ـ اعتذار حماس للشعب الفلسطيني عن «الانقلاب المزعوم». ـ الاعتراف بحكومة سلام فياض. ـ الموافقة على كل المراسيم التي أقرها عباس وحكومة فياض خلال الاشهر الماضية. ـ الالتزام بكل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الوطنية الفلسطينية. وأوضح نزال ان هذه الشروط حكمت بفشل مفاوضات المصالحة الوطنية قبل ان تبدأ. وتابع «إذا وافقت حماس على كل هذه الشروط، فما هو الداعي للحوار؟ عباس يعرف ان حماس لا يمكن ان توافق على هذه الشروط. فهل هذه الشروط مقصود منها التعجيز.. ام إلقاء تبعة الفشل على الطرف الآخر؟». وأوضح نزال ان حماس وخلال المباحثات التي اجراها خالد مشعل في السعودية مؤخرا طرحت وجهة نظرها للمصالحة الوطنية الفلسطينية. وأوضح نزال ان هذه الرؤية تتلخص في 6 نقاط اساسية وهي: ـ المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وعدم تقسيم الضفة وغزة. ـ اعادة هيكلة الاجهزة الامنية الفلسطينية وان يكون اختيارها على اسسس وطنية مهنية وليس على اسس فصائلية.

ـ احترام الشرعيات الفلسطينية المنتخبة. ـ استقالة حكومة سلام فياض وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. ـ احترام الاتفاقيات التي وقعت ومن بينها اعلان القاهرة 2005، ووثيقة الوفاق الوطني 2006، واتفاق مكة 2007. ـ وقف الحملات الدعائية بين الطرفين. وذكر نزال أن الحوار المباشر بين فتح وحماس سيفتح الطريق للدخول في التفاصيل. وأوضح ان الرؤية التي قدمها خالد مشعل للقيادة السعودية لحل الخلافات بين فتح وحماس لم ترد عليها فتح حتى اليوم، معربا عن اعتقاده بأن زيارة عباس للسعودية اليوم قد تحمل ردا من السلطة الفلسطينية على مقترحات مشعل. وتابع: «هناك جهد سعودي جديد وأمل ان يتجاوب عباس معه. وان يغلب المصلحة الوطنية». وأضاف: «السعودية هي التي تقدر الموقف وتقدر امكانيات حل هذا الصراع بناء على اللقاء مع ابو مازن اليوم». الى ذلك، قال مصدر فلسطيني آخر بارز بحركة الجهاد الفلسطيني في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات المصالحة بين حماس وفتح تسير ببطء ولم تتحرك فعليا للأمام بالرغم من الزيارة التي قام بها مشعل الى السعودية مؤخرا.