إسرائيل تحول غزة إلى ساحة لتدريب وحداتها المختارة والخاصة

معظم قواتها النخبوية تشارك بشكل أو بآخر في العمليات داخل القطاع

TT

قالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» إن الجيش الاسرائيلي حول قطاع غزة الى ساحة تدريب لألويته الخاصة ووحداته المختارة. وأشارت المصادر الى أن معظم الوحدات الاسرائيلية الخاصة شاركت خلال العام المنصرم في العمليات داخل القطاع. وحسب هذه المصادر فإن العمليات العسكرية في غزة التي كانت مقصورة في السابق على لواء المشاة «جفعاتي»، وأحد ألوية المدرعات، اصبح يشارك في تنفيذها جميع ألوية الجيش. فالقوات التي توغلت فجر امس في حي الشجاعية في مدينة نابلس على سبيل المثال، تابعة للوحدة الخاصة في لواء «جولاني». وسبق ان شاركت القوات التابعة للواء المظليين في عمليات توغل في شمال وجنوب القطاع، وكذلك لواء «ناحل».

واضافت المصادر أن الوحدات النخبوية شاركت في تنفيذ عمليات خاصة، مثل وحدة الكوماندوز البحرية، المعروفة بـ«القوة 13» التي شارك عناصرها في اختطاف بعض نشطاء حركات المقاومة، رغم أن هذه الوحدة متخصصة في تنفيذ العمليات التي تتطلب التنقل عبر المياه.

واوضحت المصادر أن وحدة «سييرت متكال» او «سرية الاركان» التي تعتبر اكثر وحدات الجيش الاسرائيلي نخبوية، شاركت في تنفيذ عمليات الاختطاف التي قامت بها القوات الاسرائيلية ضد نشطاء المقاومة في القطاع، رغم أن هذه الوحدة متخصصة في تنفيذ عمليات خارج الحدود، وتتولى بشكل خاص جمع معلومات استخبارية من داخل الدول العربية في عمليات سرية، كما اكد ذلك الجنرال عوزي ديان احد قادتها السابقين، الى جانب تخصصها في تحرير الرهائن، وتنفيذ عمليات التصفية ضد اهداف فلسطينية في قلب العواصم العربية، مثل تصفية خليل الوزير (ابو جهاد) الرجل الثاني في حركة فتح في ابريل (نيسان) 1988.

واكدت المصادر أن الجيش الاسرائيلي شكل مؤخراَ وحدة مستعربين جديدة اطلق عليها وحدة «شمشون» وتتخصص في تنفيذ عمليات في قلب التجمعات الفلسطينية، حيث أن هذه الوحدة قامت باختطاف سلامة القاضي احد قادة «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس في جنوب القطاع، الذي تدعي اسرائيل ان له علاقة باختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وعادة ما يتم اختيار عناصر هذه الوحدة من الجنود ذوي الملامح الشرقية بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك عندما يقومون بعمليات التنكر اثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة لهم. وتعمل هذه الوحدة في الضفة الغربية بشكل خاص. ويحرص عناصر هذه الوحدة على التنكر على نحو تجار خضروات يرتدون الزي الشعبي الفلسطيني ويتنقلون في سيارات مرسيدس «كابينه» وهي السيارة التي يستخدمها هؤلاء التجار.

وتجدر الاشارة الى ان جميع هذه الوحدات تعمل بالتنسيق الكامل مع جهاز المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» الذي يوفر لهم المعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ عمليات التصفية والاختطاف والمداهمة طبقا للمعلومات التي يقدمها عملاؤه الفلسطينيون، ومن خلال الاعترافات التي يدلي بها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية، الى جانب استعانة المخابرات بعمليات التجسس والتصنت الالكترونية في مناطق السلطة الفلسطينية.