الجيش الإسرائيلي يطالب الحكومة بالسماح باحتلال شمال غزة

بعد إطلاق صاروخ متطور من طراز غراد على عسقلان

TT

توجهت قيادة الجيش الاسرائيلي الى رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، تحثه على اتخاذ قرار يتيح لها احتلال المنطقة الشمالية من قطاع غزة وبترها عن بقية أجزاء القطاع، وذلك بدعوى تنفيذ «عملية تطهير للخلايا المسلحة التي تقذف الصواريخ باتجاه البلدات الاسرائيلية في النقب الغربي». وقالت مصادر عسكرية إن اطلاق صاروخ من طراز «غراد» بقطر 122 مليمترا باتجاه مدينة عسقلان هو تطور خطير لا يمكن المرور عليه برد محدود كما حصل أول من أمس. فهذا الصاروخ يختلف عن الصواريخ البدائية التي يستخدمها الفلسطينيون في العادة، إذ انه مصنوع بشكل مهني في مصانع الأسلحة الايرانية أو الكورية أو الروسية. وعندما أطلق على عسقلان وقع بالصدفة في أرض مفتوحة، وتسبب في حفرة ضخمة. ولو سقط على عمارة سكنية أو مصنع أو مدرسة أو مجمع تجاري لكان تسبب في وقوع مئات القتلى والجرحى. ولذلك فلا بد من علاج جذري، حسب تعبيرهم.

وحسب مصادر مطلعة فإن خطة الجيش الاسرائيلي ترمي الى احتلال المنطقة الشمالية من القطاع لأن غالبية الصواريخ، خصوصا صاروخ «غراد» المذكور، تطلق من هذه المنطقة. وأضافت المصادر انها واعية لاحتمال أن يتلقى الفلسطينيون صواريخ من نوعية أفضل وذات مدى أكبر، في حال احتلال المنطقة الشمالية من القطاع، ولكنها تعتقد بأنهم سيحتاجون الى وقت طويل حتى يتوصلوا الى مثل هذا التطور. وحتى ذلك الحين، يتم تطهير منطقة كبيرة من القطاع، على أن تبقى امكانية توسيع المنطقة المحتلة جنوبا لمناطق أخرى في غزة، في مقدمتها الشريط الحدودي مع مصر، الذي تطلق عليه اسم «فلادلفي». وتنطوي هذه الخطة على بتر شمال القطاع عن جنوبه تماما، والبقاء فيه شهورا طويلة «يقوم خلالها الجيش بتطهير البلدات من الخلايا المسلحة وفي الوقت نفسه تتحمل اسرائيل خلال هذه الفترة مسؤولية ادارة شؤون المواطنين من ناحية الخدمات الصحية والغذائية والعمل، حتى يرى السكان أن أي حكم عليهم هو أفضل من حكم حماس» حسب تلك المصادر، ولكنها في الوقت نفسه ستواصل سياسة الاغتيال والهجمات المحدودة على المناطق الأخرى. وحسب بعض المصادر العسكرية فإنه لن يكون هناك بد من العودة لاجتياح قطاع غزة بالكامل في مرحلة لاحقة.

وتلقفت المعارضة اليمينية الأنباء المتسربة بشكل مقصود من الجيش عن هذا الاحتلال لتطلق «حملة ضغوط» على الحكومة حتى تتبنى الفكرة وتنفذ هذه الخطة. وقال رئيس حزب الليكود المعارض، بنيامين نتنياهو، في جلسة لكتلته البرلمانية، أمس، ان «اسرائيل منكوبة بقيادة الهواة أولمرت وباراك وصحبهما وتقود اسرائيل بشكل أعمى نحو الكارثة». وأضاف: «الارهابيون الفلسطينيون يبثون لنا الرسالة تلو الأخرى بأنهم غير معنيين بأية تسوية، ونحن نلهث وراء قائدهم الضعيف للتفاوض معه. وبإطلاق صاروخ نحو عسقلان، يبثون لنا رسالة تقول بأنهم يعملون لكي تصل صواريخهم الى ما بعد عسقلان، الى أسدود ثم الى شارع ديزنغوف في قلب تل أبيب، وحكومتنا تتحدث عن الانسحاب الى حدود 1967».

ودعا نتنياهو الحكومة الى التجاوب مع طلب الجيش فورا وعدم التلكؤ لحظة في هذه المهمة.

ورأت مصادر سياسية في اسرائيل ان تسريب خطة الجيش لم يتم صدفة في هذا الوقت، وهو لم يأت في اطار الرد على اطلاق الصاروخ على عسقلان، انما هو محاولة لصد أي محاولات من الرئيس الأميركي، جورج بوش، للضغط على أولمرت لتسريع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول التسوية الدائمة.