السلطة تعول الكثير على زيارة الرئيس الأميركي الأربعاء للمنطقة

عريقات: نريد من بوش وقف الاستيطان وجعل 2008عام الاتفاق

TT

تعول السلطة الفلسطينية كثيرا على زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش، المقررة يوم الاربعاء المقبل. وتعد السلطة للرئيس الاميركي جملة من المطالب والاعتراضات، بعضها يتعلق بالعملية السياسية وأهمها انجاز اتفاق السلام خلال العام الجاري كما وعد، والاخر يتعلق بالاجراءات على الارض، واهمها ملف الاستيطان. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لـ«الشرق الاوسط»: «نريد من الرئيس بوش ان يجعل من عام 2008 عاما للسلام، وان يمارس دوره كحكم في مراقبة الطرفين، في تطبيق خطة خارطة الطريق».

وحسب عريقات فإن السلطة ستضغط على بوش للعمل على وقف اي مشاريع بناء استيطانية، وإزالة البؤر العشوائية، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة، وتسهيل حياة الناس، وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدس. ورغم رؤية عريقات لأهمية زيارة بوش في دفع العملية السياسية، وما تعكسه من جدية في إنجاز اتفاق سلام خلال العام الجاري، إلا انه لا يتوقع اختراقا كبيرا على صعيد الحلول المطروحة اثناء الزيارة، لكن يقول ان السلطة تتوقع تحقيق انجازات «آنية»، فيما يخص الاستيطان تحديدا.

يذكر ان البيت الابيض قلل اول من أمس التوقعات التي قد تنجم عن هذه الزيارة. وقال مستشار الامن القومي ستيفن هادلي «اننا لا نبحث عن العناوين الكبيرة. وما يسعى اليه الرئيس هو ان نفهم بشكل افضل التحدي الذي نواجهه وان نتعهد بمواجهة هذا التحدي».

ويشكو عريقات من عدم التزام اسرائيل بخطة خارطة الطريق، ولا ما يتم الاتفاق، او الاعلان عنه. وقال «ان اسرائيل غير ملتزمة بما تعلنه هي بنفسها»، مشيرا الى ان التصريحات الاسرائيلية حول استمرار البناء في مستوطنات في القدس (ابو غنيم)، او اعلانها نية الاحتفاظ ببعض المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية (معالي ادوميم)، مخالف تمام لما اتفق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بعدم اتخاذ اي اجراءات أحادية من شأنها تعطيل العملية السياسية. وقال عريقات إن تلك الاجراءات من قبل اسرائيل مرفوضة تماما. كما رفض الاشتراطات او الإملاءات السابقة المتعلقة ببعض تفاصيل الدولة الفلسطينية، وقال «نصل الى الدولة اولا» ملمحا الى ان السلطة ترفض شرط كونها دولة منزوعة السلاح، على اعتبار ان «الدولة الفلسطينية كأي دولة اخرى بحاجة الى الامن ومن يحميها».

وترى السلطة في زيارة الرئيس بوش الى رام الله دلالة رمزية قوية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالحق الفلسطيني، لكن الزيارة تشكل كذلك هاجسا أمنيا كبيرا، اذ تعيش السلطة هذا الهاجس أصلا بعد سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو (حزيران) الماضي. ويشرف الامن الاميركي اساسا على ترتيبات زيارة بوش، وحمايته، وقدا بدأ عمليا العمل في رام الله، بطلب بعض البيانات والخرائط للبنى الفوقية والتحيتة للمدينة.

وتقدر مصادر فلسطينية ان تكون زيارة بوش الى رام الله، سريعة، على ان يعود بعدها الى القدس بنفس الطائرة التي سيصل بها، ولم يتضح اذا ما كان بوش سيزور مدينتي أريحا وبيت لحم.